أهمية الوعي في حياة الإنسان وكيف يتشكل

يسهم الوعي في فهم العلاقات بطريقة الأفضل، بالتالي سوف يكون المرء قادر على بناء علاقة قوية مع الناس مبنية على أساس التفاهم

2024-05-19

أهمية الوعي في حياة الإنسان تكمن في إمكانية ترجمة الأفكار والمشاعر والسلوكيات ونقاط القوة والضعف من خلال الوَعي، فالأشخاص الواعين هم أشخاص سعداء، وقادرين على ضبط مشاعرهم وانفعالاتهم وشخصيتهم، وأبرز النقاط التي تبين أهميّة الوَعي في حَياة الإِنسان ما يلي:

المساهمة في اتخاذ القرار: يساعد الوعي الإنسان أن يصبح صاحب قرار، وأن يكون شخص مؤثر، كما يزيد من ثقة الفرد بنفسه.

 

فهم وجهات النظر: اختلاف الآراء هو أمر طبيعي، ووعي الإنسان يحرره من الإطار النمطي من التفكير، ويساعده على فهم وجهات النظر المتعددة.

يساعد على بناء علاقات أفضل: يسهم الوعي في فهم العلاقات بطريقة الأفضل، بالتالي سوف يكون المرء قادر على بناء علاقة قوية مع الناس مبنية على أساس التفاهم.

 

تنظيم العواطف: الوعي يمنح الإنسان قدرة على تنظيم عواطفه، وإدارة توتره، كما أنه يسهم في جعل الفرد سعيداً نتيجة فهمه للأمور بالشكل الأمثل.

 

الاتسام بالمهارات القيادية: الشخص القيادي يمتلك سمات قيادية كثيرة نحو الثقة بالنفس، والرضا، والقدرة على التحمل، والحس بالمسؤولية، وغيرها.

للوعي نوعان رئيسيان، وهما الوعي العام، والوعي الخاص، فيما يلي يتم عرض مجموعة من المعلومات عن كل من هذين النوعين:

 

الوعي العام: والمقصود بالوعي العام هو ضبط السلوك والشخصية كما تظهر للآخرين، وهذا يعني التزام الشخص بمعايير المجتمع وقوانينه ليكون الشخص مقبول اجتماعياً.

الوَعي الخاص: القدرة على الغوص في الحالة النفسية والخفايا الداخلية لكل فرد والتأمل فيها، وغالباً ما يكون الأشخاص الذين يمتلكون الوَعي الخَاص فضوليين.

ولديهم ردود أفعال قوية على المواقف، على سبيل المثال ملاحظة الطالب المتوتر أثناء التفتيش على سارق المحفظة، والحري بالذكر أنه عندما يتحول والعي العام لوعي خاص فسوف ينتج عن ذلك شخص فضولي ومتردد.

 

 

كيف يتشكل الوعي عند الإنسان

 

يتشكل الوعي عند الإنسان من خلال تفاعل ثلاث مكونات رئيسية هذه المكونات هي الإثارة الفسيولوجية وفهم التصورات والتنظيم الحسي، وفيما يلي شرحاً مفصلاً لكل منها:

الإثارة الفسيولوجية: وهو إدراك الحواس للمحفزات الخارجية من روائح، وطعم، وأصوات، وكل ما يدرك بالحواس الخمس.

 

فهم التصورات: يمكن أن تلعب عدة عوامل دور رئيسي في فهم التصورات للمواقف أو الأشياء التي يصادفها الشخص في حياته.

 

التنظيم الحسي: وهو الربط بين التصورات والمفاهيم التي حصل عليها الشخص من تجاربه والإثارة الحسية التي حصل عليها لخلق تجربة واعية.

وحدوث الوعي الكلي والإدراك عند الفرد، فعند تفاعل هذه العناصر الثلاث مع بعضها البعض ينتج عنها الوعي الشامل لأي أمر أو موقف أو حالة.

 

 

أهمية الوعي في الإسلام

 

الوَعي والبصيرة في الواقع من الأمور ذات الأهمية الكبيرة في الإسلام، وفيما يلي يتم بيان أبرز النقاط التي تبين أهمية الوعَي في الإسلام:

تحقيق البصيرة في الدعوة: وهو مطلب ديني أساسي لتحقيق الدعوة في سبيل الله جل وعلا، وقد أمر الله عز وجل الرسل الكرام بها.

وضوح الرؤية: من المؤكد أن زيادة الوعي تجعل الرؤية والتصورات أكثر وضوحاً، والاستعاضة عن الوعي بالواقع هو أمر خاطئ، ومن لا يعرف واقع الخلق لا يعرف حدود وأحكام الله على العباد.

 

تسديد الفتوى: الوعي الكامل والفهم الشامل لجوانب الحياة هو الفيصل، والقادر على تحديد الفتاوى السديدة، هذا الأمر يفسر التضارب في فتاوى أهل العلم، فقد تكون الفتوى نابعة عن عدم فهم المفتى للموضوع بالطريقة الصحيحة.

 

معالجة مشاكل المجتمع الحقيقية: الوعي يجعل من الشخص ذو قدرات كبيرة على معالجة وحل المشاكل التي قد تواجهه في الحقيقة.

 

فالوعي يكون تصور شامل لهذا الفرد حول الموضوع الذي يتعرض له، ونتيجة فهمه للموضوع سيكون لديه قدرة على حل المشكلة بعدة طرق، وطرح حلول جديدة لتحقيق ذلك.

 

تحصيل التكامل والتوازن: الوعي بكافة جوانب الحياة هي الللبنة الأساسية التي يجب أن تبنى عليها شخصية المسلم، فيساعد وعي المسلم على التكامل والتوازن بين جوانب شخصيته العلمية والواقعية.

 

 

الوعي في القرآن

 

ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث على زيادة الوَعي، فيما يلي يتم ذكر بعضها:

كان في حمل الناس بالجارية آية للناس، وقد ورد ذلك في سورة الحاقة الآية 11 – 12: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}.
الله هو من خلق البشر وأخرجهم من بطون أمهاتهم لا يفقهون شيئاً، وهو من جعل لهم السمع والبصر ليشكروه، وقد ورد ذلك في سورة النحل الآية 78: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

رفع الله تعالى السماوات من دون أعمدة، ثم استوى على عرشهء وسخر القمر والشمس تجري في مستقرها، كل هذا يسخره الله ليقين العبد بوجوده ويعمل للقائه، وقد ورد ذلك في سورة الرعد الآية 2: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}.

 

بتول المنصور

 

أ.ش