في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، أنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي، بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الاعمار، وتبادل الأسرى، فيما أعربت حركة الجهاد الإسلامي، السبت، عن ريبتها تجاه ما طرحه جو بايدن، بحيث قدّم مقترحاً إسرائيلياً لوقف الحرب على غزة.
في التفاصيل، أشار أبو حمزة في كلمة مسجّلة بثّتها سرايا القدس، في اليوم الـ239 من ملحمة “طوفان الأقصى” المستمرة، إلى أنّ المقاومة الفلسطينية تخوض حرباً وجوديةً في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكداً أنّ المقاومة “لن تكون إلا منتصرةً في هذا التحدي”.
وبشأن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، أكد أبو حمزة “خوض معركة أمنية معقّدة من أجل الحفاظ عليهم”، متوجّهاً إلى مستوطني الاحتلال بالقول: “الطريقة الوحيدة لاستعادة أسراكم هي الانسحاب من غزة وإجراء صفقة تبادل وإنهاء العدوان”.
وبينما يواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، أكد أبو حمزة أنّ عودة المستوطنين إلى المستوطنات “لن تكون إلا بوقف الحرب على القطاع”.
*إنجازات سرايا القدس خلال الأسابيع الماضية
وعرض الناطق باسم سرايا القدس في كلمته إنجازاتٍ حققتها السرايا خلال المعارك التي تخوضها ضدّ قوات الاحتلال في القطاع، بحيث أعلن تنفيذ العديد من عمليات القنص التي استهدفت جنود الاحتلال وقناصيه في كل محاور القتال، ولاسيما جباليا، خلال الأسابيع الماضية.
كما أعلن إعطاب وتدمير عشرات الآليات الإسرائيلية في رفح وجباليا وحي الزيتون وعلى تخوم المحافظة الوسطى، بقذائف “التاندوم” وعبوات “الثاقب” البرميلية شديدة الانفجار و”الأبابيل”.
إلى جانب ذلك، أكد أبو حمزة استهداف قوات الاحتلال وتحشداتها بصورة شبه يومية، في رفح وجباليا و”نتساريم”، بعشرات قذائف “الهاون” والصواريخ من نوع “107”.
ويُضاف إلى ما سبق استهداف سرايا القدس بئر السبع وعسقلان و”سديروت”، خلال الأسابيع الماضية، وإسقاط 11 طائرةً إسرائيليةً، تنوعّت ما بين “سكاي لارك” و”كواد كابتر”، وغيرها من طائرات الاستخبارات والتجسس على امتداد ساحة المواجهة في القطاع.
*حصيلة جديدة للشهداء واشتباكات في القطاع
من جانب آخر واصل جيش الاحتلال الصهيوني السبت قصف مناطق عدة من قطاع غزة خاصة في الشمال وبمدينة رفح حيث خاضت فصائل المقاومة اشتباكات ضارية تخللتها انفجارات.
يأتي ذلك فيما يتواصل نزيف الدم للشهر الثامن على التوالي في القطاع حيث أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتكاب الاحتلال 5 مجازر جديدة، راح ضحيتها 95 شهيدا و350 مصابا خلال 24 ساعة، مما يرفع حصيلة الشهداء إلى 36379 والمصابين إلى 82407 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفادت وسائل إعلام في غزة باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة عدد آخر في شارع “ثمانية” الواقع في حي تل الهوى بمدينة غزة شمالي القطاع، حيث تكثف مسيرات الاحتلال والقناصة مراقبة المنطقة والانتشار فيها.
كما قالت إن قوات الاحتلال تواصل قصف أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى والشيخ عِجلين جنوبي مدينة غزة والتي اخليت من سكانها تقريبا.
وكشفت أن قوات الاحتلال تعمل على تدمير ونسف مربعات سكنية في هذه الأحياء المتاخمة لمنطقة نيتساريم الفاصلة بين شمال القطاع وجنوبه.
وفي رفح، أكدت وسائل الإعلام استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة المحتسب في حي السلطان غرب المدينة.
واشتد القصف المدفعي الإسرائيلي على تل السلطان أيضاً، غربي رفح، بالتزامن مع إطلاق دبابات الاحتلال النار في المنطقة.
أما وسط قطاع غزة فشهد تحليقاً مكثّفاً لطائرات “كواد كابتر” الإسرائيلية، التي جابت أجواء جميع مناطق المحافظة الوسطى، مطلقةً نيرانها في مناطق متفرّقة.
وحلّقت هذه الطائرات بكثافة على ارتفاع منخفض، في أجواء مخيمي البريج والنصيرات، بينما أطلقت النيران على جنوبي منطقة الزوايدة.
وفي غضون ذلك، وصل عدد من الشهداء إلى المستشفى المعمداني، ارتقوا من جراء قصف الاحتلال منزلاً قرب عمارة الزهارنة في مدينة غزة.
*عمليات للمقاومة
كما أفادت فصائل المقاومة بأنها تخوض اشتباكات ضارية متقطعة يتخللها انفجارات في محيط تل زعرب غرب المدينة.
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها فجرت آلية إسرائيلية بعبوة برميلية شديدة الانفجار في محور التقدم بمحيط منطقة أم رائد شرق رفح.
وأضافت أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغلة جنوب مخيم يبنا في رفح.
