بالاستثمار ودعم مؤسسات التخطيط

مازندران ارضية ممتازة لتطوير صناعة السياحة المائية

يرى الخبراء أن غرب مازندران يمتلك امكانات جمّة في مجالات التراث الطبيعي والتاريخي والبحري والجبلي والأنهار المليئة بالمياه،

2023-01-07

الوفاق/

تتمتع أنهار غرب محافظة مازندران بامكانيات ممتازة لتطوير صناعة السياحة المائية أو النهرية، والتي لم يتم استغلالها في هذا القطاع الهام الذي يوفر فرص العمل للعاطلين، في حين ان إعداد خارطة طريق، والتخطيط العلمي، والاستثمار ودعم مؤسسات التخطيط سيجعل هذه القدرة الطبيعية تنمو وتزدهر.

وبحسب الإحصاءات الرسمية الحالية، من إجمالي 120 نهرا في محافظة مازندران، يوجد أكثر من 30 منها في مدن مازندران الغربية، مثل جالوس، تنكابون، هراز آمل، تجن ساري، شيررود تنكابون، سردابرود جالوس، بابلرود وتلار، هي من أبرز المناطق التي تحتوي على المياه في جميع فصول السنة.

السياحة المائية أو سياحة الموارد المائية، بالاعتماد على تحديد وامتلاك علم استغلال الموارد المائية دون الإضرار بالبيئة والموارد الطبيعية، اتخذت مكانة جيدة ومربحة في مجال جذب المسافرين والسياح من دول العالم.

تعد مشاهدة شاطئ البحر والأنهار والشلالات والينابيع والقنوات المائية والهياكل المائية مثل السدود والحاجورات الترابية والبرك الطبيعية وركوب القوارب في المياه المتدفقة من أكثر مناطق الجذب السياحي شهرة والتي تعتبر من الفعاليات السياحية المائية.

مازندران بما تحتويه من الانهار المذكورة بطول سبعة آلاف كيلومتر وبها 10 سدود و800 حاجور ماء، هي من اكثر محافظات البلاد امتلاكاً لامكانية الفعاليات السياحية.

ويرى الخبراء أن غرب مازندران في مجال السياحة، بقدراته في مجالات التراث الطبيعي والتاريخي والبحري والجبلي والأنهار المليئة بالمياه، يجب أن يتبنى نهجاً جديداً من أجل استخدام هذه القدرات بالإضافة إلى لتطوير صناعة السياحة، لحل مشكلة البطالة في المنطقة.

ضرورة إعداد خارطة طريق  

كما أن ازدهار قدرات صناعة السياحة المائية أو النهرية يتطلب ارضية تنفيذ مناسبة وإعداد خارطة طريق  ويجب على المسؤولين تحديد القدرات الاستثمارية في هذا القطاع وتحقيق الأهداف المرجوة من خلال خلق الحوافز اللازمة.

اشتهر غرب مازندران منذ فترة طويلة بالموقع المتميز للسياحة المائية والغابات المورقة في منطقة هيركاني وبحر قزوين والآثار التاريخية والطبيعية مثل قلعة ماركوه وقصر المتحف في رامسر، تل كلار في كلاردشت، الحمامات التاريخية في عباس آباد ووجود مطارين في نوشهر ورامسر، ومئات من المعالم السياحية، كانت وجهة المسافرين المحليين والأجانب، وخاصة الشيوخ العرب في البلدان المطلة على الخليج الفارسي والتي يجب استغلالها علميا.

نقطة أخرى هي أن مدن غرب مازندران تواجه مشاكل من حيث الكسب، والسؤال هو لماذا لا تزال هذه المدن السياحية تواجه مشاكل في الدخل مع الاستقبال السنوي لملايين السياح، في حين ان استغلال قدرات هذه المناطق، بما في ذلك النهر، يمكن ان تكون هدفاً لمشاريع المخططين في هذه المدن.

وبحسب تقرير المديرية العامة للتراث الثقافي والحرف اليدوية والسياحة في مازندران، فقد تم تسجيل 81 مليون ليلة إقامة في المراكز السياحية الرسمية بالمحافظة في الأشهر الستة الأولى من هذا العام. وعدد المسافرين غير الرسميين واصحاب الفلل الخاصة فسيتجاوز العدد 100 مليون شخص.

وبحسب الخبراء فإن هذه المحافظة تتمتع بقدرات ممتازة في مجالات السياحة المختلفة ومنها السياحة المائية، وللأسف فإن المخططين منذ الفترات الماضية حتى اليوم لم يتمكنوا من اتخاذ إجراءات خاصة من أجل الازدهار العلمي لهذه القدرات مع هذا العدد من المسافرين، علما ان التنمية والازدهار يحددان اقتصاد أي مدينة.

وقال نائب مدير السياحة بالإدارة العامة للتراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في محافظة مازندران: السياحة المائية، التي تشمل الأنهار والسدود والأراضي الرطبة والينابيع، هي أقل تكلفة وأقل خطورة من السياحة الساحلية.

