يعتبر مفهوم التفاهم من أبرز

المهارات الأساسية لنجاح العلاقات الإنسانية

يشير هذا المفهوم إلى قدرة كل طرف على أن يفهم الطرف الآخر، أن يفهم أفكاره ومعتقداته، أن يفهم مبادئه وأولوياته، أن يفهم مشاعره و أحاسيسه، أن يفهم طبيعة شخصيته، أن يفهم دوافعه و ميوله.

2023-01-08

كثيراً ما دارت التساؤلات حول معنى التفاهم.. وكثيراً ما يعزى  الفشل في

إلى عدم القدرة على التفاهم..  فالزوجان ليس بينهما تفاهم، والآباء والأبناء لا يفهم بعضهم بعضاً. ويبدو التساؤل هل مجرد اكتساب القدرة على التفاهم يعمل على رأب الصدع و يحافظ على تماسك الأسرة ؟

بدايةً لابد أن نفهم معنى التفاهم، وهي قدرة كل طرف على أن يفهم الطرف الآخر، أن يفهم أفكاره ومعتقداته، أن يفهم مبادئه وأولوياته، أن يفهم مشاعره و أحاسيسه، أن يفهم طبيعة شخصيته، أن يفهم دوافعه و ميوله. ويختلف البشر في قدرتهم على فهم الآخرين، فمن الناس من لديه القدرة على فهم أغوار النفس، ومن لديه  فراسة كبيرة في التعرف على الطبائع الإنسانية و فهم دوافعها و مشاعرها، وبالتالي سلوكها ومواقفها، ومنهم من لا يملك هذه القدرة و هي تعزى إلى الذكاء الوجداني و الذي يمكن تنميته و تطويره بشكل مستمر. وأهم ما يساعد على تنمية هذه القدرة هو التدريب المستمر على فهم النفس و تنمية الوعي الذاتي، والتعبير الواضح و الصريح عن النفس كي يفهمها الآخرون، فالأشخاص الذين يتسمون بقلة التعبير عن ذواتهم يشعر المحيطين بهم بغموضهم وصعوبة فهمهم. والتفاهم يجب أن يأتي عبر الاقناع الحقيقي وليس بالقوة وفرض الرأي على الأخر من منطلق القوة والسيطرة لدى أحد الطرفين، فيتجاوب الأضعف ويسكت تجنباً للصدام، وهذا وإن نجح بشكلٍ آني فإنه سيفشل على المدى البعيد، لذلك لا بد من الوصول إلى اتفاق طوعي قائم على الحب والألفة، وبعد التفاهم لا بد أن يأتي التقبل، وهو قبول الآخر كما هو بمحاسنه وسيئاته وعدم الاستماتة في محاولة تغييره، فالتغيير لن يحدث إلا برغبة أكيدة من ذات الإنسان، لنجاح العلاقات الإنسانية نحتاج بعد التقبل إلى التعاون والتوافق، أن نتعاون فيما نحن متفقين عليه ونتوافق فيما نحن مختلفين فيه، فلنبحث عن نقاط الاتفاق ونحاول إظهارها وتنميتها وإبرازها على السطح، والتعاون بشأن تفعيلها وتنميتها، ففيها يبرز جمال العلاقة. أمّا التعامل مع نقاط الاختلاف فتحتاج إلى الحكمة وإلى الصبر والهدوء، بالرغم من اختلافاتنا واختلاف نظرتنا إلى الأمور فنحن بحاجة إلى التعرف على الآليات التي من الممكن استخدامها للوصول إلى الاتفاق حول الأمور المختلف فيها، وهذا عائد اختياره لكلا الطرفين، فاختيار آلية التفاهم بينها يعتمد على موضوع الاختلاف و مدى حساسيته و مدى تقارب أو تباعد وجهات النظر، فالتفاهم والتقبل و التعاون ثم التوافق.. كلها مهارات لازمة لنجاح العلاقات الإنسانية على اختلاف أنواعها وأشكالها.