الوفاق/ خاص /عبير شمص
من الأهداف الإستراتيجية للأعداء في الحرب الناعمة ضدّ الثورة والجمهورية الإسلامية الإيرانية خلق اليأس في المجتمع، خاصةً جيل الشباب، نحو المستقبل عبر تضخيم المشاكل والتشكيك أو التقليل من إنجازات الثورة وجعلها غير فعّالة، ومنعهم من فهم حقائق الثورة الإسلامية والإنجازات القيّمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر التضليل الإعلامي.
في مثل هذه الظروف، تتضح أهمية شرح إنجازات الثورة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتقديم الصورة الواقعية عن الخدمات المقدمة للمجتمع الإيراني من قبل حكومته والتي تعتبر جميعها من إنجازات الثورة المباركة.
سنحاول في هذه المقالة تقديم هذه الصورة الحقيقية والمشرقة عبر إستعراض أهم الإنجازات الإقتصادية والاجتماعية والخدماتية للثورة الإسلامية.
مؤشر الفقر والحصول على الخدمات الأساسية
وفقاً للمؤشرات الاقتصادية، انخفض الفقر في البلاد بشكلٍ ملحوظ مقارنةً بالسنوات الماضية قبل الثورة، إذّ أصبح معدل الفقر (أي نسبة الأشخاص الذين يكسبون أقل من دولارين في اليوم) في خانة الآحاد، وفقاً لمعايير الدول النامية.
وفي السنوات التي أعقبت الثورة، ارتفع مؤشر الوصول إلى الخدمات الأساسية والأجهزة المنزلية، إذّ أنه على الرغم من التوسّع الحضري، فقد زادت ملكية المساكن ونصيب الفرد من الأراضي، وتقلصت الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية في الوصول إلى الخدمات الأساسية، والفجوة الأخيرة بين المناطق الريفية والحضرية أصبحت أقل.
خدمة الكهرباء
زاد إنتاج الكهرباء في البلاد بمقدار 14 ضعفاً، من 20 إلى 280 مليار كيلوواط/ ساعة، وأصبح ما نسبته 99 بالمئة من القرى مزوداً بالكهرباء (100٪ من القرى التي تضم أكثر من 20 أسرة و99.3 بالمئة من القرى ذات الأقل من 20 أسرة).
أمّا قبل الثورة، فقد كان هناك 1ر3 مليون مشترك فقط في الكهرباء، بمّا في ذلك المنزلية والصناعية والزراعية، وقد وصل هذا العدد إلى 30.414.000 مشترك عام 2016.
خدمة المياه
تبلغ نسبة تغطية شبكات المياه في المدن الإيرانية مئة بالمئة، وتُعتبر أسعار خدمة المياه في إيران رمزية، ويتم تقسيم الفاتورة على عدد سكان المبنى، وقد وضعت الدولة لتصغير الفاتورة وتقليل حجم استهلاك المياه حوافز رعاية نمط الاستهلاك، أمّا بالنسبة للعائلات الفقيرة فيعفون من دفع الفاتورة، وتقع إيران في المرتبة الثالثة عالمياً في صناعة السدود.
خدمات الغاز
فقد ازداد انتشار خطوط الغاز في البلد بنسبة 95 بالمئة، وكذلك تُعتبر أسعار خدمة الغاز في إيران رمزية ويتم تقسيم الفاتورة على عدد سكان المبنى
وقد وضعت الدولة لتصغير الفاتورة وتقليل حجم استهلاك الغاز حوافز رعاية نمط الاستهلاك، وكذلك مثل خدمة الماء تُعفى العائلات الفقيرة من دفع الفاتورة، هذا وتبلغ نسبة مساهمة إيران في تأمين مصادر الغاز عالمياً 19 بالمئة، كما تتصدر إيران في انتشار شبكات الغاز متقدمةً بذلك على روسيا وأميركا.
خدمة الاتصالات
زاد عدد مشتركي الهاتف الثابت في البلاد 35 مرة، من 850 ألف مشترك قبل الثورة إلى حوالي 30 مليون اشتراك، وبلغ عدد مكاتب خدمات الاتصالات الريفية وتكنولوجيا المعلومات 8443 مكتباً في ديسمبر 2015.
وتُعد خدمة الانترنت في إيران من الأرخص عالمياٌ وتبلغ نسبة تغطية البلاد بشبكة الإنترنت 95 بالمئة، ويبلغ سعر الجيجا بايت من الانترنت الأرضي 0.1$ وسعر الجيجا من الانترنت للهواتف النقالة 0.27 $.
مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية
تحسّن ترتيب إيران من حيث مؤشر التنمية البشرية من 0.576 في عام 1990 إلى 0.766 في عام 2014 ، و تحتل إيران المرتبة الثالثة عالمياً بعد رواندا والصين من حيث زيادة مؤشر التنمية البشرية خلال الفترة 1990-2014.
كان الأمل في الحياة قبل الثورة الإسلامية هو 45 عاماً، والآن وصل الى 76 عاماً، وبذلك تحتل إيران المرتبة السابعة عالمياً في مجال نمو الأمل في الحياة من عام 1960 حتى 2017.
الخدمات الصحية
يبلغ عدد المواطنون الذين يتلقون رعاية التأمين الصحي 46 مليون وخمسمائة ألف مواطن، ويبلغ عدد المستشفيات الحكومية 1044 مستشفى، وتشكل 70 بالمئة من مستشفيات البلاد، كذلك يبلغ عدد الأطباء في البلاد 150 ألف طبيب، ويبلغ الاكتفاء الذاتي في صناعة الأدوية 98 بالمئة، مع دعم لأسعار الأدوية تبلغ نسبته الثمانون في المئة. كذلك تغطي اللقاحات اليوم 100 بالمئة من أراضي البلاد بعد أن كانت 30 بالمئة قبل الثورة ، مع انخفاض ملحوظ لمعدل وفيات الأطفال دون سن واحدة من أكثر من 12 بالمئة قبل الثورة إلى أقل من 1.5 بالمئة حالياً .
الخدمات التربوية
بلغ عدد التلامذة الايرانيين 16 مليوناً، وعدد تلامذة المدارس الحكومية 14 مليوناً وخمسمائة ألف، بينما بلغ عدد طلاب المدارس الخاصة مليون وخمسمائة ألف، وهذا يدل على أنّ الدولة الايرانية تقدم خدمة التعليم لشعبها بالمجان.
ومن المؤشرات التربوية الأخرى والتي تدل على تقدم كبير في مجال خدمة التعليم فقد زاد متوسط عدد سنوات الدراسة في إيران من 2.3 سنة في 1980 إلى 8.2 سنة في 2014. وتحتل إيران المرتبة الخامسة في العالم من حيث الزيادة في متوسط عدد سنوات الدراسة خلال الفترة 1980-2014، هذا وتحتل إيران المرتبة السادسة على مستوى العالم من حيث الزيادة في عدد سنوات التعليم المتوقعة خلال الفترة 1990-2014. وقد انخفضت نسبة الأمية عند كبار السن من 70 بالمئة قبل الثورة إلى 2 بالمئة حالياً.
هذه هي نقاط القوة التي توفرت للشعب الايراني بعد انتصار الثورة الإسلامية والتي يعبر عنها بتنامي واتساع الخدمات المقدمة للشعب كمّاً وكيفاً. هذه الخدمات لا تقارن بالماضي القريب قبل الثورة ولا حتى بالماضي البعيد. الخدمات الهائلة التي انتشرت وتنامت في أنحاء البلاد كلّها كانت ذات نوعية وجودة عالية ومن الدرجة الأولى – الخدمات المادية والمعنوية – وكانت كمّيتها وسعتها أيضاً كبيرة جداً.
إنّ معظم الخدمات المذكورة تقدمها الدولة الإيرانية لشعبها بالمجان وهي حالة لا نظير لها في كل دول العالم، بما فيها الدول الغربية المتقدمة والعربية الثرية، ويضاف إلى هذه الخدمات الدعم الحكومي لقطاعات التعليم والضمان الاجتماعي، في المقابل، تعطي وسائل الإعلام الغربي والعربي صورة خيالية قاتمة عن الأوضاع في ايران وكأنها تتحدث عن بلدٍ أخر، وهكذا نجد أن الثورة الإسلامية قد وفت بعهودها التي قطعتها لمواطنيها إبان انتصار الثورة الإسلامية وذلك بسبب القيادة الحكيمة للإمام الخامنئي (دام ظله) التي كان لها الدور الأساسي في كل ما ذكرناه من مراحل تطور إيران الاسلامية بعد الحرب المفروضة ورحيل الإمام الخميني (قدس)، فإيران مرت بمراحل حساسة وشقت طريقها نحو هذه الإنجازات متغلبةً على كل العراقيل والمؤامرات والتهديدات الخارجية بهذه القيادة الفذة التي يشهد على حكمتها وصوابها وشجاعتها، الأعداء قبل الأصدقاء.