تعود جذور مراسم قطف الورود إلى التقاليد والثقافة الإيرانية، ويقام كل عام في 14 محافظة إيرانية تعد مركزا لزراعة الزهور المحمدية (لورد الجوري).
حيث أصبح حفل قطف الورود وتقطير الورود في كاشان وميمند في محافظة فارس من أهم مناطق الجذب السياحي في إيران في الربيع.
يقام الحفل بشكل أساسي من أوائل مارس إلى أواخر مارس (بناء على الظروف الجوية والمناخية) يشهده آلاف السياح من داخل إيران وخارجها.
الورد الجوري أو الورد الفارسي أو كما يسمونه الورد المحمدي نسبة الى الرسول الأكرم؛ هي واحدة من الزهور التي يرتبط اسمها بإيران طيلة قرون وزرعت الزهرة الجورية في إيران، بلونها الوردي، خاصة في منتصف الشهر، يرسم لوحة خلابة ساحرة في السهول والمزارع.
واليوم، تعد كاشان قطب تقطير الورد أو عملية استخلاص ماء الورد في العالم، وتعد منطقتا قمصر ونياسر التابعتان لمدينة كاشان موطنا لمعظم ورش عملية تقطير الورد الجوري. في مناطق قمصر ونياسر وجوشقان وبرزك في كاشان، يتم إنتاج ما مجموعه أكثر من 15000 طن من ماء الورد الخالص ذي الجودة الأفضل، ويتم تصدير كمية كبيرة من هذه المنتجات إلى بلدان أخرى.
مع تفتح أزهار الورد المحمدي (الجوري)، يذهب النساء والرجال من قرى كاشان وميمند في محافظة فارس إلى الحدائق والحقول لجني الورود، وذلك في أغلب الأحيان تتم في الصباح الباكر وقبل أن ترتفع درجات الحرارة اليومية.
حين جني الورود، يتم صنع مئات أكاليل الزهور التي يضعها الأطفال المبتسمون على رؤوسهم.
في بعض القرى الإيرانية، في موسم جني الورود، ينثر الورد المحمدي على العروسات متمنين لهن السعادة والأفراح.
تعتبر عادة گلغلتان أحد الطقوس التي تجرى في موسم قطف الورود، حيث يوضع الطفل الذي لا يتجاوز عمره سنة واحدة في قماش مليء بالورود ويتمنون أباؤه وأقاربه له حياة سعيدة وهنيئة.
كما أن موسم جني الورود هو فرصة لإظهار الود والمحبة للجميع رجالا ونساء ، شبابا أو شيوخا.
بعد جني الورود، توضع الورود في السلات أو أكياس كبيرة لعملية المسح وإزالة الأوساخ وتفكيك الورود. ثم تبدأ عملية استخلاص ماء الورود بسكب الورود داخل القدور النحاسية المتألفة من جزأين معدنيين أحدهما سفلي والآخر علوي، وللجزء العلوي فتحتان مزوَّدتان بأنبوبين، الأول لاستخلاص ماء الورد بشكل يوصل مباشرة إلى مكان تكثف البخار، والثاني للتخلص من ماء التبريد.
وما يستخلص من العملية هو ماء الورد النقي الإيراني.
أ.ش