عن الاعلام الاميركي وكيف يتعامل مع غزة!

تعرض الصحف الكبرى عناوينها باحرف كبيرة جداً وبطريقة جذابة " اعتقال 100 طالب في جامعة الشمال في بوسطن". تدخل إلى المقال فتجد أنه لا يلوم الجامعة على تصرفاتها التي تمنع التعبير عن حرية التفكير، بل تجد لوماً للمتظاهرين من أجل فلسطين.

2024-05-26

اتهامات بمعادات السامية، تخريب، تعطيل للعملية التعليمية، هذا ما يوصف به تحرك الطلاب المعتصمين في الجامعات الأميركية دعماً لفلسطين ومطالبين بوقف جرائم الإبادة العنصرية في غزة والمطالبين بمقاطعة “اسرائيل” علمياً وتقنياً. هذه الأوصاف التي ترتبط عامة بالتحركات في الجامعات الأميركية في معظم الإعلام الأميركي، وحتى الغربي، وخاصة في BBC، وفرانس 24 وغيرها. ويقف المسؤولون الأميركيون في كثير من الأحيان ليلوموا النظام التعليمي في بلادهم على الإهمال الذي أصاب هذا النظام في شرح وإعادة شرح لما فعلته النازية من مجازر بيهود أوروبا.

 

وكأن العالم يجب أن يقف على مشارف 1945، وهو العام الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية التي استمرت ما بين 1939- 1945. ويجب عليه أن يعطل تفكيره. ويمكننا أن نصف وبشكلل عام أن دور الصحافة الأميركية والغربية مشبوه عندما يتعلق الأمر بوضع الإعتصامات من أن اجل فلسطين في الجامعات الغربية. لنأخذ مثالاً CBS [سي بي اس]، وهي من اهم المحطات التلفزيونية التي تتم متابعتها على نطاق قومي وطني في الولايات المتحدة، تماماً كما الCNN [سي ان ان]، والفوكس نيوز. كتبت وجاء على موقع سي بي اس كلام يصف الوضعية، بأن المظاهرات “هي فقط من أجل غزة” دون الدخول في العمق في أسباب هذه المظاهرات، مع أن المنظمات الطلابية تنشط في الولايات المتحدة ودول الغرب منذ العام 1993، ووصلت أوجها في حركة مقاطعة “اسرائيل” BDS، في العام 2005. وهذا معناه أنه يتم التعامل مع الموضوع بشكل سطحي.

 

أسوء ما ذكره الموقع أنه تعالى خلال المظاهرات صراخ يطالب بقتل اليهود. ولكن لم يعلم من هو الذي يصرخ، فالطلاب الذين يتظاهرون ضد المجازر وتجويع الفلسطينيين في غزة، لن يطالبوا بقتل اليهود في أمريكا، ولكن هذا ما يتبناه الإعلام الغربي دون تدقيق، لأن هذا ما يخدم المصالح الصهيونية والمصالح الإنتخابية للمرشحين الذين يسعون لدعم التجمع الصهيوني في الولايات المتحدة والعالم. الأمر نفسه، تحدثت عنه السي ان ان مراراً وتكراراً خلال المظاهرات، واستضافت خلال التقارير أكثر من كاهن يهودي، والذين طالبوا بحماية الدولة، والبعض طالب بتشكيل امن ذاتي في داخل الولايات المتحدة إن لم تستطع الدولة وقف التظاهرات “المعادية للسامية”. ووقفت إمرأة يهودية أمام الكاميرا، وقد هربت من فلسطين بعد انطلاق العمليات الصهيونية على غزة ما بعد عملية طوفان الأقصى، وقالت للمحطة، بأن اليهود لم يعودوا يشعروا بالأمان في أي مكان ولا حتى في دولتهم التي “عادوا” إليها بعد سنين من الديسبورا أي التيه.

 

وتعرض الصحف الكبرى عناوينها باحرف كبيرة جداً وبطريقة جذابة ” اعتقال 100 طالب في جامعة الشمال في بوسطن”. تدخل إلى المقال فتجد أنه لا يلوم الجامعة على تصرفاتها التي تمنع التعبير عن حرية التفكير، بل تجد لوماً للمتظاهرين من أجل فلسطين.

 

مريم بسّام

 

أ.ش

المصدر: الخنادق