تعريف النمو العقلي .. مراحله .. العوامل المؤثرة فيه

الأفراد في مرحلة البلوغ يكونون في مرحلة الإنتاج مقابل الركود في النمو، فهم بذلك يمرون بعملية المساهمة في الجيل القادم وتطوير الشعور بالهدف في الحياة

ميادة عبد العال

 

النمو العقلي هو عملية معقدة تنطوي على التفاعل ما بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية وكذلك التجارب الفردية التي تساعد في تشكيل القدرات النفسية والمعرفية للشخص وذلك طوال فترة الحياته، يتعلم الأفراد خلالها التطور والنمو باستمرار، ويشار إلى التغيرات الجسدية والنفسية التي تصاحب هذه العملية بمصطلح “النمو العقلي”.

 

 

مراحل النمو العقلي

 

يمر النمو العقلي بعدة مراحل وتبدأ منذ الطفولة حتى الشيخوخة، يمكن معرفة تلك المراحل كالآتي:

 

الرضاعة والطفولة المبكرة: تعتبر من أهم مراحل النمو العقلي عند الطفل فهي تتم من خلال وضع أسس النمو العقلي وذلك عبر سلسلة من التجارب والعمليات، خاصة في السنة الأولى من الحياة يتعلم الأطفال من خلال التفاعلات المتعددة مع البيئة، حيث يعمل ذلك على تطوير القدرات اللغوية والمهارات الحركية وكذلك القدرات الاجتماعية والعاطفية.

 

كذلك خلال هذه الفترة يتعلم الأفراد عن العالم من حولهم وبجانب تتطور العلاقات مع الآخرين، ويبدأون في تكوين شعور بالذات وتعرف هذه النظرية بـ “بياجيه للنمو المعرفي” حيث أن الرضع والأطفال الصغار يكونون في مرحلة ما قبل العمليات من النمو، والتي تتميز بالفكر الأناني وعدم القدرة على التفكير بشكل منطقي أو تجريدي.

 

مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة: خلال مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة يستمر الطفل في التعلم والتطور من أجل الوصول إلى الاستقلالية، وبالتالي يستمر الطفل في التعرف على العالم من حوله والتطور المستمر في القدرات المعرفية والاجتماعية واللغوية وكذلك العاطفية.

 

ووفق نظرية بياجيه في النمو المعرفي فإن الأطفال في مرحلة الطفولة المتوسطة يكونوا في المرحلة التشغيلية الملموسة من النمو، حيث تتميز هذه المرحلة بالقدرة على التفكير المنطقي والتجريدي.

 

بالنسبة للمراهقين في المرحلة التشغيلية الرسمية للنمو، تتميز قدراتهم على التفكير المجرد مع استخدام التفكير المنطقي وكذلك النظر إلى وجهات النظر المتعددة.

 

مرحلة الشباب: هي مرحلة البلوغ، ويستمر فيها الفرد في التعلم والتطور أثناء تكيفهم مع متطلبات حياة البالغين، وخلال هذه الفترة يركز الأفراد عادة على تحديد هويتهم، وذلك من خلال إقامة العلاقات، والسعي لتحقيق الأهداف سواء التعليمي منها أو المهني، وذلك وفق نظرية إريسكون للتطور النفسي الاجتماعي.

 

حيث أن الأفراد في مرحلة البلوغ الصغار يكونون في مرحلة تطور الهوية وهذا يعرضهم إلى ارتباك في الأدوار، تتميز تلك المرحلة بعملية استكشاف الأدوار المختلفة وكذلك تطوير الشعور بالهوية، وهنا العديد من العوامل المؤثرة في النمو العقلي عند المراهق.

مرحلة البلوغ: يستمر الأفراد في التعلم والتطور أثناء تكيفهم مع متطلبات حياة البالغين وذلك وفق الظروف المتغيرة، وخلال هذه الفترة يركز الأفراد في العامة على إقامة العلاقات، وكذلك يسعون من أجل تحقيق الأهداف التعليمية والمهنية، وذلك بغرض تطوير الشعور بالهوية، وذلك وفق نظرية إريسكون للتطور النفسي الاجتماعي.

 

الأفراد في مرحلة البلوغ يكونون في مرحلة الإنتاج مقابل الركود في النمو، فهم بذلك يمرون بعملية المساهمة في الجيل القادم وتطوير الشعور بالهدف في الحياة.

 

كبار السن: تعرف بسن الشيخوخة وفيها مازال الأفراد يتعلمون ويطورون ولكن مع بعض التغيرات الجسدية والمعرفية المرتبطة بالشيخوخة، وخلال تلك المرحلة يركز الأفراد في العادة على التكيف مع متغيرات الحياة وكذلك العمل على تطوير الشعور بالهدف في الحياة.

كذلك في مرحلة الشيخوخة يكون الفرد في مرحلة النزاهة مقابل اليأس من النمو حيث يعمل على التفكير في حياة الفرد وقبول الحياة التي عاشها.

 

 

العوامل المؤثرة على النمو العقلي

 

كيف تؤثر التغذية على النمو العقلي للطفل وكيف تعمل البيئة على تحقيق التوازن هناك الكثير من الأسئلة التي تدور حول العوامل المؤثرة على النمو العقلي بكل مراحله، خاصة خلال مرحلة الطفولة يمكن أن تؤثر عدة أشياء على الصحة العقلية للطفل.

 

تشمل العوامل الوراثية في حالة كان هناك تاريخ مرضي للأمراض العقلية، أو عوامل بيئية مثل التعرض للصدمة أو سوء المعاملة، أو التعرض للإجهاد مثل المرور بمشاكل عائلية أو في الدراسة،من المهم ملاحظة أنه ليس كل الأطفال الذي يعانون من هذه العوامل سوف يستمروا في تطوير مشاكل الصحة العقلية ولكن مع ذلك فإن هذه العوامل يمكن أن تزيد من خطر إصابة الطفل بمشاكل.

 

مع العلم أن الأطفال مرنين أي يمتلكون قدرات مذهلة في الارتداد من الصعوبات والمكسات، إليكم أهم العوامل التي تؤثر على الطفل:

 

التاريخ العائلي للإصابة بالأمراض العقلية حيث يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بتلك المشاكل العقلية بسبب العوامل الوراثية والبيئية.

 

البيئة المدرسية حيث يواجه بعض الأطفال خاصة في المدارس الابتدائية مشاكل مثل الاستمرار في الروتين المدرسي أو الأداء الأكاديمي.

 

التعرض للصدمات مثل أحداث مؤلمة مما يزيد من احتمال الإصابة بمشاكل في الصحة العقلية، يمكن أن تشتمل تلك الأحداق على سوء معاملة أو إهمال أو مشاهدة العنف أو الاعتداء الجنسي أو حتى فقدان أحد أفراد الأسرة.

 

كيمياء الدماغ من شأنها أن تسبب في اختلال التوازن، خاصة أن تلك الكيمياء الموجودة في الدماغ تساعد في تنظيم المزاج وكذلك السلوك.

 

ضغوطات الحياة مثل الفقر أو التنمر أو الطلاق وغيرها تساعد في الإصابة بمشاكل عقلية لدى الأطفال.

 

أسلوب الأبوة والأمومة وطريقة التفاعل بين الآباء مع أطفالهم يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية على سبيل المقال الآباء شديدي الانتقاد تكون أطفالهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية.

أ.ش

 

الاخبار ذات الصلة