دور المرأة في أيدولوجية الثقافة المهدوية

خاص الوفاق: في ظل التحديات، مثل الغزو الفكري الذي يمكن أن يأتي عبر وسائل الإعلام المختلفة أو من خلال الثقافات والأفكار الوافدة، تعتبر المرأة خط الدفاع الأول في الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمجتمع

2024-05-06

د. بتول عرندس

 

“المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم”يتضح في هذه الاية الكريمة الأمر بمشاركتنا النساء في أعباء الدعوة للتمهيد لدولة صاحب العصر والزمان(عج) من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وهي نظرة إيجابية من ديننا الإسلام الأصيل  نحو أهمية دور المرأة لما لها من تأثير على المجتمع وتوجيهه نحو السلوك القويم، من خلال المجالات المتعددة كمرشدة ومربية، وقائدة، ومصلحة اجتماعية ومشاركة في الأنشطة الاجتماعية في كافة مجالات البناء.

 

دور المرأة في الحفاظ على دينها وأخلاقها في مواجهة الغزو الفكري يعتبر من الأدوار المحورية، لأن المرأة تعد ركيزة أساسية في الأسرة والمجتمع. في ظل التحديات التي تواجهها، مثل الغزو الفكري الذي يمكن أن يأتي عبر وسائل الإعلام المختلفة أو من خلال الثقافات والأفكار الوافدة، وتعتبر خط الدفاع الأول في الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمجتمع.

 

يتمثل جزء من هذا الدور في التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية وتربية الأجيال الجديدة على هذه الأسس. كما يشمل الدور التعليمي والتوعوي، حيث يمكن للمرأة أن تعمل على نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية التمسك بالمبادئ الدينية والعمل بما يتوافق مع الأخلاق الفاضلة. وبذلك، تكون المرأة مثالاً يحتذى به ومصدر إلهام للمحيطين بها، مما يسهم في بناء مجتمع قويم ومتماسك.

 

 

دور المرأة في مواجهة الغزو الفكري

 

دور المرأة في مواجهة الغزو الفكري يمكن أن يكون متعدد الأوجه وفعالاً، ويشمل العديد من الجوانب:

التعليم والوعي: المرأة لها دور بارز في نشر التعليم والوعي بين أفراد الأسرة والمجتمع، فهي تساهم في تربية الأجيال الجديدة وتزويدهم بالمعرفة والقيم الأساسية التي تساعد في بناء الشخصية المتمسكة بمبادئها.

القدوة الحسنة: من خلال تمسكها بقيمها وأخلاقها، تصبح المرأة قدوة لأبنائها من خلال تربيتهم على نهج  أهل البيت من خلال تطبيق القول بالفعل من خلال النشاطات التي تعلم أبنائنا وتحثهم على فكرة التمهيد لدولة صاحب العصر والزمان(عج) من خلال تربية الفتيات على الحفاظ على الدين والأخلاق ومحاربة الفساد الأخلاقي يمكن أن يتم من خلال عدة طرق واستراتيجيات تربوية، وهنا بعض النقاط الأساسية التي يمكن للأم أن تركز عليها:

– تقديم القدوة الحسنة: الأم هي النموذج الأول الذي تقتدي به البنات، لذا فإن حياة الأم العملية والأخلاقية يجب أن تعكس القيم التي ترغب في نقلها لبناتها.

– التعليم الديني: تعليم الفتيات أساسيات الدين وفهمه بطريقة صحيحة وعميقة، بحيث يكنّ قادرات على التمييز بين الصحيح والخطأ وفقاً لمعتقداتهن.

-الحوار المفتوح: خلق بيئة من الثقة حيث يمكن للبنات التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن، ومناقشة القضايا الأخلاقية والدينية بصراحة ووضوح.

– التوعية بالمخاطر: توعية الفتيات بالمخاطر التي يمكن أن يواجهنها في المجتمع، مثل التأثيرات السلبية لبعض البرامج التلفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، وتعليمهن كيفية التعامل مع هذه التحديات.

– تعزيز الثقة بالنفس: تشجيع الفتيات على تقدير أنفسهن واحترام قدراتهن وقيمهن، مما يساعد في مقاومة الضغوطات الاجتماعية للانحراف عن المبادئ الأخلاقية.

– تعزيز المسؤولية الشخصية: تربية الفتيات على فهم المسؤولية الشخصية تجاه أفعالهن وقراراتهن، وتشجيعهن على اتخاذ القرارات الأخلاقية حتى في مواجهة التحديات.

