الضيوف الأجانب يتحدثون للوفاق عنه:

معرض طهران الدولي للكتاب.. ملتقى ثقافي فني يدعم فلسطين

خاص الوفاق: مراد: منذ إنطلاق الطوفان قبل سبعة أشهر إلى هذه اللحظة،مازال الأدب مواكباً لكل لحظة من تفاصيل القضية الفلسطينية،والأديب اليمني لا يغفل عن القضية.

2024-05-15

موناسادات خواسته

 

 

معرض طهران الدولي للكتاب حدث ثقافي فني وأدبي كبير الذي يُقام كل عام في الربيع، حيث يتزامن ربيع الأيام مع ربيع العلم والكتاب في بستان العلم والأدب، ويتوافد محبو الكتاب إلى المعرض من مختلف أنحاء العالم، وتحت شعار “لنقرأ ونبني”، افتتح المعرض أبوابه بحضور وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي وعدد من المسؤولين الثقافيين وأعضاء في صناعة النشر والإعلاميين.

 

وقام قائد الثورة الإسلامية والرئيس الإيراني بزيارة المعرض، وبدأ توافد الآلاف من أبناء الشعب الإيراني من مختلف المدن والمحافظات إلى المعرض، حيث ترى الوجوه بشرة ويملأها السرور من التجول في بستان العلم والأدب، وما أجمل المنظر!

 

 

دور النشر المحلية والأجنبية

 

عندما تدخل إلى ساحات المعرض، تواجه بداية ترفرف الأعلام المختلفة التي تدل على مشاركة واسعة من قبل الدول الأجنبية، فأقسامها متعددة تمتد على كافة جهات المكان، تستقبلك دور النشر بمعروضاتها الثقافية المختلفة، من الكتب العلمية، والأدبية، والقصص ودواوين الشعراء، والمنشورات الدينية والثقافية المتنوعة بتنوّع الكتّاب والناشرين، فثمّة حدث معرفي مميز هنا يجمع ثقافات مختلفة على هذه الأرض، كلّ منها يقدّم تجربته الثقافية.

 

مئات دور النشر تتوزع داخل مصلى الإمام الخميني(رض)، حيث تشترك دور النشر الإيرانية وأكثر من 3000 ناشر إلى جانب دور النشر الأجنبية التي يزيد عددها عن 60 دار نشر والتي تعرض أكثر من 50 ألف كتاب أجنبي تمثل مختلف الثقافات الأجنبية، وذلك كنوع من التطبيع الثقافي الإيراني – الأجنبي وتبادل الثقافات والمعرفة بين جميع البلدان وايران وكنوع من الترحيب الإيراني بدمج الثقافة الإيرانية والثقافات العالمية الأخرى.

 

وإلى جانب دور النشر العربية، تشارك كلّ من تركيا وروسيا وفيتنام والمكسيك وفنزويلا وكازاخستان والصين وكينيا واندونيسيا وأوزبكستان وماليزيا وجورجيا وجمهورية أذربيجان من خلال أجنحة خاصة بها.

 

 

فلسطين في قلب المعرض

 

فلسطين، التي يرفرف علمها داخل المعرض، لها مساحتها الخاصة هنا، ذلك لأن قضية فلسطين بكلّ تفاصيلها حاضرة بقوة، وقد زاد الاهتمام لا سيما بعد معركة طوفان الأقصى، وهذا ما يبدو واضحاً في المعرض.

 

وشاركت اللجنة المشتركة للطلبة الفلسطينيين في إيران، بمعرض الكتاب وذلك من خلال إنشاء جناح داخل المعرض يروي للحاضرين حقيقة القضية الفلسطينية، ونشهد فيه نشاطات وفعاليات كثيرة من إنشاد الأناشيد ورسومات الأطفال وغيرها، ويواجه الجناح إقبالاً كبيراً.

 

كما أن الأمانة العامة لجائزة فلسطين العالمية للآداب تشارك في المعرض بمختلف نشاطاتها الثقافية والكتب القيّمة بموضوع فلسطين، وأقامت ندوات ثقافية مختلفة بحضور قامات شامخة من الأدب ورؤساء اتحاد الكتّاب مثل المفكّر الفلسطيني الدكتور منير شفيق، والوزير اللبناني الأسبق طراد حمادة ، ورئيس اتحاد الكتّاب العرب محمد الحوراني، والشاعر السوري بديع الصقور، ويوسف شقرة رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين.