كما عرضت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صورا تظهر استهداف مقاتليها قوة إٍسرائيلية بقذيفة “تي بي حي” المضادة للتحصينات، وقنص جنود صهاينة، في محور التقدم وسط مخيم جباليا شمالي القطاع.
*الجهاد الإسلامي: واشنطن شريكة في الإبادة
من جهتها أعربت حركة الجهاد الإسلامي، السبت، عن ريبتها تجاه ما طرحه الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وإذ أشارت الحركة إلى أنّ هذا الطرح يوحي وكأنّ الإدارة الإميركية “غيّرت موقفها”، فإنّها شدّدت على أنّ انحياز واشنطن التام إلى كيان الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية على القطاع “لا يزال واضحاً ومعلناً”، إلى جانب تغطيتها جرائمه ومشاركتها في العدوان.
وأوضحت الجهاد الإسلامي أنّ الدعم الأميركي لكيان الاحتلال لا يزال مستمراً بالسلاح ووسائل القتل والدمار، والتصدي لكل المؤسسات الدولية (التي تدين الاحتلال) وتهديدها.
كذلك، أكدت الحركة أنّها ستقيّم أي مقترح لوقف إطلاق النار وفقاً لما يضمن وقف حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني ويلبّي مصالحه ويحفظ حقوقه، ويلبي مطالب قوى المقاومة.
وأضافت أنّها تدرس مقترح بايدن، مؤكدةً “اتخاذ موقف وطني، على نحو يضمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من القطاع، ويضمن إغاثة شعبنا وإعادة الإعمار في صفقة تبادل واضحة”.
*الجبهة الشعبية: لا ثقة فيما يقدّمه بايدن
بدورها، وفي موقف مشابه، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ الرئيس الأميركي هو شريك رئيسي في العدوان وحرب الإبادة وجرائم الحرب ضدّ الشعب الفلسطيني، موضحةً أنّه لا يمكن النظر إليه “كما لو أنّه جهة وسيطة”.
وشدّدت الجبهة على أنّ “المقاومة في موضع المؤتمن على مطالب شعبنا”، مشيرةً إلى أنّ الموقف من أي اقتراح أو مسارات تفاوضية يتوقف على ما يتضمنه بشأن وقف كامل للعدوان، وانسحاب الاحتلال من القطاع ورفع الحصار وإعادة الإعمار.
كذلك، دعت كل الأطراف المعنية، من حكومات ووسطاء إلى الضغط على الإدارة الأميركية، مطالبةً كل القوى المتضامنة مع الشعب الفلسطيني بتصعيد النضال والاحتجاج ضد قوى العدوان، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
*اقتراح بايدن
يأتي ذلك بعدما قدّم الرئيس الأميركي مقترحاً إسرائيلياً، مؤلفاً من 3 مراحل، لوقف إطلاق النار على قطاع غزة وإعادة الأسرى الصهاينة لدى المقاومة، مؤكداً إرسال المقترح إلى حركة حماس عبر قطر من أجل النظر فيه.
وأوضح بايدن أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ 6 أسابيع تتضمّن “وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، وانسحاب القوّات الصهيونية من كل المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن عدد من الأسرى الصهاينة بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية”.
وسيسمح للفلسطينيين خلال هذه المرحلة بالعودة للمناطق التي نزحوا منها، على أن تتم زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع.
ولفت بايدن إلى أنّ “الجانبين الصهيوني والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستّة حول وقف دائم للنار، لكنّ الهدنة ستبقى قائمة طالما بقيت المحادثات بينهما جارية”.
وبموجب المرحلة الثانية التي تمتد نحو 6 أسابيع كذلك، ستشمل وقفاً دائماً للأعمال القتالية، وانسحاب الجنود الصهاينة بالكامل من قطاع غزة. في المقابل، تقوم المقاومة الفلسطينية بإطلاق سراح “كل الأسرى الأحياء الباقين” بمن فيهم الجنود الصهاينة.
وتقوم المرحلة الثالثة على إطلاق مرحلة إعادة إعمار واسعة للقطاع.
وفي الوقت نفسه، أبدى الرئيس الأميركي حرصه على “إسرائيل”، محذّراً من “المخاطر بزيادة عزلتها في العالم”، وحاثاً إياها على أن “تقف مع هذا الاتفاق مهما كانت الضغوط”.
*تعليق نتنياهو على كلام بايدن
وفي كيان الاحتلال، أبدت الحكومة تمسّكها بمواصلة حرب الإبادة ضدّ قطاع غزة، حيث أكد مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أنّ “الحرب لن تنتهي حتى تحقيق كامل أهدافها”.
*حماس: مستعدون للتعامل البنّاء
بدورها أكدت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، أنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الاعمار، وتبادل الأسرى.
ورأت حماس، في بيانٍ، أنّ الموقف الأميركي وما ترسخ من قناعة في الساحتين الإقليمية والدولية بشأن ضرورة وضع حد للحرب على غزة، هما نتاج الصمود الذي وصفته بـ “الأسطوري” للشعب الفلسطيني ومقاومته، خلال نحو 8 أشهر من الحرب المتواصلة على قطاع غزّة.
وشدّد بيان الحركة على استعدادها للتعامل بصورة إيجابية وبنّاءة مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكنهم، وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى، مشترطةً إعلان الاحتلال “التزامه الصريح بشأن ذلك”.
د.ح