المستشار السابق للرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز  ريمون قبشي للوفاق:

القائد قاسم سليماني أسقط القناع عن وجوه أعداء الشعوب

أميركا تمادت في أخطاءها واغتالت الشهيد سليماني

خاص الوفاق/ أمل محمد شبيب

قبل استشهاده رسم مشهد الإنتصار ومضى، قال أن هزيمة كل المعتدين آت لا محال، وأن المحور منتصر أمام من هم أوهن من بيت العنكبوت. رسم على خريطته كل مشاهد الإنتصارات، من لبنان الى سوريا، الى العراق وفلسطين فإيران، الى كل بقعة طالتها وتطالها يد التكفيريين والمعتدين… سليماني منّا، بل هو من كل هؤلاء، الرجل المقاوم، رجل الإنتصارات الذي وصل اسمه وحقيقته وحقيقة وجوده ودوره المقاوم الى كل حرّ وبيت في فنزويلا، فغدا الشهيد سليماني رمزاً عالمياً للنضال الشريف عند الشعوب الشريفة، ولأجله ذهب الملايين من الشعب الفنزويلي الى السفارة الإيرانية في كركاس منددين بما اقترفته الإدارة الأميركية بفعلها الشنيع وإغتيالها الشهيد قاسم سليماني.

في الذكرى الثالثة لإستشهاد من فنزويلا، كان للوفاق لقاء خاص مع المحام الفنزويلي والبروفسور في معهد الدراسات الدبلوماسية العليا في فنزويلا ومستشار سابق للرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز الأستاذ ريمون قبشي.

الشهيد قاسم سليماني رمز ونبراس لكل شعوب الارض التي تطوق للحرية

بدأنا الحوار حول شخصية الشهيد قاسم سليماني القائد الذي شغل بال اميركا والكيان الإسرائيلي، حيث قال قبشي بأن الشهيد قاسم سليماني بدأ حياته مجاهداً ثم اصبح بطلاً وقدم  نفسه شهيداً في معركة الصمود والمقاومة ضد اعتى امبراطورية عرفها التاريخ الانساني، هو القائد الذي لم يستسلم ابداً ولم يتهاون، بل ناضل حتى الرمق الاخير ليصبح رمزاً ونبراساً لكل شعوب الارض التي تطوق للحرية والانعتاق والعيش الحر بعنفوانية وكرامة. هكذا عرفنا القائد الفذ الذي بلغ عمر نضاله عمر حياته حتى لحظة استشهاده، فتجسدت اهمية نضاله بوجوده الحي والباقي فينا، ولم يتوارى إلاّ جسداً لتبقى روحه و سيرته وإخلاصه ونضاله مثالاً وقدوة ووجوداً، تاركاً خلفه معادلة تمثلت بملحمة كفاحه المنتشرة في كل بقاع الارض، واثبت بأن على الأرض هناك مقاتل يقارع الاستعمار والصهيونية والرجعية العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.

القائد قاسم سليماني أسقط القناع عن وجوه أعداء الشعوب

وفي سؤال حو لماذا كان الشهيد محط انظار دول الاستكبار، راى قبشي بأنه بقدر ما شكّل المناضل الشهيد قاسم سلسماني وجوداً وقدوة ومثالاً في معركة معرفة  الذات والقوة الكامنة في شعوبنا، وأسقط القناع عن وجوه أعداء الشعوب وكشف من هو العدو ومن هو الصديق وحقق الانتصارات ووحد بنادق الثوار فكانت من بديهيات الامور ان يصبح الشهيد، العدو الاول ليس فقط لدول الاستكبار بل لكل الجهات المتآمرة على ثروات الشعوب.

أميركا تمادت في أخطاءها واغتالت الشهيد سليماني

وفي سؤال حول الخطر الذي كان يشكله وجود الشهيد سليماني على اميركا، ولماذا اعتبرته اميركا عدوها وكان شوكة في عين الرئيس الاميركي السابق ترامب، اكّد السياسي ريمون قبشي بأن عالم اليوم يختلف عن عالم الأمس والغد، ذلك أن المستقبل يسير الى نظام عالمي جديد متعدد القطبية وكذلك المركزية، والخاسر الاول صاحبة الاحادية القطبية هي الولايات المتحدة، ونحن نرى كيف أن هيمنتها نحوانحدار مستمر، خاصة وان مشاكلها الداخلية اصبحت افقياً وعامودياً،وفي السياسة والإجتماع والإقتصاد ايضاً.

علاوة على ذلك، فإن اوروبا في تفكك مستمر، حيث تنتقل القوة بكل اشكالها نحو شرق الكرة الارضية لاسيما الصين وروسيا التي فشلت الماركسية على توحيد مواقفها، فتولت الأخطاء الاميركية تحقيق ذلك رغم تباين فلسفة كلا النظامين وقضت ايضاً على دور اوروبا والاطلسي. وأضيف أن تنامي  النظام الجديد وتضعضع القوى الغربية ونجاحات القوى  الصاعدة مثل الصين وروسيا والهند وايران ودول أميركا اللاتينية وافريقية وغيرها، اضاعت امريكا واوروبا صوابها ولجأت الى التمادي في اخطائها وخاصة في اعتداءاتها على الشعوب ورموزها وعلى راسها الشهيد البطل سليماني وامثاله كي تتبنى مهرجانات فاشلة.

