هل المشكلات الأسرية من المصادر الخارجية للضغوط الحياتية

تتطور استجابة التوتر الصحية بسرعة عند الحاجة بنسبة ملائمة للحدث، ثم تتلاشى عندما لا يكون هناك حاجة لها، عندما يتم تحفيز التوتر بهذه الطريقة يمكن أن يكون مفيدًا لنا في تعزيز الدافع والإنتاجية، فعندما نتحدث عن الضغوط الحياتية أو التوتر نادرًا ما يكون الحديث إيجابيًا

2024-06-04

آية الحسيني

 

تختلف المشكلات الأسرية اعتمادًا على عمر ومرحلة حياة أفراد العائلة، ولكن الضغوطات الشائعة تشمل التغييرات في تكوين العائلة من خلال الولادة أو الاعتمادية أو حدوث الصراعات بين الوالدين، وفقدان أحد أفراد العائلة وصعوبات العائلة الكبيرة، أو المشكلات ما بين الوالدين والأطفال، وبينما قد تبدو كل واحدة من هذه الضغوطات مُرهِقة، هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أن تتبعها وتساعد في تقليل شعورك بالضغط أو الحزن.

 

مع العلم بأن الضغط ليس بالضرورة شيئًا سيئًا لأن بعض المؤثرات النفسية تولِّد الإيجابية وتُعرف بالضغط الإيجابي، وتلك المؤثرات تشمل الأحداث الإيجابية، مثل بدء وظيفة جديدة أو تحمُّل مسؤوليات جديدة، وعلى الجانب الآخر الضغط السلبي أو الضغط السام هو أحد مظاهر ضغوط الحياة وانواعها، وهو يُولِّد ضغوطًا نفسية غير صحية وقد يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية أيضًا.

 

الشعور بالقلق المرتبط بالضغط بشأن بعض الأحداث قد أظهر أنه يعزز الدافعية والأداء، فقليلٌ من الضغط يبقينا في حالة تأهب، لكن الضغط السام قد يظهر في العائلات بطرق متنوعة، قإذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من مرض، فإن العائلة بأكملها قد تعاني من ضغوط سامة مرتبطة بهذا المريض، كما يمكن أن يؤثر الضغط المستمر في العمل على العائلة مما يسبب ضغوطًا غير صحية للآخرين، وكذلك صعوبات في العلاقات التي قد تحدث بين أفراد العائلة، ويمكن أن تؤدي إلى بيئة منزلية غير صحية وغير مرغوب فيها.

 

 

من مصادر الضغوط الحياتية مصادر داخلية وخارجية

 

الشعور بالضغط هو استجابة طبيعية للإنسان تجاه الوضعيات أو العوامل التي يُدرك أنها تشكل تهديدًا أو صعوبة في التحكم بها، كما يمكن أن يكون التوتر ناتجًا عن محفزات التوتر الداخلية أو الخارجية:

 

محفزات التوتر الداخلية هي مشاعرنا وتوقعاتنا.

 

محفزات التوتر الخارجية هي ما يحدث البيئة والأحداث التي تحدث من حولنا.

 

كما تتطور استجابة التوتر الصحية بسرعة عند الحاجة بنسبة ملائمة للحدث، ثم تتلاشى عندما لا يكون هناك حاجة لها، عندما يتم تحفيز التوتر بهذه الطريقة يمكن أن يكون مفيدًا لنا في تعزيز الدافع والإنتاجية، فعندما نتحدث عن الضغوط الحياتية أو التوتر نادرًا ما يكون الحديث إيجابيًا، ومع ذلك من المهم فهم الدور الحيوي الذي يلعبه التوتر في تطورنا.

 

استجابة التوتر هي استجابة الجسم الطبيعية للوضعية التي تدرك فيها أنك في خطر، حيث رسل دماغك إشارات إلى الغدة الكظرية لإطلاق الهرمونات بما في ذلك الأدرينالين والنورأدرينالين، كما يتم الاعتماد في الغالب على إطلاق هرمون الكورتيزول للحفاظ على هذه الحالة.

 

 

هذه الحالة المتوترة تؤدي إلى:

 

  • زيادة مستويات الطاقة (عبر زيادة مستوى السكر في الدم).
  • التنفس السريع أو اللهاث.
  • تقليل وظائف الهضم (مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الرغبة في تناول الطعام).
  • توسيع الأوعية الدموية.
  • زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة التوزيع الدموي إلى العضلات.
  • من السهل رؤية كيف يمكن أن تكون هذه الاستجابة للتوتر مفيدة للغاية إذا كنت مواجهًا لعدوان على سبيل المثال، ومع ذلك فإنها ليست مفيدة لمساعدتك في معظم التحديات التي لا تشكل تهديدًا للحياة التي نواجهها اليوم.