 

 

الشهيد سليماني وكتب المقاومة

 

أما في وسط المعرض، فأينما تولّوا وجوهكم، فثمّ وجه الشهيد الحاج قاسم سليماني.. فللمقاومة وقادتها حضور بأفكارهم رغم غيابهم، فها هي صور الحاج قاسم سليماني تلفّ المعرض، فهو الشهيد الحاضر رغم الغياب، وجناح “مكتب الحاج قاسم” يتلألأ وسط المعرض.

 

اليمن ضيف الشرف

 

 

أما اليمن، ذلك البلد الذي ترك آثاره في كلّ الميادين السياسية أو الفكرية أو الثقافية، فلا بدّ أن تكون له مكانة خاصة في المعرض، فهو ضيف الشرف لهذا العام، ولهذا يعمل القيّمون على المعرض على دمج الثقافة الفارسية بالثقافة اليمنية من خلال برامج ثقافية وأدبية مشتركة شهدها المعرض.

 

وشارك البلد الشقيق اليمن كضيف شرف في معرض طهران الدولي للكتاب بجناحه الشيّق والتصميم الرائع الذي عندما تدخل قاعة الضيوف الأجانب التي تستضيف أجنحة الدول المختلفة، تراها أمامك واقفة بجمال تصميمها وصامدة كصمود اليمنيين، بحضور شخصيات يمينة مثقفة والكتب التي تروي قصة الصمود وتاريخ الصمود في اليمن، فاستضافنا الأشقاء في جناح اليمن وأجرينا حواراً مع الدكتور “عبدالرحمن مراد” رئيس الهيئة العامة للكتاب في اليمن، وأمام جناح اليمن، نرى جناح سلطنة عمان الشقيقة التي لها تصميم رائع ويجذب الزوّار بتنوع كتبه، وابتسامة مسؤولي الجناح التي تدعوكم لمشاهدة الكتب العمانية القيّمة والتي تم ترجمة بعضها إلى اللغة الفارسية فأجرينا حواراً مع السيد “درار عنتر بيت سعد” من وزارة الإعلام العمانية، أما جناح لبنان الذي شارك بقوة في المعرض وهناك عناوين عديدة من الكتب القيّمة في مختلف المجالات، والتي بإمكانكم ان تختارون منها ما تريدون، فأجرينا حواراً مع السيد “عبدالله مرتضى” في دار أمجاد اللبنانية، وفيما يلي نص الحوارات:

 

معرض طهران ظاهرة ثقافية كبيرة

 

 

بداية تحدث لنا الدكتور “عبدالرحمن مراد” رئيس الهيئة العامة للكتاب في اليمن، وفيما يخص المشاركة في معرض طهران الدولي للكتاب قال: شاركنا بدعوة من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية وهي دعوة مشكورة، وكنّا نعاني من عزلة على مدى تسعة أعوام مضت من العدوان على اليمن، ومازالت الحرب مستمرة، كانت بوجوه عربية واليوم مستمرة بوجوه أجنبية، أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا.

 

سُعدنا واستضفنا في هذه الدورة كضيف شرف، وكان لنا جناح في هذا المعرض، جلبنا إليه عناوين رمزية، التي تمثل أبرز النشاطات الثقافية أو الكتب التي صدرت في اليمن.

 

ومن جهته قال سيد عبدالله مرتضى من لبنان: هذه المرة السابعة والعشرون التي نشارك في هذا المعرض باسم دار أمجاد لبنان، وباسم المركز الإسلامي للدراسات، وحضورنا في المعرض هي ظاهرة ثقافية كبيرة في الشرق الأوسط، بل في العالم، لأنه معرض طهران هو المعرض الثاني في العالم بعد معرض فرانكفورت، ونأمل بحضور الدول، الصديقة المجاورة والإسلامية لحضور هذا المعرض لأجل أن نقويه ويكون المعرض الأول في العالم، وهذه ظاهرة ثقافية كبيرة ونشكر القيمين على هذا العمل الجبّار الذي يقومون به.

 

ويقول السيد درار عنتر  بيت سعد من وزارة الإعلام في سلطنة عمان: نحن دائماً نشارك في معرض طهران الدولي للكتاب، ونكون حريصين أن نشارك في المعرض، في هذا الحدث الثقافي الكبير.