– التشجيع على الأعمال الصالحة: حث الفتيات على المشاركة في أعمال تطوعية وخيرية، وذلك لتعزيز الشعور بالتضامن والمساهمة الإيجابية في المجتمع.

– تعليم النقد البناء: تعليم الفتيات كيفية التفكير النقدي وتحليل الأفكار والسلوكيات المحيطة بهن بطريقة بناءة.

بالاستمرار في هذه الممارسات، يمكن للأم أن تساعد بناتها على بناء أسس قوية من الدين والأخلاق، وتنمية شخصياتهن بطريقة تجعلهن قادرات على محاربة الفساد الأخلاقي والبقاء ثابتات على مبادئهن.

على المرأة المسلمة خصوصا المرأة المترقبة لظهور الإمام المهدي(عج) أن تستفيق من غفوتها وتعرف أنه لا يمكن التلاعب بأحكام الدين ولا يمكن وضع يد في الماء ويد في النار.
فإما أن تكون مؤمنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذلك بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وإما أن تتبع شهوات ومغريات الغرب وتحلل ما حرم الله ورسوله (ص).
فإن إختارت الأولى فعليها بطاعة الزوج والحرص على سعادته وتحفيزه على طاعة الله ورسوله (ص).
وعليها بقراءة القرآن الكريم حتى إذا حملت تولد عند الجنين في بطنها حب الله تعالى وحب كتابه الحكيم، إذ أن هناك أطفال لما تعلموا النطق في الأشهر الأولى من عمرهم نطقوا بآيات من الذكر الحكيم.
وعند السنة الثالثة من عمر الطفل تقوم الأم بمشاركة الأب بتشجيعه على حفظ القرآن الكريم وتمرينه على الصلاة عندما يبلغ السابعة.
أما إذا كانت الطفلة فتاة حجبها والداها في التاسعة من عمرها حتى لا يصبح الحجاب أمرا صعبا عليها في الكبر. وعلى الأم والأب معا الإهتمام بأصدقاء الأطفال لأن المثل يقول قل لي من تعاشر أقول لك من أنت وكذلك مراقبة القنوات الفضائية التي يتردد على مشاهدتها زيادة على المراقبة المشددة عند إستعماله للإنترنيت.
ولما يبلغ الولد العشرينات من عمره ويشتد عوده ينصحانه بالزواج من أجل التحصن بالإضافة إلى تذكيره وحثه على الإيمان بالإمام المهدي(عج) والعمل على أي يكون من أصحابه والإستشهاد بين يديه الكريمتين. هكذا نكون ضمنا مجتمعا مبنيا على تعاليم المصطفى (ص) وهكذا يكون التمهيد للإمام المهدي(عج).

 

 

المرأة في المجتمع

 

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت..فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا…

إذا أصلحت المرأة المسلمة نفسها كفرد وكزوجة وكأم صارت إمرأة يقتدى بها في المجتمع وكانت مثالا يحتذى به في كل بيت.
وأصبح كلامها يستمع إليه ونصائحها تتبع ووجودها محبب وسط النساء والعائلات.
في هذه الحالة تصبح المرأة المسلمة ملزمة بإلقاء ندوات أو محاضرات أو كتابة مقالات أو إعداد برامج توعية تحدث فيها الناس عن الإمام المهدي(عج) وكيفية الإستعداد تمهيدا لظهوره المقدس. زيادة على هذا ربما تكون مرشحة لصحبة الإمام (عج) في معركة الفتح والنصر المنتظرة، بما أن الروايات تذكر أن خمسين إمرأة صالحة ستكون من ضمن الثلاثمائة وثلاثة عشر من أصحاب الإمام(عج).

 

 

خليفة الله في الأرض

 

عندما نتحدث عن الإمام المهدي (عج) يجب أن نعرف أنه خليفة الله في الأرض وبقية الله وهو عين الله في خلقه، عنده علم الدين ويحكم بحكم داوود (ع).
الإمام حاكم عادل لا تأخذه في الله لومة لائم ولا شفقة ولا رحمة في الظالم ولا ينفع إيمان أحد إلا من آمن قبل ظهوره.
لذا على المرأة المسلمة أن تبتعد عن الشبهات وكل ما يتعارض مع الدين وتقتدي بالنساء الصالحات في عهد النبي (ص) وأن تصلح كل ما باستطاعتها إصلاحه في المجتمع حاملة شعار التوحيد ومهتدية بالهدي القرآني والنبوي قبل فوات الأوان.

 

 

أ.ش

المصدر: الوفاق/ خاص