قال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني: إن معرض القدرات التصديرية الإيرانية في هذه المنطقة، والذي يقام في ظروف خاصة، ويرافقه بالطبع مشاركة رجال الأعمال والمسؤولين من الحكومات البعيدة والقريبة، يظهر أن إيران لديها ارادة جدية على ترسيخ الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة في المنطقة.
وصرح ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية، صباح أمس الاثنين في مؤتمره الصحفي الأسبوعي مع الصحفيين الذي أقيم في المعرض الدولي لقدرات التصدير للجمهورية الإسلامية الإيرانية: نعتبر تعزيز العلاقات مع كافة دول الخليج الفارسي عاملاً مهماً لتحقيق الاستقرار والأمن الجماعي والسلام والتنمية المستدامة للمنطقة بأكملها، وقال: كنا ومازلنا رسل الصداقة والأخوة بين دول المنطقة، ونؤمن بأن دول المنطقة قادرة على تحقيق الأمن الإقليمي من أجل الرخاء والتنمية المستدامة في إطار المصالح المشتركة.
تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة
وقال كنعاني: إن إقامة مثل هذا المعرض من أجل عرض قدرات إيران التصديرية في هذه المنطقة، والتي هي أيضا في ظروف خاصة، وبالطبع بمشاركة رجال الأعمال والتجار ومسؤولي الحكومات البعيدة والقريبة، يدل على أن إيران لديها عزيمة جدية لتعزيز الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة في المنطقة.
وفي جزء آخر من هذا المؤتمر الصحفي، في إشارة إلى قمع الطلاب الأمريكيين المحتجين على الإبادة الجماعية في غزة، قال كنعاني: ما نشهده في الجامعات الأمريكية في الأيام الأخيرة يدل على صحوة المجتمع الدولي والرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية والإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي بدعم أمريكا.
وأضاف في هذا الصدد: إن المفكرين الأحرار في العالم لن يتسامحوا بعد الآن باستمرار الجرائم في غزة ولا يمكن إسكات أصواتهم العالية ولا يمكن إسكات أصوات المتظاهرين بإجراءات الشرطة. وتابع كنعاني: وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل التعامل العنيف والعسكري الذي تمارسه الحكومة الأمريكية مع البيئة الأكاديمية بأي شكل من الأشكال، وترفض هذه المعاملة. ولذلك فمن الضروري أن يهتم المجتمع الدولي بهذا الأمر.
العلاقات بين إيران والسعودية
وأشار كنعاني إلى حضور وفد الرياض الاقتصادي في المعرض، وقال: لحسن الحظ فإن العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية تسير في مسارها الطبيعي ونشهد استمرار المحادثات بين البلدين على المستويين السياسي والاقتصادي، وأوضح: أن وجود الوفد الاقتصادي السعودي في المعرض يعد علامة على اصطفاف الحكومة السعودية مع إيران. كانت لدينا قضايا اقتصادية منذ بداية المحادثات بين البلدين لاستئناف العلاقات؛ وفي الوقت نفسه أيضاً، يحضر وفد الحكومة الإيرانية أيضاً في الرياض على مستويين ولهدفين؛ برئاسة السيد احسان خاندوزي وزير الاقتصاد في الرياض.
وفي إشارة إلى رحلة صفري إلى الرياض، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن الوفد المشارك على مستوى نائب وزير الخارجية الايراني في الشؤون الاقتصادية في الرياض يمثل فرصة لإيران للانخراط في حوارات سياسية. والتعاون المشترك على المستوى المناسب من خلال حضور هذه القمة (اجتماع دافوس).”
