قال مدرس في جامعة المصطفى (ص) العالمية بأن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) لم يناقش علماء الديانات الأخرى للتفوُّق عليهم بل كان يهدف إلى تصحيح الانحراف وتقويم الدين.
أشار إلى ذلك رجل الدين والأكاديمي المُدرس في جامعة المصطفى (ص) العالمية حجة الإسلام والمسلمين “محمد علي ميرزايي” بمناسبة ذكرى مولد الإمام علي بن موسى الرضا (ع).
وقال: “هناك مناظرات حدثت على مر التأريخ ولكنها كانت دائما تفتقد إلى استراتيجية ودوافع بنّاءة كما إنها لم تكن أصلا مؤلِّفة أو موحِّدة بينما العالم المعاصر بحاجة إلى نموذج يؤدي إلى خلق نوع من الوئام والتعامل البشري.”
وأضاف: “الإمام الرضا (ع) عايَشَ فترة من الزمان شهدت تفوّق الفرق الدينية في العالم حيث لم يكن هناك وضع عِلماني يُضاهي العالم المعاصر وكانت قضية الديانات مصيرية آنذاك.”
وحول أهداف الإمام الرضا (ع) من المشاركة في مناظرات دينية مع أتباع الديات والفرق الدينية قال: “إن الإمام (ع) لم يهدف إلى نسف الديانات الأخرى وإثبات الدين الإسلامي وحده إنما كان يهدف إلى إثبات أساس الدين والوجود المشتركة للديانات والقضايا المشتركة التي تجمع بينها.”
وأردف حجة الإسلام والمسلمين ميرزايي مبينا: “الإمام الرضا (ع) كان يعمل على إصلاح وتعديل الفهم الخاطئ من الدين وإصلاح القراءات الخاطئة والتفسير المغلوط من الدين وخلق الوحدة والوصل إلى “كلمة سواء” تجمع بين الديانات جميعا.”
وفي معرض رده على سؤال حول أسلوب الإمام الرضا (ع) في المناظرة لتحويل التعارض والتضاد إلى وحدة ووئام أوضح المدرس في جامعة المصطفى (ص) العالمية قائلا:
“أولا: حوار الأديان الذي واصله الإمام الرضا (ع) كان يهدف إلى تبيين أو الكشف عن الوحدة بين الديانات.
وثانيا: إن الإمام (ع) لم يكن يبحث على إثبات نقص الديانات الأخرى أو انحرافها بل كان يطالب بأمور من شأنها أن تكون محورا لعلماء الديانات المعاصرين والتوقف عندها وهي “الكلمة السواء” التي أشار لها القرآن الكريم ولو لم يشير لها التوراة والإنجيل لم يحدث حوارا أو مناظرة بين الديانات.”
واستطرد قائلا: “الأسلوب الآخر الذي اعتمده الإمام علي بن موسى (ع) هو النهج العقلي حيث لم يكن قادرا على اتباع الأسلوب النقلي لأن الطرف الآخر لا يؤمن بالنص وبالتالي لا يبقى أمامه (ع) سوى المنهج العقلاني.”
أ.ش