 

 

كيف نواجه الضغوط الحياتية

 

في وسط زخم الحياة وتداخل المسؤوليات، يصبح التعامل مع الضغوط الحياتية فناً يتطلب الكثير من الصبر والتحمل، ويمكن اتباع بعض الطرق، وفيما يلي بحث عن التعامل مع ضغوط الحياة:

 

  • الوعي بالذات والاعتراف بمشاعرك ومصادر الضغط، فالتعرف على مصدر الضغط هو الخطوة الأولى نحو التعامل معه.
  • تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة أكثر قابلية للإدارة، فيمكن أن يجعل ذلك العبء العملي يبدو أقل وأسهل.
  • تحديد الأولويات والتركيز على ما يهم حقًا للتأكد من أنك تعالج الأشياء الأهم أولاً.
  • اكتساب مهارات إدارة الوقت الفعالة، حدد أهدافًا ومواعيد نهائية وقم بإنشاء جدول زمني للمساعدة في البقاء منظمًا.
  • اهتم بصحتك الجسدية والعقلية وتأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم والتغذية الجيدة والمشاركة في أنشطة تجلب لك السعادة والاسترخاء.
  • تحدث إلى الأصدقاء أو العائلة أو شخص متخصص إذا كنت تشعر بالضغط الزائد، فمشاركة أفكارك ومشاعرك يمكن أن يوفر لك وجهات نظر قيمة ودعمًا.
  • ممارسة الوعي والتأمل أو تمارين التنفس العميق للمساعدة في إدارة الضغط والبقاء مركزًا في اللحظة الحالية.
  • تعلم قول لا فمن المهم أن تدرك حدودك ولا تتعهد بالكثير، قول لا عند الضرورة يمكن أن يمنع الاحتراق النفسي أو المهني.
  • كن واقعيًا بشأن ما يمكنك تحقيقه، فوضع أهداف جريئة للغاية قد يساهم في زيادة الضغط.
  • الحياة مليئة بالمجهولات لذلك تطوير المرونة والمرونة يمكن أن يساعدك في التعامل مع التحديات غير المتوقعة بشكل أكثر فعالية.

 

 

كيف أتعامل مع شخص مضغوط نفسيا

 

ساعده في ملاحظة علامات وأعراض التوتر: غالبًا ما يكون الشخص غير قادر على ملاحظة كيف يشعر أو كيف يتصرف كعلامة على التوتر، على سبيل المثال قد تتضمن هذه المشكلات في النوم، أو تناول كميات أكبر من الطعام مما هو عادةً، وإذا لاحظت ذلك يمكنك إبلاغه بذلك وسؤاله كيف يمكنك المساعدة، حاول أن تكون لطيفًا عند بدء هذه الحوارات، في حال كانت شيئًا لا يدركه أو يشعر بالحساسية تجاهه.

 

استمع إلى مشاعره: فرصة التحدث قد تساعده في الشعور بالهدوء والقدرة على التعامل مع التوتر الذي يواجهه، كما أن الاستماع دون الحكم عليه يمكن أن يساعد.

 

ساعده على الاسترخاء: يمكنك مساعدتهم في البحث عن تقنيات الاسترخاء والعثور على طرق لممارستها، على سبيل المثال يمكن أن تشاركه في درس يوجا أو تخصيص وقت لممارسة تمارين التنفس في المنزل.

 

ساعده في تحديد مصادر التوتر: قد يساعد التحدث عن الأشياء التي لاحظتها والتي قد تكون تسبباً للتوتر لديه، ولكن تذكر أنه قد يجد هذا الحوار مسببًا للتوتر أيضًا، حاول أن تظل متفتحًا وتجنب الحكم عليه مع الصبر.

 

 

هل الرياضة لها علاقة بالسعادة

 

نعم، ممارسة التمارين الرياضية هي واحدة من أفضل الطرق لمكافحة التوتر.

وفقًا للأبحاث تتمتع التمارين الرياضية بالعديد من الفوائد، بما في ذلك تقليل خطر الاكتئاب، وتحسين وضع الصحة، وتحسين نسبة السعادة، وفي الوقت نفسه، كما يرتبط نمط الحياة الصحي بالعديد من النتائج الصحية الجيدة.

 

عند ممارسة التمارين الرياضية يفرز الجسم مواد كيميائية تعزز شعورك بالرفاهية وتمنع هرمونات تسبب التوتر والقلق، ومن بين المواد الكيميائية التي يتم إفرازها الإندورفينات والسيروتونين والدوبامين، وهي ناقلات عصبية ترتبط بتخفيف الألم والاكتئاب، كما تقلل التمارين الرياضية أيضًا من نشاط هرمونات الأدرينالين والكورتيزول التي تعزز مشاعر القلق والتوتر.

 

 

أ.ش