مراحل تعليم “منتسوري”.. وأدواته ومنهجه وأساسياته

منتسوري منهج تعليمي يؤكد على ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية؛ في النواحي النفسية والعقلية والروحية والجسدية والحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية. يشجع منهج منتسوري الأطفال على أن يكونوا مستقلين ويتعلموا وفقاً لسرعتهم الخاصة، كما يتم التركيز على السماح لهم بالتعلم من أخطائهم، ومعرفة كيفية القيام بالأشياء بمفردهم

2024-05-27

خيرية هنداوي

 

 

يرجع أسلوب “منتسوري” التعليمي إلى عام 1907، يوم بدأت “ماريا منتسوري” أول نجاحاتها، بالحصول على لقب أول امرأة في إيطاليا تحمل درجة الطب، ثم بمواجهة التحدي في أولى مهامها العملية، وهي العمل مع الأطفال المعاقين عقلياً، مستعينة بمجموعة من المختصين، وأسست لهم مدرسة وأدارتها، مطبقة مبادئ خاصة بتربية ذوي الإعاقات العقلية وتفوقت تفوقاً باهراً.. ما دفعها بعد ذلك إلى مزيد من البحث العلمي والميداني لدراسة نمو الطفل بعامة، وأنسب الوسائل التعليمية، إلى أن وصلت لمنهج “منتسوري” التعليمي.

بالتقرير التالي نتعرف على مراحل تعليم “منتسوري” وأدواته ومنهجه وأساسياته..

 

 

تعليم الطفل بالعمل واللعب أكثر من الاستماع والتذكر

 

منتسوري منهج تعليمي يؤكد على ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية؛ في النواحي النفسية والعقلية والروحية والجسدية والحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية.

يشجع منهج منتسوري الأطفال على أن يكونوا مستقلين ويتعلموا وفقاً لسرعتهم الخاصة، كما يتم التركيز على السماح لهم بالتعلم من أخطائهم، ومعرفة كيفية القيام بالأشياء بمفردهم.

 

مع منهج منتسوري التعليمي، يتعلم الأطفال من خلال العمل أو اللعب أكثر من الاستماع والتذكر، وليس على الطفل أن يشارك في عمل غير مستعدٍ له، وتبقى الرغبة في التعلم هي المحرك الرئيسي لكل نشاط.

 

منهج منتسوري يقوم على حرية الاختيار، لا على تحديد نشاطات وأوقات محددة، كل شيء في بيئة منتسوري مصمم ليكون مفيداً وتعليمياً، والطفل حر في اختيار ما يناسب رغباته واهتماماته.

 

 

تقسيم الأطفال وفقاً لمستوياته التنموية وليس بالعمر

 

الطلاب الذين اعتادوا على الفصل الدراسي التقليدي يواجهون صعوبة في التحوّل إلى منهج منتسوري، وعادةً لا تقبل مدارس منتسوري الطلاب الأكبر سناً الذين لم يتم تدريبهم على المنهج نفسه.

 

يقوم منهج منتسوري بتقسيم الطلاب في الفصل الدراسي، استناداً إلى المستويات التنموية للطفل لا على العمر، وقد يُشكل هذا صدمة للطلاب الأكبر سناً، الذين قد يوضعون فجأة في فصل دراسي مع زملائهم الصغار.

 

فصل منتسوري الدراسي، هو الهدوء لا الفوضى؛ أثاث بسيط غير مرتب، وصناديق مكدسة تحوي المواد التعليمية؛ لتشجيع التعلم الموجه وتحفيز حواس الطفل ومهاراته.

 

الأطفال مستقلون، يعملون بمفردهم أو في مجموعات، ويكونون مسؤولين بالاهتمام باحتياجاتهم وممتلكاتهم، يعدون وجباتهم الخفيفة وتنظيف لعبهم.

 

يضم فصل منتسوري طلاباً من أعمار متفاوتة، ويتم تشجيع الأطفال على مساعدة بعضهم في التعلم، إضافة لبيئة تعليمية مرنة وغير تنافسية.

