دور الأسرة فی تنشئة الفتاة

لاریب أن الأسرة هي أهم المؤثرات والوسائط التربویة التي تشکل وجدان الطفل( ذکرا کان أم أنثى)؛ لأنها المهد الأول الذی ینشأ الطفل في کنفه ویترعرع بین أحضانه

2024-05-06
علاقة الأسرة بالفتاة ودورها في تنشئتها وإعدادها للحیاة، فالحق أن الأسرة الیوم مطالبة أکثر من أي وقت مضى بأن تصنع المستحیل لصیانة أبنائها وبناتها وحمایتهم من الضیاع والذوبان في هذا العصر الذی تتکاثر فیه المغریات والملهیات والمفاسد والفتن بشکل جنوني یثیر القلق والرعب في قلوب الآباء والأمهات على فلذات أکبادهم، وخاصة الفتاة!!
علاقة الأسرة بالفتاة ودورها فی تنشئتها وإعدادها للحیاة، فالحق أن الأسرة الیوم مطالبة أکثر من أي وقت مضى بأن تصنع المستحیل لصیانة أبنائها وبناتها وحمایتهم من الضیاع والذوبان في هذا العصر الذی تتکاثر فیه المغریات والملهیات والمفاسد والفتن بشکل جنونی یثیر القلق والرعب في قلوب الآباء والأمهات على فلذات أکبادهم، وخاصة الفتاة!!
ولاریب أن الأسرة هي أهم المؤثرات والوسائط التربویة التي تشکل وجدان الطفل( ذکرا کان أم أنثى)؛ لأنها المهد الأول الذی ینشأ الطفل في کنفه ویترعرع بین أحضانه، ومن هنا یقع على عاتقها عبء ضخم في إعداد الفتاة وتنشئتها على القیم والأخلاق والفضائل الإسلامیة النبیلة لتکون امرأة فاضلة وزوجة صالحة وأما رؤوما، ولعلنا فی النقاط التالیة نوجز بلغة یسیرة تناسب روح العصر وأسلوبه دور الأسرة في تربیة الفتاة وتنشئتها نشأة إسلامیة قویمة:
1. على الأسرة أن تغرس مشاعر العزة والکرامة لدى الفتاة؛ بحیث تنشأ نشأة سویة مفتخرة بکونها فتاة مسلمة معتزة بدینها وانتمائها الإسلامی.
2. تدعیم البنیة النفسیة لدى الفتاة؛ کی تکون صاحبة شخصیة سویة ناضجة؛ فترضى عن جنسها، ولا تشعر بأی إحساس بالدونیة لکونها أنثى، وللأسف الشدید بعض الأسر فی مجتمعاتنا العربیة لا تعیر أی اهتمام لهذه الناحیة، فنجد بعض الآباء والأمهات یفرق بین الولد والبنت فی المعاملة، ویفضل الذکور على الإناث بشکل واضح جلی، تستشعر فیه البنت الظلم والغُبن، وتتولد لدیها مشاعر سلبیة! تشکِّل فی النهایة شخصیة سطحیة مهزوزة وغیر فاعلة ولا مبادرة، وهذا قطعا یتنافى مع ما یُنتظر منها القیام به فی قابل الأیام من أدوار اجتماعیة مختلفة عندما تصبح زوجة وأما.
3. تشکیل میول واتجاهات البنت بشکل تربوی سلیم، یتسق مع طبیعتها الأنثویة وتکوینها الفطری الذی یعمق فیها المشاعر والمیول والاتجاهات المطلوبة فی المرأة المسلمة، بحیث تنشأ محبة للعفة، معتزة بکل معانی الطهارة والنقاء والشرف والکرامة، ویترسخ فی أعماقها النفور من الانحلال والتفسخ والعری، وکل الملوثات الأخلاقیة التی یروج لها الإعلام الغربی، ویزعم أنها من علامات الرقی والتحضر.
4. صیاغة شخصیة البنت بشکل صحیح متوازن، بعیدا عن التدلیل الزائد، والقسوة الزائدة، والحمایة الزائدة… وغیر ذلک من الأسالیب غیر التربویة وعیر السویة، وینبغی أن تکون أسالیب المعاملة الوالدیة معتدلة متوازنة فلا إفراط ولا تفریط.
5. غرس ثقة البنت في نفسها، وتدعیم تکوینها الإنسانی؛ کي تکون شخصیة ناضجة إیجابیة، شخصیة مستقلة فاعلة ومؤثرة فی الحیاة، ولیست شخصیة هامشیة انطوائیة، أو شخصیة هروبیة انسحابیة تُحْجِمُ عن المشارکة الاجتماعیة الناضجة، أو شخصیة ضعیفة تابعة تندفع دون وعی لتقلید أنماط السلوک المختلفة ظنا منها أن ذلک هو الأنسب والأفضل، أو الأرقى والأحسن!!!
6. إعطاء البنت الفرص المناسبة لإنجاز بعض المهام بنفسها مع التوجیه والمتابعة، وتربیتها على فضیلة حب العمل والرغبة في الإنجاز؛ کي لا تکون شخصیة اتکالیة تعتمد على غیرها دائما، وتکون عبئا ثقیلا على أسرتها وزوجها بعد ذلک، فأمثال هؤلاء من النسوة یکنَّ عالة على الآخرین عبئا على الحیاة وحسما منها، بدلا من أن یکنَّ إضافة لها بحیث تزدهی بهن الحیاة وتصبح أکثر بهجة وسعادة.
7. عدم ترک البنت أمام وسائل الإعلام المختلفة وحیدة دون إرشاد أو توجیه؛ لأن المضمون والمحتوى الفکري والثقافي الذی یقدم للأطفال ـ وبخاصة البنات ـ منذ نعومة أظفارهم یؤثر حتما في بنائهم النفسي، وتکوینهم العاطفي والوجداني، ویمثل لهم أنماطا سلوکیة ونماذج عملیة یقتدون بها ویحبون التشبه بها في حیاتهم العملیة.
8. تمیل الفتاة بفطرتها التي فطرها الله علیها للرقة والرحمة والعواطف الجیاشة، وکل هذه الصفات تؤهلها لدور الأمومة وما یتطلبه من جهود وتضحیات، وفي الحدیث قال رسول الله(ص) :” کل میسر لما خلق له”(متفق على صحته بین الإمامین البخاری ومسلم.) وعلى الأسرة مراعاة ذلک، وغرس الاعتزاز بدور الأم في حیاة أبنائها من خلال احترام الزوج لزوجته وثنائه علیها أمام أبنائه وبناته، والإشادة بدورها الرئیس في الأسرة کلها، والإفصاح عن مشاعر المودة والتقدیر للأم في کل مناسبة، فمن شأن ذلک تعزیز دور الأم أمام الأبناء، کمصدر للقیم النبیلة والمبادئ الفاضلة السامیة، ولهذا السلوک الراقي المتحضر قیمة مضافة أخرى وفائدة کبیرة، فإضافة إلى توفیر الجو الأسري الحمیمي الرائع، فإنه یرسخ لدى الفتاة بشکل غیر مباشر الإحساس بجلال وأهمیة دور الأم وضخامة مسؤولیتها في الحیاة.
أ.ش