الشهيد القائد ياسر النمروطي.. حمل مسؤولية القيادة والقيام بأعبائها

إنخرط في العمل الأمني لحماس مع بداية تأسيس الجهاز الأمني لها "مجد" قبل الانتفاضة، وشكّل خلية أمنية في معسكر خان يونس لملاحقة العملاء، وقد اختير للعمل في مهمات خاصة ضد العملاء. صقلت التجربة الأمنية شخصيته وجعلته قادراً على حمل مسؤولية القيادة والقيام بأعبائها. وتعرض للاعتقال أكثر من مرة.

2024-05-06
انتمى عام 1989 الى صفوف الجناح العسكرية للحركة “كتائب الشهيد عز الدين القسّام” وساهم في تجنيد المجاهدين، وتوفير الدعم اللوجستي لهم، وحماية المطاردين منهم. كما اهتمّ بإعداد المجاهد من الناحية التربوية الإيمانية ومن الناحية البدنية، إيماناً منه بأن قوة العقيدة وإلى جانبها قوة الساعد والسلاح، هما المنطلق الحقيقي لبناء الجيل القادر على مقاومة الاحتلال فأسّس ما يشبه المدرسة لتعليم فنون القتال وألعاب القوى.
على إثر عمله العسكري، بات القائد النمروطي مطارداً من أجهزة استخبارات الاحتلال منذ مطلع العام 1992 بعد أن وصلته تهديدات الاحتلال ووصلت الى عائلته رسالة تحذير تطالبه بتسليم نفسه. لكنّه شدّد على أنه “لن يسلّم نفسه للمحتلين”، وتابع عمله في خان يونس وتميّز بالحس الأمني الذي ضّلل قوات الاحتلال.
القائد الأول لكتائب القسام
كُلّف القائد “أبو معاذ”  عام 1992، بمسؤولية قيادة كتائب القسّام، ليدخل منعطفاً جديداً في حياته الجهادية. فكان أول من نظّم صفوف مجموعات كتائب القسام في كلّ محافظات القطاع والتنسيق فيما بينها، حيث كانت المجموعات العسكرية تتواصل مع أكثر من خط اتصال. كما شكّل جسماً قيادياً للإشراف على العمل العسكري فأصبح هناك قيادة معروفة تتابع الكتائب.
أحدث تولي النمروطي لقيادة العمل العسكري فارقاً في نقطتين جوهريتين، الأولى في نظام المتابعة والسيطرة، فقبله تم الاعتماد على المجموعات المتناثرة والتواصل عبر النقاط الميتة، فعزز التواصل المباشر ونظم الوحدات العسكرية، رغم العوائق الأمنية، وابتكر وسائل اتصال مباشرة وسريعة تعتمد على المعرفة والوضوح في الهيكلية والمهام. كما ارتقى بالتدريب والتطوير، فدعم نقاط تدريب علنية بسواتر أمنية عبر معاهد تدريب الكراتيه والرياضات القتالية، مما وسع من دائرة الإعداد والتأهيل وأوجد حواضن استيعاب للملتحقين بصفوف القسام، وهنا تجاوز الانتشار والتمركز لجيش الاحتلال. واهتم بالإعلام فهو أول من ارتدى الكوفية الحمراء، وخاطب الرأي العام الفلسطيني وتواصل معه، عبر تناقل رسائل مصورة بجهاز الفيديو، تعرض في التجمعات الشبابية والمساجد، مما كان لها اثر كبير.
الشهادة
حاصرت قوات الاحتلال حي  الزيتون يوم 15 تموز / يوليو عام 1992، وبدأت بعملية تفتيش “دقيقة” للمنازل بحثاً عن القائد الذي اشتبك مع الجنود الصهاينة من مسافة صفر بمسدسّه حتّى الشهادة. نكّل الاحتلال بجثمان الشهيد حيث أفرغ مئات الرصاصات في جسده ومن ثم تم احتجاز جثمانه لمدة تزيد عن سبعة أيام قبل أن يسلّمه الى أهله.
أ.ش
المصدر: الوفاق/ وكالات