المغرب تندد وتشجب ممارسات الاحتلال في غزة وتفتح أبوابها له لتصنيع طائرات دون طيار في عقر دارها

نقل موقع "زونا ميلتار" المتخصص في أخبار الدفاع والأسلحة أن شركة "بلو بيرد" الإسرائيلية ستفتح قريبا موقعا لتصنيع طائرات دون طيار في المغرب

2024-04-30

بات من المسلّمات أن الحكومات والأنظمة العربية في واد والشعوب العربية في واد آخر، فمن اطلع على التنديد الذي خرج عن الخارجية المغربية بممارسات الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة يتبادر إلى ذهنه على الفور أن الخطوة التالية المنتظرة هي قطع العلاقات وبشكل نهائي بين الطرفين كخطوة تبادر فيها المغرب لدعم القضية الفلسطينية.

 

ولكن للأسف ما تم إعلانه كان في واد الحكومات وليس الشعوب حيث نقل موقع “زونا ميلتار” المتخصص في أخبار الدفاع والأسلحة أن شركة “بلو بيرد” الإسرائيلية ستفتح قريبا موقعا لتصنيع طائرات دون طيار في المغرب.

 

وأوضح رونين نادير، الرئيس التنفيذي للشركة، في تصريح لصحيفة (زونا ميليتاري) أنّ الأخيرة أنشأت بالفعل المصنع، ومن المرتقب أنْ يبدأ الإنتاج قريبًا.

 

وأشار إلى أنّ افتتاح هذا المصنع المملوك لواحدة من بين أهم الشركات الحربية التابعة للكيان “يعزز العلاقات بين إسرائيل والمغرب ويطورها بسرعةٍ كبيرةٍ جدًا، مسجلاً أنّ الرباط أبرمت عدة صفقات تسلح مع تل أبيب في الآونة الأخيرة”.

 

وتم الاستحواذ على 50٪ من أسهم “بلوبورد” من قبل شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI)، إحدى شركات الدفاع الرائدة في البلاد.

 

وحسب الموقع فإن وزارة الدفاع الإسرائيلية تلقت مؤخرا قائمة تسوق جديدة من الرباط لأنظمة الدفاع الإسرائيلية الصنع.

 

ويعد المغرب من الدول العربية المطبّعة التي أظهرت مواقف مخيبّة للشعب الفلسطيني، سواء قبل السابع من تشرين الأول أو بعد هذا التاريخ، حيث يعيش الشعب الفلسطيني حرب إبادة غير مسبوقة ويتواطأ المغرب مع الكيان إلى جانب دول عربية مطبّعة في عدوانه على غزة، إذ لم يقتصر دعم المغرب لـ”إسرائيل” بإبقاء دعمه الدبلوماسي للكيان ورفضه قطع العلاقات كتعبير عن الدعم للشعب الفلسطيني كما فعلت عدة دول في أمريكا الجنوبية، لكنه يوفّر للكيان الدعم العسكري، من خلال فتح سمائه لاختبار الطائرات دون طيار، والتي ستستعمل في العدوان على غزة، مع العلم أن عددا كبيرا من الجنود المغاربة يحملون الجنسية الإسرائيلية يشاركون في جبهات القتال بغزة.

 

هذا وتجدر الإشارة إلى أن مصنع الطائرات دون طيار ليس الوحيد في تعامل الشركة مع المغرب، إذ سبق للرباط شراء 150 طائرة دون طيار من طراز eVTOL تصنعها شركة “بلوبورد” الإسرائيلية.

 

ويقوم المغرب بتقييم المزيد من أنواع الأنظمة الجوية دون طيار الإسرائيلية الصنع.

 

وشملت الصفقة عددا كبيرا من أنظمة أسلحة التتبع Spy X التي تصنعها ذات الشركة الإسرائيلية.

 

وفي فبراير 2023، أبرمت “إسرائيل” والمغرب صفقة بقيمة 500 مليون دولار لتزويد المملكة بنظام الدفاع الجوي والصاروخي باراك MX الذي تصنعه شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI)، كما حصل المغرب على نظام Skylock Dome الإسرائيلي المضاد للطائرات دون طيار في عام 2021.

 

وفي سياق متصل أشار تقرير حديث حول مشتريات الطائرات المسيرة في القارة الإفريقية، قد كشف أنّ المغرب يتصدر قائمة الدول المغاربية الأكثر امتلاكًا للمُسيّرات، إذ بلغ مجموع ما اقتنته القوات المسلحة الملكية، في الفترة ما بين 1980 و2024، ما مجموعه 233 طائرة مُسيرة، وذلك وفق المعطيات الصادرة عن موقع (ميليتاري أفريكا) المتخصص في الشؤون العسكرية الإفريقية.

 

واحتل المغرب المرتبة الثانية إفريقيا في اقتناء الطائرات المسيرة، بعد مصر التي تضمنت ترسانة قواتها المسلحة أكثر من 260 طائرة مسيرة، فيما حلت نيجيريا في المركز الثالث على مستوى الجيوش الإفريقية بـ 177 وحدة.

 

هذا وأعاد المغرب العلاقات مع كيان الاحتلال كجزء من “اتفاقيات إبراهيم” التي توسطت فيها الولايات المتحدة في أواخر عام 2020، وتحسنت العلاقات بين الطرفين منذ ذلك الحين، وفقا لتقارير إعلامية أُشير خلالها إلى أنه حتى قبل اتفاقيات إبراهيم، كان لـ”إسرائيل” والمغرب “علاقات دفاعية خاصة” ظلت سرية.

 

جدير بالذكر أنه منذ بدء التصعيد بغزة، شهد المغرب خروج مظاهرات شعبية حاشدة لدعم الفلسطينيين وإدانة القصف الإسرائيلي في عدد من مدن البلاد، كما أرسلت الرباط طائرتين عسكريتين إلى مطار العريش برفح، محملتين بمساعدات إنسانية.

 

في المقابل، أجلت “إسرائيل” طاقم مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، بمن فيهم مديره ديفيد غوفرين، ورفعت تحذيرها من السفر إلى المغرب إلى المستوى الثالث، ونصحت رعاياها بتجنب “السفر غير الضروري إلى المملكة”.

 

وفي سياق رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وجهت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، رسالة إلى فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تعبّر فيها عن غضبها الشديد بعد توقيع الجامعة لشراكة مع “ماكدونالد” الداعمة لجيش الكيان الصهيوني.

 

وقالت الجبهة في الرسالة “إن هذه الشركة الأمريكية معروفة بدعمها للسياسة الأمريكية الإمبريالية الواضحة، وهي تبرز اليوم بدعمها الواضح والقاطع لجيش الكيان الفاشي والصهيوني”.

 

وتوقفت الرسالة على كون “العالم كله يعيش ويشاهد مباشرة إبادة جماعية لشعب بأكمله، ولا يمكنكم أن تتجاهلوا أنه لدينا حتى الآن أكثر من 31 ألف شهيد، منهم 76 بالمئة نساء وأطفال (12,000 طفل)”، ودعت الجبهة رئيس الجامعة إلى المراجعة الفورية لهذا القرار المؤسف ووضع حد له، استجابة لمطالب الشعب المغربي.

 

وكانت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قد أدانت اقتناء المغرب أقمارا اصطناعية “إسرائيلية” من طراز “أوفيك” متخصصة في مجال الرصد والتجسس، وكذا إبرام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اتفاقيات شراكة مع كل من شركة “ماكدونالدز” و”بيبسي كولا” و”كسكس داري”، وقالت إن هذه الشركات كلها تتعاون مع الاحتلال.

 

أ.ش

المصدر: موقع الوقت