بالتربية والتعليم

تنمية الإيمان لدى الأفراد

التربية الدينية هي الدخول في عملية تحتوي على أنشطة دينية مرتكزة على عقائد، مفاهيم، ولغة دينية

2023-01-08

إنّ التربية والتعليم بشكل عام هي عملية تؤدي إلى إيجاد تغييرات وتحولاتٍ خاصة لدى الأفراد. بعبارة أخرى من مفهوم –عملية- يمكن استنباط وجود أنشطة وأعمال في هذه العملية. هذه الأنشطة بالإضافة إلى الجانب العملي، تحتوي أيضا بعداً فلسفياً، عملياً، أخلاقياً ودينياً. من هنا يمكن القول أنّ التربية الدينية هي الدخول في عملية تحتوي على أنشطة دينية مرتكزة على عقائد، مفاهيم، ولغة دينية. إنّ الهدف من التربية الدينية هو اكتساب المعرفة الإيمانية والعقائد الدينية، تقبل الأفكار والأعمال الدينية والالتفات إلى الملاحظات الأخلاقية والسلوكية المطلوبة دينياً، وبالتالي تنمية الإيمان لدى الأفراد.
أنّ تكون عملية التربية والتعليم، دينية يعني أن تجهّز الأفراد لتقبل دين، أو إيمان ما من جهة ولإظهار هذا الدين أو الإيمان بطريقة مقبولة من جهةٍ أخرى. إذن إنّ التربية والتعليم الديني تشير إلى الأنشطة التي تؤدي بالإضافة إلى تنمية إيمان الأفراد، إلى تجهيزهم أو تعريفهم على النواة الأساسية لمعرفة الإيمان والعقائد الإيمانية.
لأجل تربية دينية لطفل في المرحلة الابتدائية، ليس من الضروري أن نعرفه على مفاهيم كالجمال، المحبة، العبادة واللطف المعنوي… بل يجب أن يبذل المربون الدينيون جهدهم للمحافظة على إحساسه بهذه المفاهيم –التي يعرفها ويلمسها بشكل أو بآخر- من جهة ولتنمية التوجهات، الرغبات، والقيم الباطنية للأطفال. لهذا، إنّ المسير الأساسي للتربية الدينية، هو في الحركة المعنوية الداخلية للأطفال وفي مسير معرفة الجمال، تقبّل القيم، معرفة الذات، تقبّل المسؤوليات الدينية والعمل الصحيح والكامل بالواجبات القيميّة. لكن هذه الحركة لن يتبعها توجّه وتحوّل باطني وسلوكي إلاّ إذا سعت إلى تحفيز الإحساس الديني، إلى تنمية القيم الدينية، إلى إيجاد العاطفة الدينية، إلى بلورة الميول وتحصيل التجربة الدينية الجميلة. في الصفوف الابتدائية، يجب السعي إلى إيجاد مفاهيم كحب الخلق والاكتشاف، تحسّس الجمال، الاستمتاع بالعمل الحسن، الفرح جراء الكلام الجميل، وإحساس الحاجة للسلوك الجيّد، لدى التلامذة. فالتربية الدينية إذن هي عبارة عن التحوّل الديني للطفل.
عند الكلام عن التحوّل الديني لطفل في المرحلة الابتدائية، يجب الالتفات إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار استعداد الطفل من الناحية المعرفية والعاطفية. إذن لا يمكننا فهم معنى التحوّل الديني دون الأخذ بعين الاعتبار ما توصّل إليه العلماء في مجال نمو الأطفال.
في الواقع إنّ درك النمو المعرفي، القيمي، الأخلاقي والعاطفي للأطفال يساعد المربّين ليعرفوا كيف وبأية طريقة وفي أيّ وقت يمكنهم التدخل لتغيير وتنمية المفاهيم الدينية وبالتالي هداية ذهن الطفل في المسير المطلوب والمناسب. لكن حين نلتفت إلى أهمية الموضوع من جهة وإلى المنهجية التي يتمّ اتباعها في نقل المفاهيم الدينية يظهر بوضوح أهمية التوصل إلى أسلوب أكثر جذابية وأجمل للقيام بهذا الأمر.
ولأنّ الأسلوب المتّبع عادةً في التعليم الديني يرتكز على الحفظ ونقل المفاهيم بشكل مباشر، بعبارة أخرى، يتمّ السعي عن طريق تعليم محتوى خاص، خلق سلوك إيجابي تجاه الدين والمفاهيم الأخلاقية عند التلامذة، في الوقت الذي يمتاز المحتوى الديني بالجانب الإستدلالي بينما يتمّ تقديم هذه المفاهيم بطريقة لا تستطيع من خلالها إيجاد الشوق والنشاط وتحريك التجارب الباطنية عند التلامذة. ولأنّه على العكس من ذلك يجب أن يكون التعليم الديني بكلّ شكل وطريقة، وفي كلّ وقت، وبشكل متداوم ومتواصل، ومن خلال برنامج محدّد أو بدون برنامج محدّد. لأنّ الله (سبحانه وتعالى) وكذلك المواضيع الدينية ترتبط بكافة أمور حياة الطفل، ولا يتوقّف على وقت وزمان معين.
إنّ هذا الكتاب للدكتورة أميمة عليق والصادر عن دار الولاء للنشر يساعد الأهل، المتعطشين لقصص وتمارين دينية يحتاجون إليها، كما يساعد المعلمين والمعلمات، الذين يفتشون عن وسائل جديدة وأساليب دينية لإدخالها في المناهج والمواد الذين يدرّسونها.
هذا الكتاب سيجد الأطفال فيه القصص والتمارين والأسئلة التي ستغني أذهانهم الباحثة عن الجمال، الحق، والمعنى…

الوفاق/ وكالات