في الدفاع عن القضية الفلسطينية

إريك كلابتون “يصلّي” لأطفال غزة

منذ تشرين الثاني أي بعد مرور شهر واحد على «طوفان الأقصى»، انخرط إريك كلابتون في «الحدث الكبير»، رافضاً أن يكون أصمّ وسط صخب إبادةٍ تحصل يومياً.

2024-05-14

مجاهرة روجر ووترز (عضو فرقة الروك البريطانية «بينك فلويد») في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وصورته الشهيرة المعلّقة في أذهاننا حيث يحمل علم فلسطين على المسرح في إحدى حفلاته، تجعلنا ننسى مواقف فنانين آخرين هم أيضاً من روّاد موسيقى الروك التي ارتبطت منذ نشأتها بالتمرد والمشاكسة على أنظمة سياسية صلبة وأنساق ثقافية جامدة.

فنانون يؤمنون بفلسطين أيضاً، ويحتقرون أذن العالم التي تسمع صرخات الفلسطينيين تحت الركام، ونداء الاستغاثة، وأصوات القنابل كأنها موسيقى خرساء.

إريك كلابتون أحد هؤلاء الفنانين. أحيا عازف الغيتار اللامع ومغني الروك العتيد يوم السبت الماضي حفلة في مدينة ليفربول، ضمن جولة موسيقية طويلة بدأها في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، تهدف إلى دعم غزة ومناصرة شعبها. حفلة أخرى سبقت حفلة ليفربول بيومين، أقيمت في أحد مسارح مدينة نيوكاسل.

وفي الحفلتين حضرت على شاشاتٍ كبيرة معروضة أمام الجمهور مشاهِد تبثّ صور الدمار، والنزوح، والخراب الحاصل في غزة. المقاطع المصوَّرة هذه عُرضت أثناء تأدية كلابتون أغنية من أغاني ألبومه الجديد «لإنقاذ طفل» (To save a child) المستوحى من أحداث فلسطين، والمكرس لقضيتها.

منذ تشرين الثاني أي بعد مرور شهر واحد على «طوفان الأقصى»، انخرط إريك كلابتون في «الحدث الكبير»، رافضاً أن يكون أصمّ وسط صخب إبادةٍ تحصل يومياً في بثٍ مباشر وعلى مرأى العالم أجمع.

سار كلابتون على خطى فنانين عالميين اختاروا القيام بحملات تبرّعٍ عبر بيع مقتنياتٍ خاصة وإصداراتهم الفنية لدعم الفلسطينيين. هكذا، نظّم سلسلة حفلاتٍ موسيقية يذهب ريعها لفلسطين، ومذاك صار يعتلي المسرح مع غيتاره الذي رشّه بألوان العلم الفلسطيني، الغيتار «الفلسطيني» الذي بات يلازمه في كل حفلةٍ يقدمها.

دعم كلابتون لغزة ومناصرته للفلسطينيين قاداه إلى الذهاب أبعد من إحياء حفلاتٍ داعمة، وجمعه التبرعات. حساسية كلابتون التي تفضحها موسيقاه دفعته لكتابة أغنيتين جديدتين، موضوعهما مستمدّ من القتل الوحشيّ الذي يلاحق الأطفال الفلسطيينيين، الأولى تحمل عنوان «صوت طفل» (voice of a child) غناها في حفلة نيوكاسل، وأخرى «صلاة لطفلة» (prayer for a child) التي غناها في حفلة ليفربول. ألبوم «لإنقاذ طفل» (To save a child) يضمّ أغنيتين جديدتين تحاكيان تراجيديا الطفولة الفلسطينية، ومصير الأطفال الفلسطينيين يؤديهما في حفلاته المستجدّة، و«المتلزمة»، والمتورطة في القضية الكبرى.

ومثلما أن الألبوم مستوحى من حرب غزة، فإنه أيضاً مقدّم إليها. أغنيتان جديدتان في الألبوم الجديد «لإنقاذ طفل» (To save a child) فإذاً، عن الأطفال الذين يتعرضون للقتل وسط تطهير يقوم به كيان «نيروني» فتّاك، فيما باقي الأغاني تعود إلى ديسكوغرافيا إريك كلابتون، مثل أغنيتي Tears in heaven وthe sky is crying، على أن يعود مردود العمل لدعم فلسطين، وأن يسهم في «إنقاذ طفل» كما تمنّى.

 

بول مخلوف

 

أ.ش

المصدر: الوفاق/ وكالات