الشهيد سليماني قاد حرب تموز في لبنان عام 2006

ولأنه الشهيد سليماني، الذي قاد المقاومة في دول المحور، وما تعنيه المقاومة لفنزويلا وشاهدنا التضامن الكبير من الشعب في فنزويلا والقادة مع انتصار لبنان في حرب تموز، ذلك أن الجميع بات يعلم بأن الشهيد سليماني هو من قاد حرب تموز ٢٠٠٦ من الضاحية الجنوبية في بيروت، قال المستشار السابق للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ريمون قبشي، بأن الشهيد البطل ، لا يمكن إلاّ أن يكون مثالاً يحتذى به،وهذا ما حصل بالفعل، وواجب علينا أن نتذكر عند الحديث عن انسان جمع بين البطولة والشجاعة والشهادة، علينا ان نثمّن افعاله التي تعّدت حدود ايران ليشمل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وغيرها مع تثميننا لبطولات شعوب المنطقة وكافة الشعوب التي انجبت ابطالاً وشهداء ومقومين، وما دوره في حرب تموز على لبنان عام 2006 إلاّ دليل على حرصه على لبنان ومحبته للبنان وشعبه، ورأينا كيف انتصرت المقاومة في لبنان بفضل جهود الشهيد سليماني وقادة المقاومة في لبنان.

الولايات المتحدة تعمم البؤس باسم الحرية

ولأن حركات المقاومة هدفها واحد في جميع العالم، تحدثنا عن التضامن الكبير من فنزويلا مع كل حركات المقاومة، وفي هذا قال قبشي بأن ثورتنا البوليفارية التي قادها الخالد هوغو تشافيز علمتنا ان استقلال الوطن الفنزويلي يبقى ناقصاً اذا ما بقيت كل اراضي قارتنا ترزح تحت طغيان اوروبا، لذلك قام بوليفر بتحرير اكثر من نصف القارة الجديدة، وعندما دعى الى اول مؤتمر للدول التي تحررت، خرجت الولايات المتحدة بمبدأ “مونرو” (امريكا للاماريكان) عندها قال بوليفر: “يبدو ان العناية الإلهية  قد اوجدت الولايات المتحدة في قارتنا كي تعمم البؤس باسم الحرية”. لذلك تبنى تشافيز القضايا العادلة للشعوب مردداً دوماً قول بوليفر امام عنجهية السفير الامريكي: “ان فنزويلا تركت فى ساحات حرب الاستقلال نصف موطنيها، واليوم هي مستعدة ان تقدم النصف الاخر لمواجهة عدوان من قبل اي دولة تبغي تدنيس ارض الوطن”!

هكذا بدأ تاريخ فنزويلا وعلى هذا النهج سار تشافيز وفي سبيله جاهد “واغتيل” بمرض عضال.

وعندما تعرفت على تشافيز، في اول لقاء جماهيري له، دهشت كثيراً عندما سمعته في خطابه يقول: “انا عروبي، انا ناصري، علينا ان نساعد نضال الشعب الفلسطيني ليحرر وطنه من البحر الى النهر”…ومنذ ذلك الحين بقيت الى جانبه حتى ترك هذا العالم لابقى انا ناصرياً وتشافزياً الى اخر رمق من حياتي.

وحدة الهدف والمصير والنضال جمعت كل من تشافيز وسليماني

ومن الحديث عن تشافيز، الى دور الشهيد سليماني في تعزيز العلاقة بين ايران وفنزويلا إنتقلنا في الحوار، وفي هذا قال قبشي بأنه نظراً لطبيعة البطلين الشهيدين،  لا بدّ انهما  إلتقيا على نفس المبادىء والنضال، حيث جمعهما فكر وثورة ومبادىء على طريق وحدة الهدف والمصير والنضال لكل الشعوب المقهورة والمستعمرة  والمقاومة، والواقع يؤكد لنا  تلاقي البلدين والثورتين لأننا نلتقي مع نفس المبادئ والاهداف.

وأقول لموقع الوفاق بأن سيرة الشهيد سليماني ونضاله واستشهاده خير دليل على امميته، فالمبادئ التي ناضل من اجلها وانذر حياته لها وبسببها اغتيل هي لا تنحصر بمسقط راسه بل تتعداه على طول وعرض الكرة الارضية.

سليماننا حاضر في فنزويلا وفي كل حقل وعامل ومفكر

وعن وقع خبر الإستشهاد على محبي الشهيد سليماني في فنزويلا قال قبشي بأن هذا الطرح يحرجني،  فأنا لا أؤمن انه وامثاله يموتون لأنهم باقون ما دام هناك ظلم ونضال، استغلال وكفاح، الانبياء والرسل والمحررون والمناضلون باقون ما دام هناك طالب في مدرسة، وفلاح في حقل، وعامل في مصنع ومفكر يدوّن، ومقاوم يحمل السلاح، هنا وهناك يكون حاضراً سليماننا وكافة من يناضل ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية العالمية، و”لا يضيع حق وراءه مطالب”.