 

حجم الفصل الدراسي كبير مقارنة بالفصل في المدارس التقليدية، وذلك من أجل حرية التجول والاختيار بين الأنشطة.

 

 

 

 

مراحل تعليم منتسوري يُقسَّم الأطفال في منهج تعليم منتسوري إلى 4 فئات عمرية:

 

المرحلة العمرية الأولى، تُشكّل اللبنة الأساسية في وعي الطفل بما حوله وتأقلمه معه، ويقسمها إلى ثلاث مراحل: مرحلة العقل المستوعب التي يتأثر خلالها الطفل ببيئته وتبني أساساً في تعليمه مستقبلاً.

 

ثم مرحلة الفترات الحساسة، والتي يمارس خلالها الطفل أنشطة محددة بشكل متكرر حتى إتقانها، وأخيراً مرحلة الوعي الكامل، وتعكس وعي الطفل واستفادته من عملية التعلم؛ حيث يمارس ما تعلمه من معرفة، وما اكتسبه من مهارة عن وعي كامل.

 

لهذا ورغم عدم وجود الواجبات المنزلية التقليدية، ونظام الدرجات والمكافآت أو العقوبات في منهج منتسوري التعليمي، فإن طلاب منتسوري لديهم مهارات اجتماعية وقدرة على الإبداع، وأداء أفضل من أقرانهم في مناهج التعليم التقليدية.

 

 

أساسيات التعليم بمنتسوري:

 

الطفل محور عملية التعليم وليس المعلم

 

 

 

ان منتسوري للطفل التعلم واللعب منفرداً، أو في مجموعات ثنائية، أو مجموعة صغيرة أو كبيرة، داخل الصفوف أو خارجها، على الطاولة أو على الأرض.

 

وكافة المكونات تتناسب مع حجم الطفل؛ كالأثاث، والرفوف، والأطباق والأدوات المستخدمة كافة، وتأتي هذه المكونات ضمن أشكال ملونة، ومواد طبيعية.

 

وصور جداريه ممتعة توفر للطفل مزيجاً من التجارب الحسية والذهنية، ويبنى التعلم فيها على مبادئ رئيسية، يكون الطفل فيها محور العملية لا المعلم.

 

الاستقلالية:

 

مساعدة الطفل على اكتساب قدر عالٍ من الاستقلالية، وتنفيذ المهام بنفسه، دون تقديم أي مساعدة في تنفيذ مهمة، يشعر الطفل أنه قادر على النجاح فيها وحده.

 

 

حرية الاختيار:

 

إتاحة الحرية للطفل وفق حدود واضحة، وثابتة، ومنطقية، تُعزز نموه بطريقة إيجابية وتجعله مدركاً لتبعات اختياراته، وبالتالي تُنمّي لديه الانضباط الذاتي داخل بيئة الصف، والبيئة الخارجية مستقبلاً.

 

الخيال:

تحفيز نمو الخيال والإبداع خلال كل مرحلة من مراحل التعلم أمر رئيسي، يُنفّذ من خلال الأنشطة ذات النهايات المفتوحة، والتي تُحفّز الطفل لاستكشاف أفكار وعلاقات جديدة، وتؤسس للابتكار والتعبير عن الذات.

 

تدريب الطفل على كل الأنشطة:

 

يربط هذا المعلمُ الطفلَ بكل الأنشطة والتجارب في البيئة المعدة للتعلم، ويجب أن يتوفر لديه معرفة متخصصة بنمو الطفل وأغراض واستخدامات كل نشاط في بيئة التعلم.
الاكتشاف:

 

معه يبرز الفرق بين منهجية منتسوري في التعليم وغيرها، فهو يُتيح للأطفال فرصة اكتشاف الإجابات بأنفسهم، ويُعزز لديهم مهارات حل المشكلات ذاتياً.

 

أ.ش

الاخبار ذات الصلة