 

الأدب المقاوم في اليمن

 

 

ويتابع الدكتور عبدالرحمن مراد كلامه حول النشاط الثقافي في اليمن ويقول: لدينا نشاط مواكب لما يحدث الآن نشاط ثقافي مقاوم، لما يحدث من استهداف، سواء لليمن او للمنطقة العربية بشكل كلي، لدينا ما يُسمى بأدب المقاومة الآن ونشط بشكل كبير ومؤثر في اليمن، لدينا عدد كبير من الإصدارات، مثلاً في العام الواحد نتيجة لظروف العدوان والحصار نطبع الآن في اليمن ما يقرب من 500 الى 600 عنوان كل عام، وليس رسمياً بل على كل المستويات، مازال الكتاب يحظى بأهمية قصوى في النشاط الثقافي بشكل أساسي، أما بالنسبة لبقية الأنشطة طبعاً الثقافية فهي متعددة ومتنوعة وهي تُقام بشكل دوري ومستمر في اليمن، ونحن نخوض معركتنا الثقافية، ما يخوضها العساكر في جبهات القتال.

 

المشاركة في المعرض

 

 

أما حول المشاركة في المعرض والكتب التي تم عرضها في المعرض يقول مرتضى: المركز الإسلامي للدراسات هو مختص بتأليفات العلامة آية الله سيد جعفر مرتضى العاملي، وكل الكتب المطبوعة لهذا المؤلف موجودة في هذا المعرض، كذلك دار أمجاد يختص في بعض الكتب بالأديان، مثل علم الكلام والفلسفة وبعض الكتب التاريخية، وكذلك روايات وشعر وغيره.

 

ومن جهته يقول بيت سعد في هذا المجال: لدينا في الجناح قسمان، لوزارتين، وزارة الإعلام، ووزارة الثقافة، والكتب تكون متنوعة، كتب تاريخية، وكتب عن سلطنة عمان وعن الثقافة في عمان بصورة عامة.

 

دعم فلسطين بالقلم والثقافة

وعندما سألنا الضيوف عن كيفية دعم فلسطين بالقلم والثقافة، قال الدكتور عبدالرحمن مراد: نحن في اليمن دعمنا فلسطين، وخضنا سابقا معركة نيابة عن الأمة، والتي استمرت 9 أعوام، ثم جاء طوفان الأقصى وكان اليمن دوره بارزا وكان له إسهامات متعددة وفاعلة عسكرياً، كما أنه لم يغفل الجانب الثقافي في هذا الدور، وكان مواكباً أيضاً، وقد صدرت عن طريق الهيئة العامة للكتاب، ثلاث مجموعات شعرية لشعراء اليمن، الذين تفاعلوا مع القضية الفلسطينية، وكان لهم حضور فاعل، إضافة إلى الأدب الشعبي، كان مساهماً، ونحن في طور إصدار مجموعة من الكتب في الأدب الشعبي، الذي يرصد القضية، ومنذ إنطلاق الطوفان قبل سبعة أشهر إلى هذه اللحظة، مازال الأدب مواكباً لكل لحظة، ولكل تفاصيل القضية الفلسطينية، والأديب اليمني لا يغفل عن القضية الفلسطينية وهي حاضرة في وجدانه، وفي شعره وكتاباته، وفي مقالاته وقصصه ورواياته.

 

ومن جهته قال مرتضى: نحن في دار أمجاد طبعنا عدة كتب في هذا المجال، واحد منها هو مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني المحور الثقافي، مكانة القدس وحق رعايتها في الأديان السماوية، وكتاب شعر، تحت عنوان “صباح الإنتصار”، وبعض الكتب الأخرى التي تتكلم عن فلسطين، ولبنان، وفي نفس السياق، واعتبر بيت سعد القضية الفلسطينية قضية كل الدول العربية والإسلامية.

 

 

المحور الثقافي والإعلامي من أهم المحاور

 

وفيما يتعلق بمواجهة الغطرسة الأمبريالية والكيان الصهيوني لدعم القضية الفلسطينية، قال مراد: اولاً يجب أن تحظر الثقافة حتى نستعيد ذاكرتنا ولابد أن تكون أيضاً قادرة على انعكاس فلسفة الهوية الإيمانية الحقّة التي تجعل من الذات العربية قوة قيّمة وقوة ليست مستضعفة، وقوة قادرة لكي تكون قدوة للمجتمع الدولي، وليس تابعاً أو خاضعاً لهذا المجتمع الدولي، وأنا أرى أن محور المقاومة، يخوض هذه المعركة، في ظل ما يحتمل من تعدد النشاط ضد المركزية والواحدية الإدارة للعالم، إلى تعدد الأقطاب في إدارة العالم.

