رداً على تحذير واشنطن العقابي بشأن الإتفاقية الموقعة قبل أيام بين نيودلهي وطهران حول تطوير ميناء تشابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق ايران)، قال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشنكار: “نحن سنواصل العمل في تشابهار، لأن ذلك يخدم مصالح المنظمة برمتها”.
وأضاف جايشنكار، أمس الجمعة، في تصريح صحفي: إن هذا المشروع يخدم مصالح كل المنطقة، وعلى الآخرين أن لا يتخذوا أي إجراء بهذا الشأن. ومضى وزير الخارجية الى القول: أمريكا نفسها كانت قد نوهت الى أهمية ميناء تشابهار. وصرح: لقد شاهدت بعض التصريحات (من قبل المسؤولين الأمريكيين)؛ لكنني أرى بأن هذه القضية تعود الى بناء العلاقات وإقناع وفهم الشعب، وفي الواقع ستعود بالمنفعة الى الجميع، لذلك يتعين على الآخرين أن يتخلوا عن رؤيتهم الضيقة.
يذكر أن وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بذرباش، ووزير الموانئ والملاحة البحرية والمضائق المائية الهندي سارباناندا سونوفال، وقعا يوم الإثنين الماضي (13 أيار/ مايو الجاري)، إتفاقية حول تجهيز وتدشين مرافئ نقل الحاويات والسلع العامة في ميناء الشهيد بهشتي بمنطقة تشابهار، على أن يحال المشروع الى شركة IPGL الهندية الدولية.
وعلى خلفية هذه الإتفاقية، حذر مساعد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ودانت باتيل، الهند بالقول: إن “عقوباتنا” ضد ايران لا تزال قائمة وفي حيز التنفيذ، لذلك ينبغي لأولئك الذين يسعون وراء التعاون التجاري مع ايران، أن يدركوا بأنهم يعرضون أنفسهم للعقوبات.
* إتفاقية التوأمة بين ميناءي تشابهار وجوادر
إلى ذلك، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية على أهمية العلاقات الأخوية بين بلادها والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقالت: إسلام آباد عازمة على التعاون الوثيق مع طهران خاصة النهوض بإتفاقية التوأمة بين ميناءي تشابهار وجوادر.
وأضافت ممتاز زهراء، الجمعة في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي في إسلام آباد، رداً على بعض الأسئلة حول إتفاقية العشر سنوات بين إيران والهند بشأن تشابهار ومسألة الولايات المتحدة الأمريكية: نحن لا نعلق على إتفاق إيران مع الدول الأخرى، ولا نتحدث عن موقف الطرف الثالث.
وفي إشارة إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله إبراهيم رئيسي، إلى باكستان، قالت: كانت هذه الزيارة مهمة للغاية ومهدت الطريق للتعاون والتنسيق الثنائي في مختلف المجالات. وأضافت: تم خلال زيارة السيد رئيسي إبرام إتفاقيات ملموسة بين البلدين الجارين، بما في ذلك في مجال النقل.
وأكدت أن باكستان مستعدة لتوسيع التعاون الثنائي مع جارتها، بما في ذلك التوقيع على اتفاقية التوأمة لموانئ تشابهار في إيران وموانئ جوادر في باكستان.
* زيادة الإستثمارات الأجنبية
وفي السياق، قال عضو اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الاسلامي: إن الخليج الفارسي وموانئ جنوب غرب البلاد تمتلك طاقات وإمكانات واسعة للتنمية الاقتصادية، موضحاً إن الحكومة الثالثة عشرة اتخذت من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون مع الهند، خطوات باتجاه استقطاب الاستثمارات.
وأضاف حسين جلالي، الخميس، في تصريح لمراسل وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء “إرنا”: إن جزءاً من السياسة الاقتصادية لحكومة السيد إبراهيم رئيسي قائمة على إحياء سياسات الاقتصاد القائم على البحر. وتابع: إن الإفادة من هذه الطاقات تسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي.
وقال جلالي: إن ميناء تشابهار وميناء كنارك وباقي المناطق الساحلية تملك إمكانات وطاقات جيدة لاجتذاب الرساميل الأجنبية، إذ إن الحكومة الثالثة عشرة اهتمت بذلك، وقامت من خلال التوقيع على مذكرة التفاهم مع الهند باستثمار هذه الامكانات.
د.ح