انتفاضة 5 حزيران /يونيو اشعلت الشرارة الاولى للثورة الاسلامية الايرانية

انتفاضة 5 حزيران/يونيو 1963 كانت الشرارة الاولى لثورة الامام الخميني (رض) حین قام جلاوزة نظام الشاه البائد بمواجهة الشعب الایراني الذي بدأ بتحركاته من مدينة قم بعد الخطبة الثورية التي القاها الامام (رض) احتجاجا على سياسة الشاه.

2024-06-04

وبعد أن فضح الامام الخميني (رض) خيانة الشاه محمد رضا بهلوي في لائحة المجالس المحلية واللوائح الستة والثورة البيضاء وعمالته للامريكان وللكيان الاسرائيلي، قامت القوات الخاصة لهذا الشاه في 22 اذار/مارس عام 1963 بمداهمة المدرسة الفيضية في مدينة قم المقدسة وارتكبت جريمة كبرى اسفرت عن استشهاد وجرح عدد كبير من طلبة العلوم الدينية، حيث عرفت هذه القضية فيما بعد بفاجعة مدرسة الفيضة.

 

حينها تبلور جهاد الأمام الخميني (رض) ضد نظام الشاه في اصدار البيانات المتعددة المنددة بهذا النظام، بحيث القى الامام الخميني(رض) في 3/6/1963 خطبة ثورية أمام آلاف طلبة العلوم الحوزة العلمية والمواطنين المحتشدين في مدرسة فيضية للعلوم الدينية بمدينة قم المقدسة ، شرح فيها سماحته ابعاد فاجعة كربلاء الاليمة معتبرا فاجعة الفيضية شبيهة بما حدث على ربى الطف في صحراء كربلاء في عام 61 للهجرة.

 

كما واعتبر الإمام الراحل (رض) نظام الشاه عميلا للكيان الإسرائيلي وان هذا الكيان كان يقف وراء ما حدث في مدرسة الفيضية، ونصح الامام (رض) الشاه محمد رضا بهلوي بالكف عن الخضوع للاميركان ومناهضة الاسلام وقمع علماء الدين والشعب.

 

وبعد يومين على ذلك الخطاب، ومع طلوع فجر يوم الخامس عشر من خرداد من عام 1342 الموافق في 5 حزيران/يونيو 1963 هاجم جلاوزة الشاه منزل الإمام الخميني (رض) في مدينة قم المقدسة، وبعد اعتقال سماحته نقل الى العاصمة طهران بحيث سجن سماحته في بادىء الأمر في زنزانة انفرادية لمدة 19 يوما ومن ثم تم نقله إلى معسكر عشرت آباد في طهران وخضع لحراسة مشددة.

 

وما ان انتشر خبر اعتقال سماحة الإمام (رض) حتى شهدت المدن الإيرانية المختلفة، مثل العاصمة طهران وقم وورامين ومشهد وشيراز اعتراضات واسعة ومنذ الساعات الأولى من اليوم، وكانت تلك الإعتراضات مقرونة بشعارات معادية للشاه، ومؤيدة للإمام .

 

عندها واجهت السلطات انذاك الاعتراضات والمظاهرات باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين ردوا على عملاء النظام بالعصي والحجارة، مما أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء ولم يكتف رجال السلطة بقتل المحتجين بل قاموا بدفنهم مع الجرحى وهم أحياء في مقابر جماعية .

 

حاولت السلطات التحقيق مع الإمام الخميني(رض) في المعتقل لكنه رفض الرد على أسئلة المحققين واصفا النظام الحاكم والجهاز القضائي بأنه يفتقد للشرعية مما اضطرت فیما بعد الى إطلاق سراحه دون إعلان مسبق وتم نقله إلى مدينة قم .

 

وبعد الافراج عن سماحته، عمت اجواء السعادة والفرح المدن الايرانية حيث اقيمت احتفالات كبيرة في المدرسة الفيضية و المدينة عدة أيام وقچ أصدر الإمام الخميني(رض) ومراجع الدين والحوزة العلمية في قم بيانات في الذكرى السنوية (5/6/1964) لانتفاضة 15 خرداد واعلنوه يوم حداد.

 

وباحتجاجه الشديد على توقيع نظام الشاه قانون الحصانة القضائية للاميركيين المقيمين في ايران، أطلق الامام الخميني (رض) شرارة جديدة للانتفاضة حيث أصدر بيانا ثوريا في 26/10/1964ورد فيه:” ليعرف العالم كله أن كل مصائب الشعب الإيراني و الشعوب المسلمة هي من الغرب واميركا، إن الشعوب الإسلامية تكره الغرب واميركا لأنها تدعم الكيان الإسرائيلي وتمنحه أدوات القوة لاضطهاد المسلمين وطردهم من ديارهم.”

 

وفی صباح یوم 27/10/1964 حاصر رجال الامن منزل الإمام في قم منتصف الليل واعتقلوه ومن ثم نقلوه إلى مطار مهرآباد في طهران ليتم نفيه الى تركيا .

 

ورغم حملات الاختناق والقمع التي شنتها السلطات انتشرت الاحتجاجات والتظاهرات وسط طهران لاسيما منطقة البازار وأغلقت الحوزة العلمية أبوابها ووجّه علماء الدين والمرجعيات الدينية رسائل احتجاج إلى المنظمات الدولية و مراجع الدين في النجف الاشرف.

 

استمر نفي الإمام الخميني (رض)في تركيا نحو 11 شهرا فيما مارست السلطات قمعا وتنكيلا شديدا ضد المعارضين.وبعد تركيا تم نقل الامام الخميني (رض) الى النجف الاشرف في العراق واستمر نفيه نحو 14 عاماً ومنها أصدر البيانات الثورية في معارضة الشاه وألف كتاب الحكومة الاسلامية حيث أوضح أسس نظرية ولاية الفقيه وقاد الثورة الاسلامية الى الانتصار في 11 شباط/ فبراير 1979 وانهار نظام شاه وتم تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية.

 

أ.ش

المصدر: ارنا