 

ومن جهته قال مرتضى:  المحور الثقافي والإعلامي هو أهم محور في كل عمل تقوم به المنظمات والأحزاب والفرق التي تدعم خط الإسلام، الوحيد على نهج الإمام الخميني (رض)، والسيد القائد الامام الخامنئي، هذه الظاهرة، ظاهرة محور المقاومة، المحور الثقافي فيها عمل يحتاج إلى جهد كبير والحمدلله الإخوان في العراق ولبنان واليمن والدول الصديقة الأخرى، قاموا بهذا العمل، وموفقين توفيقا الهياً في هذا الموضوع.

 

 

مشروع أمريكا الثقافي في المنطقة

 

 

أما حول النشاطات الثقافية والكتب القيّمة التي قامت دار أمجاد بنشرها يشير مرتضى إلى كتاب حول مشروع أمريكا والبرمجة لدول الشرق الأوسط ويقول: سبق لي أن نشرت كتابا في دار أمجاد، وهو ترجمة لكتاب صدر عام 2012، تحت عنوان كتاب 2030 لمجلس الاستخبارات القومي الأمريكي، في هذا الكتاب جزء من السياسات الأمريكية في المنطقة، في الجانب الثقافي، وليس العسكري فقط، حتى في القطاع الثقافي، تم التخطيط لذلك، وهم قالوا بأنهم يريدون القيام ببعض الأشياء، ثقافيا وسياسيا، وهذا الكتاب مهم جدا، ومقدمة هذا الكتاب للدكتور جواد منصوري وكيل مركز المعلومات بمركز وثائق الثورة الإسلامية، والمقدمة الثانية للدكتور أحمد اسفندياري وكيل العلاقات الدولية لمنظمة التعبئة، وذلك بسبب أهميتها أنهم عملوا لها مقدمة ويعرفوا الناس أن الخريطة كانت لها عواقب وخيمة على العالم والمنطقة.

 

الثقافة المشتركة بين ايران وعمان

 

 

أما حول التاريخ والثقافة المشتركة بين ايران وعمان، ودور الأدب وتأثيره على الشباب والمجتمع، قال بيت سعد: عمان وإيران بينهما تعاون منذ قديم الزمان، ودائماً تربطهم علاقات تاريخية قوية ، إن كان من الجانب الإقتصادي، أو الجانب السياسي.

وتابع بيت سعد: رغم أن يغلب الآن على الجيل الجديد الأشياء الإلكترونية ويبحث عن الكتب في الإنترنت، ولكن الكتاب له طابع خاص، والآن في معرض طهران إقبال كبير على الكتب، أكثر من الأشياء الإلكترونية، وهذا شيء جميل والشعب لا زال محافظا على هذا الشيء.

 

الإقبال على الكتب الإيرانية في عمان

 

 

أما حول النشاطات الثقافية في سلطنة عمان والإقبال على الكتب الإيرانية فيها قال بيت سعد: عندنا كثير في مجال الثقافة، وعندنا كتب كثيرة عن الآثار العلمية والتاريخية وفيما يتعلق بالمجال الثقافي، وكتب ضخمة وأشياء كبرى وكتب متنوعة، والشعب الإيراني أو الشعوب الأخرى التي تأتي إلى هذا المعرض، سوف تأتي إلى الجناح وتجد ما يناسبها بإذن الله.

وتابع بالقول هناك إقبال كبير وجميل جداً خصوصا في الأشياء الثقافية والتاريخية، وفي هذه الدورة عندنا كاتبة إسمها “هدى حمد” وهي ترجمت روايتها من اللغة العربية إلى اللغة الفارسية، وأخذت إقبال كبير في المجتمع الإيراني، واليوم ستطبع لها الطبعة الرابعة، وهو دليل على الإقبال لهذه الكتب، و اسم الرواية بالعربية “سندريلات مسقط”.

 

 

وأخيراً أعرب كل من الضيوف عن شكره وامتنانه لإقامة هذا المعرض ومنح الفرصة للتواصل الأكثر، وقال مرتضى: نتمنى في السنوات القادمة ان يكون معرض طهران ، هو سالمعرض الأول في العالم، كذلك نتمنى من الكتّاب ومن القرّاء أيضاً متابعة المشاريع الفكرية التطبيعية والقيام ضدها.

 

أ.ش

المصدر: الوفاق/ خاص