وأضاف مهران حسني: بالنظر إلى وجود العديد من الأنهار في هذه المحافظة الشمالية، والتي يمر معظمها داخل المدن، لكنها يمكن أن توفر بيئة مناسبة للمواطنين والسياح.

وقال: إن بعض هذه الأنهار لها جسور أو أماكن تاريخية على بعضها، وهي في غاية الأهمية وتعزز تنمية السياحة المائية.

وأشار إلى أنه يمكن ذكر أنهار مهمة في محافظة مازندران مثل نبع كيله تنكابون ونهر جالوس وبابل، والتي لها إمكانات كبيرة في مجال السياحة المائية، ولكن للأسف لم يتم الاستفادة منها حتى الآن.

ومن خلال استغلال هذه القدرة في كل مدينة من مدن مازندران، سيكون لها تأثير على العمالة والدخل في تلك المنطقة وستؤدي إلى النمو الاقتصادي.

وقال حسني: نحن اليوم في وضع تظهر فيه السياحة الموضوعية نفسها بدلاً من السياحة الجماعية، واستخدام الموارد المائية بما في ذلك السدود والأنهار والينابيع والأراضي الرطبة هي إمكانات للاستثمار، بشرط وضع خطة متكاملة بشأنها.

وأضاف: رشحت شركة المياه الإقليمية في محافظة مازندران 109 سدود من بين 800 سد في المحافظة، تتمتع بامكانيات السياحة المائية.

وبحسب حسني ، فإن استغلال هذه السدود سيؤدي بالتأكيد إلى التنمية الاقتصادية لأي منطقة من خلال تطوير السياحة المائية.

ووفقاً للإحصاءات المتوفرة ، 80٪ من المسافرين والسياح في المحافظة يذهبون إلى مازندران للتمتع بالبحر، وهو ما يؤكده الخبراء بضرورة توفير المرافق والتسهيلات المناسبة بناءً على اهتمامات وأذواق السائحين، لأن السائحين الآن هم على علم بالخدمات المقدمة لهم.

صناعة مربحة وخلق فرص عمل

وفي هذا الصدد يرى محمد رضا أورمزدي، أستاذ السياحة في محافظة مازندران، أن السياحة المائية مربحة وتخلق فرص عمل وهي أحد فروع صناعة السياحة، فالسياحة تعتمد على الموارد المائية، وتنقسم الموارد المائية إلى مناطق، اهمها الأنهار.

وأشار هذا الأستاذ الجامعي إلى أن الأنهار لها ثلاث وظائف: صيد الأسماك، الاقتصاد، والسياحة ، وهو الموضوع الثالث في هذا التقرير، وأن المساحات الواقعة على ضفاف النهر تخلق قيمة خاصة كرموز للتنمية في أي منطقة حضرية أو ريفية.

وأضاف: جاء في دين الإسلام، أمر بعدم تلويث الموارد المائية، ولكن من المشاكل الرئيسية للسياحة المائية، خاصة في أنهار غرب مازندران، انها تعاني من التلوث وتخلق مخاطر بيئية يجب الانتباه لها ومعالجتها.

واعتبر خبراء مجال المياه في غرب مازندران السياحة المائية صناعة مربحة وخلق فرص عمل في محافظة مازندران ويؤكدون أن هذه المنطقة، التي تضم العديد من الأنهار والموارد المائية، يمكن أن تكون منطقة جذابة للسياحة المائية. وفقاً لتأكيدهم، من أجل إدراك هذا الأمر المهم، يجب تشكيل غرفة خبراء خاصة في المؤسسات المذكورة بحيث يمكن تحديد الدخل السنوي لصناعات السياحة المائية وتحليلها بحيث يمكن للمخططين أيضاً النظر فيها والعمل على تحسينها.

من أجل تحقيق القدرات السياحية لموارد المياه في محافظة مازندران، بالإضافة إلى البنود المذكورة، من الاستثمار إلى الدعم الحكومي والتسهيلات المصرفية وخريطة الطريق، يجب تنسيق المؤسسات ذات الصلة لتوفير المرافق والبنى التحتية المخطط لها.

حزمة السياحة في مازندران والتي كانت حتى الآن مرتبطة بالسياحة الطبيعية والسفر في الربيع والصيف، ولكن اليوم، مع القرارات والخطط لاستخدام قطاعات أخرى مثل السياحة الشتوية والسياحة المائية، يمكن أن تتخذ وجهاً تكميلياً.

جالوس، هراز أمل، تجن ساري، شيرود تنكابن، سردابرود جالوس، كيلة تنكابون، بابلرود وتلار قائمشهر من أهم أنهار محافظة مازندران التي تحتوي على مياه دائمة طوال الفصول وخاصة لأن هذه الأنهار تقع في مسار ليس طويلاً للغاية فهي تتدفق من الجبل إلى السهل ولها العديد من عوامل الجذب للسياحة المائية بمناظرها الطبيعية الفريدة.