المفاوضات النووية مستمرة
وفي إشارة إلى المفاوضات النووية، قال: إن المباحثات والمكالمات وتبادل الرسائل الدبلوماسية مستمرة بالطرق المناسبة.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، في إشارة إلى تصرفات البرلمان الأوروبي بإطلاق اسم الارهابيين على الحرس الثوري: لدينا موقف واضح بهذا الشأن. لقد لعب الحرس الثوري الإيراني الدور الأكثر أهمية في توفير الأمن القومي ومواجهة التهديدات الخارجية، إن دور الحرس الثوري الإيراني في مواجهة الجماعات التكفيرية والإرهاب الدولي هو دور فريد وحاسم. وأوضح كنعاني: على أعضاء البرلمان الأوروبي أن ينتبهوا إلى أنه لولا الحرس الثوري لكان داعش خلف أبواب البرلمان الأوروبي، والحرس الثوري الإسلامي هو القوة العسكرية الرسمية لإيران.
وقال: إن علاقات إيران مع كوريا الشمالية تدخل في إطار التعامل الدبلوماسي مع الدول الأخرى؛ وجاء الوفد الكوري الشمالي إلى إيران بدعوة من وزير التجارة، وهم الآن موجودون الآن في طهران.
أمريكا غير محايدة إزاء غزة
وأشار كنعاني إلى عقد اجتماع لوقف إطلاق النار في غزة بحضور الولايات المتحدة في الرياض، مضيفا: إن وقف إطلاق النار والوقف الفوري للعمليات العسكرية للكيان الغاصب ضد قطاع غزة هو الحاجة الأكثر إلحاحا لدى فلسطين. تعتبر قضية الحرية وتبادل الأسرى من القضايا الإنسانية الهامة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وأضاف: لقد أظهرت أمريكا عمليا أنها ليست الجانب الصحيح في مسألة الاتفاق ووقف إطلاق النار، لأنه لو أرادت أمريكا تثبيت وقف إطلاق النار لكانت فعلت ذلك في أقصر وقت من خلال قطع مساعدات الأسلحة لإسرائيل بشكل فوري. إن الشعب الفلسطيني لا يعتبر الحكومة الأمريكية الطرف المختص في القضية الفلسطينية؛ إن الطرف الوحيد العاقل والحقيقي الذي يستطيع أن يقرر مصير فلسطين هو الشعب الفلسطيني.
مطالبنا الأمنية من الحكومة العراقية واضحة
وقال كنعاني عن لقاء أحمديان والاعرجي مستشار الأمن القومي العراقي والاتفاقية الأمنية بين البلدين: هذه الاتفاقية كانت الأساس المشترك للتعاون بين البلدين لضمان أمن حدود البلدين وكذلك تقديم وجهات نظر إيران فيما يتعلق بتصدير انعدام الأمن إلى الجغرافيا الداخلية للبلاد. وأوضح: مطالبنا من الحكومة العراقية واضحة؛ لقد تم التوصل إلى جزء من الاتفاق وجاري متابعة الجزء الآخر. ونأمل أن نحقق النتائج المرجوة.
كما أشار كنعاني إلى خطة الكيان الصهيوني الجديدة بعنوان “عودة السلام المستقر إلى غزة”، وقال: فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن الكيان الصهيوني هو سبب الأزمة ومركزها؛ إن الاستقرار والأمن في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا بإزالة الاحتلال عن فلسطين. ونحن لا نعتبر الكيان الصهيوني طرفاً في أي اتفاق للسلام في المنطقة؛ إن الأشهر السبعة من الإبادة الجماعية وتهجير سكان غزة تظهر محاولة الكيان الصهيوني السيطرة على غزة. كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى الإجراءات المتخذة لتقديم المساعدات لغزة، وقال: تحاول الدول الأوروبية والولايات المتحدة صرف نظر الرأي العام عن القضية الفلسطينية، لكن هذه القضية أصبحت الآن في قلب اهتمام العالم. والرأي العام يدعو إلى وقف الإبادة الجماعية في غزة.
وأكد: لو لم تدعم أمريكا وبريطانيا الكيان الصهيوني، لما حدثت الإبادة الجماعية في غزة. عليهم التوقف عن تصدير الأسلحة إلى الكيان الصهيوني واتخاذ إجراءات جادة لوقف الحرب وتسهيل إرسال المساعدات الإنسانية.
أ.ش