فيما يتعّلق بالجمهور المستهدف، لا تتبنّى الصفحة المذكورة خطاباً موجّها لشريحةٍ بعينها، على غرار بعض الصفحات أو المواقع التي كانت تعلن بصراحة أنها تتوجّه للجمهور الخليجي، أو الداخل الفلسطيني…وهذا ما يجعل من رسالتها الإعلامية رسالة مفتوحة لكل متلقٍ “بالعربية” سواء كان في فلسطين المحتلة، أو في البلاد العربية، أو في أي مكان آخر من العالم.
يمكن القول بعد المتابعة التحليلية، إنّ الهدف الأساس للصفحة، يكمن في تقديم صورة إيجابية عن “الدولة الإسرائيلية القوية والصامدة والمنتصرة وصاحبة التاريخ العريق في المنطقة”، وتقديم المجتمع الفلسطيني بأنه مجتمع متخلّف تسوده روح العنف. والصفحة “انتقائية” في تقديم تغطيتها الإعلامية، بحيث أنها تختار المواضيع التي تقدمها بعناية، فتسوّق وتعمّم بعض القضايا، وتغيّب بشكل كامل مواضيع أخرى ذات أهمية عالمية، لكنها لا تريد أن تراها أو تتحدث عنها.
ما هو محتوى الرسالة الإعلامية؟
محتوى الرسالة الإعلامية التي تقدمها صفحة “إسرائيل بالعربية” عبر منصة X في الفترة الممتدة من 7 شباط وحتى 7 أيار 2024:
صورة الذات الإسرائيلية:
– الإسرائيلي الضحية والمضطهد في 7 أكتوبر.
– إظهار الوجه الإنساني للكيان الإسرائيلي.
– الذات الأنثوية التي تعرّضت للعنف الجنسي والاغتصاب من قبل حماس.
– التذكير الدائم بتاريخ الاضطهاد لليهود وضرورة الانتقام له.
– مكانة المرأة في المجتمع الإسرائيلي وأدوارها الإيجابية.
– التفوّق العلمي والإنجاز الإسرائيلي: إنجازات وابتكارات.
– العثور الدائم على حفريات وأثريات تؤكّد أقدمية الحضور اليهودي في فلسطين.
– مطالبة العالم بالوقوف إلى جانب إسرائيل ومعاداة أعدائها.
– إيلاء اهتمام ملفت بالشعائر الدينية الإسلامية.
– تسويق لقصص قائمة على التأثير العاطفي عن بعض ضحايا الحرب (من الإسرائيليين)
صورة الآخر/ العدو:
لبنـــان (حزب الله والمقاومة)
يسوّق الإعلام الإسرائيلي منذ عدة سنوات، على لسان قياداته ومسؤوليه، مقولةً مملّة تكرر أن “لبنان سينهار اقتصادياً إذا ما هاجمته إسرائيل ونشبت حرب شاملة” من خلال:
– التذكير أن الوضع الحالي يختلف عما كان في العام 2006 حيث كان في لبنان مؤسسة مصرفية وحكومة ورئيس.
– التذكير بأن الاقتصاد اللبناني حالياً يعتمد على حوالات الأموال من اللبنانيين المغتربين التي تشكل ثلث الناتج المحلي، وسيكون من الصعب على الجاليات اللبنانية تحويل الأموال في حال نشوب حرب شاملة، ما سيتسبب بانهيار اقتصادي.
رموز المقاومة (السنوار)
لا توفّر الصفحة جهداً للإساءة من رموز المقاومة وقياداتها والنيل منهم، فتنشر صوراً للقائد يحي السنوار، مع عبارات تُحمِّله المسؤولية الكاملة لما جرى في 7 أكتوبر. وبعدها تقدّم صورته كمخرّب ومدمّر، لكنها لا تملك أي معلومة ذات قيمة عنه، مع إظهار غيظها غير المباشر، من عدم القدرة على معرفة مكانه والوصول إليه طيلة الفترة السابقة.
إيــران (النظام والنهج والقوة العسكرية)
يعمل الكيان المحتلّ على إظهار نفسه كضحية مظلومة من قبل النظام الإيراني الذي يتربّص به.
يسوّق الاحتلال مقولة ” نظلّ هدفًا لنظامٍ شريرٍ في طهران، مع وكلائه عبر المنطقة، وهدفه المعلن هو تدمير الأمة اليهودية”. يستجدي الاحتلال بهذه المقولة الضرورية له، عطف المجتمع الدولي لإظهار نفسه بمظهر المستهدَف الدائم من قبل “الحرس الثوري الإيراني أكبر منظمة إرهابية في العالم” كما يصف ويعمّم ويسوّق.
في النتيجة يعيش الإعلام الإسرائيلي حالة إنكار للوقائع المثبتة (إبادة شاملة/تدمير المستشفيات والمدارس والجامعات/ الرقم المهول للضحايا…كل هذه لا يأتي على ذكره) وتغييب أحداث مهمة وأساسية بشكل كامل، مثل أخبار الجامعات الأميركية والاعتصامات المؤيّدة للفلسطينيين في أنحاء العالم. بالإضافة إلى قلب الحقائق إلى درجة مستهجنة، فيما يتعلّق بإظهار إسرائيل بمظهر الضحية المظلومة وأن أعداءها ينكّلون بها.
أ.ش