كيف سيطرت المصادر المحايدة على سردية الحرب؟

نرى المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين غاضبين من قرارات وتصريحات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ليس لأن تلك المحاكم ستكون قادرة على تنفيذ الأحكام التي تصدرها، بل لأن ذلك يضعف سيطرتهم على سردية الحرب، حيث أن القوة الحقيقة تأتي من السيطرة على الرواية.

2024-05-29

على الرغم من عجز المؤسسات الدولية عن إجبار الكيان المؤقت على وقف الحرب الوحشية على غزّة، إلّا أنها لعبت دورًا أساسيًا في التحكم بسردية الحرب لصالح الفلسطينيين. لهذا السبب نرى المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين غاضبين من قرارات وتصريحات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ليس لأن تلك المحاكم ستكون قادرة على تنفيذ الأحكام التي تصدرها، بل لأن ذلك يضعف سيطرتهم على سردية الحرب، حيث أن القوة الحقيقة تأتي من السيطرة على الرواية.

 

في هذا السياق، يعتبر جون جوزيف ميرشايمر، العالم السياسي الأمريكي والباحث في العلاقات الدولية، أن عواقب قرار المحكمة الجنائية الدولية تلحق الضرر بـ “إسرائيل” والولايات المتحدة ليس لأنها يمكن أن تنفّذ بل لأنها وصمة عار دائمة على سمعتهما.

 

من هذا المنطلق، نورد في هذه الخلاصة تأثير مصادر المعلومات الدولية المحايدة في السيطرة على سردية الحرب وعلى آلية عمل المؤسسات الدولية خلال الحرب. ويمكنكم تحميل الدراسة بشكل كامل أسفل المقال بعنوان “الاختراق التاريخي: سيطرة المصادر المحايدة على سردية الحرب”.

 

 

تأثير مصادر المعلومات الدولية على آلية عمل المؤسسات الدولية خلال الحرب

 

المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني:

 

– تزويد المؤسسات الدولية بالحقائق والبراهين اللازمة ساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية عبر الضغط الدولي لتمرير المساعدات الإنسانية.

– توثيق الجرائم والانتهاكات والضغط على المؤسسات الدولية عزّز الجهود القانونية والتحقيقية للمحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الحقوقية.

 

 

المراسلون والباحثون الميدانيون:

 

– توثيق الأحداث والانتهاكات ساعد في توفير المعلومات والأدلة الموثقة للمؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية.

– كشف الحقائق والروايات المتضاربة ساعد المؤسسات الدولية في الحصول على صورة أكثر وضوحًا وحيادية للأحداث.

 

 

الحكومات والسلطات المحلية في منطقة الحرب:

 

– نقل المعلومات حول الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب ساهم في تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لضمان لوصول المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجًا.

 

 

شهود العيان والضحايا:

 

– ساهم توثيق الانتهاكات في توفير أدلة قوية للمؤسسات الدولية للتحقيق في الانتهاكات الحقوقية.

– ساهم شهادات شهود العيان والضحايا في تشكيل أدلة أساسية في عملية المحاسبة والمساءلة الدولية.

 

 

التحقيقات والتقييمات الميدانية:

 

– توثيق الأضرار والإصابات الناجمة عن القصف ساهم في جمع وثائق مفصلة حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

– إجراء تقييمات شاملة للأضرار ساهم في توثيق حجم الخسائر البشرية والنزوح القسري وانعكاساتها على الوضع الإنساني في غزة.

 

 

المصادر المفتوحة:

 

– ساهمت التقارير الإعلامية في زيادة الضغط الدولي على الاحتلال لوقف الحرب على غزّة ودخول المساعدات الإنسانية.

– أدى الضغط الإعلامي والشعبي إلى تحفيز المؤسسات الدولية على التحرك بسرعة أكبر.

– ساهم التوثيق والإبلاغ عبر الإنترنت في توفير أدلة وشهادات للتحقيقات الدولية.

 

 

التقارير والدراسات البحثية:

 

– ساعدت المعلومات والأدلة الواردة في التقارير والدراسات في توجيه قرارات وإجراءات المؤسسات الدولية.

– كانت هذه التقارير والدراسات أساسًا مهمًا لعمليات التحقيق والمساءلة على المستوى الدولي.

 

 

تأثير مصادر المعلومات الدولية في السيطرة على السردية:

 

– تقارير دقيقة وموثوقة

– توثيق الانتهاكات والجرائم

– توجيه المساعدات الإنسانية

– فهم التعقيدات والنقاط الحساسة في المفاوضات

– تشكيل الرأي العام العالمي

– تقليل التحيزات الإعلامية

– مواجهة الدعاية والتضليل

– فضح المتورطين في جرائم الحرب

– تقديم التوصيات السياسية ونشرها في الإعلام

 

إذًا، في حين أن غزة لن يتم إنقاذها من خلال أي إجراءات اتخذتها المؤسسات الدولية، إلا أنه يتم إنقاذها من خلال استيقاظ العالم من السيطرة الغربية والصهيونية وفرض السردية الفلسطينية الحقيقية المبنية على البيانات والوثائق والمعلومات الميدانية والاستخباراتية والأبحاث العلمية، حيث أدى ذلك إلى فصل عقول العالم عن مصفوفة الدعاية والتلاعب، وبالتالي تسجيل النصر التاريخي لغزة موثق ومشرّع في المحافل الدولية على أن الكيان مجرم ومحتّل بتأييد كل دول العالم حكومةً وشعبًا.

 

أ.ش