“هآرتس”: في الشمال كما في الجنوب.. نتنياهو يترك أرضاً محروقة

إيتمار بن غفير لا يساعد في إخماد الحرائق، بل مستعد دائماً للمساعدة في إشعال حريق جديد.

2024-06-05

الحكومة ليس لديها حل في الأفق للجبهة الساخنة على الحدود الشمالية، وإخفاقاتها حتى الآن قد تتسبب في مغادرة الكثير من السكان للمنطقة إلى الأبد. وإيتمار بن غفير لا يساعد في إخماد الحرائق، بل مستعد دائماً للمساعدة في إشعال حريق جديد.

 

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تنشر مقالاً لمحلل الشؤون العسكرية عاموس هرئل، يتحدث فيه عن إخفاقات حكومة الاحتلال في غزة وفي الشمال، والحرائق التي نشبت في شمال الأراضي المحتلة، وكيف يؤجج الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير الضفة الغربية باستفزازته للفلسطينيين.

 

 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

 

في ظل حرب مليئة بخيبات الأمل والأنباء السيئة، زادت أحداث الأمس الإحباط، بعد أن صدر خلال اليوم إعلان عن مقتل 5 إسرائيليين كانوا أصيبوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر. اتضح أن أحدهم قتل في اليوم نفسه، في الأراضي الإسرائيلية ولم يختطف إلى قطاع غزة على الإطلاق. أما الأربعة الآخرون فتوفوا في وقت لاحق في أسر حماس، وهناك أسباب معقولة للاشتباه في أنهم قتلوا بنيران إسرائيلية عن طريق الخطأ. ولمدة يوم كامل تقريباً، لم يكلّف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه عناء التعليق.

 

في المساء، بدأت الحرائق تشتعل في جميع أنحاء الجليل، نتيجة لهجوم واسع النطاق بصواريخ حزب الله وطائراته المسيّرة. وكافحت القوى الإسرائيلية و”الجيش” ورجال الإطفاء والمتطوعون بشدة الحريق، الذي هدد الخط الأول من المنازل في المستوطنات، بما في ذلك “كريات شمونة” و”كفار غلعادي”. لم يكلّف “مهرج الأمن القومي”، إيتمار بن غفير، المسؤول أيضاً عن خدمات الإطفاء، نفسه عناء الوصول إلى مكان الحادث، وفضّل إجراء مقابلة تلفزيونية على “القناة 14” وشوهد لاحقاً في عرض موسيقي في القدس.

 

في عام 2021، نجح القومي الجامح، الذي كان عضو كنيست مؤججاً، في تزويد حماس بمبررات لإطلاق الصواريخ على القدس، والتي كانت بمنزلة بداية عملية “حارس الأسوار”. حتى عندما لا يساعد فعلاً في إخماد الحرائق، فإنّ بن غفير مستعد دائماً للمساعدة في إشعال حريق جديد.

 

كانت ليلة الحرائق في الجليل مجرد تعبير آخر عن تعقيدات الحرب الجارية. قررت الحكومة و”الجيش” الإسرائيليين إجلاء نحو 60 ألف إسرائيلي من المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، منذ اللحظة التي بدأ فيها حزب الله مهاجمة الجليل في أعقاب هجوم حماس في الجنوب.

 

ومنذ ذلك الحين، وقعت “إسرائيل” في فخ استراتيجي متزايد في الشمال،إذ لم تنجح في فرض وقف إطلاق نار على حزب الله ما دامت الحرب على غزة مستمرة.

 

كانت الحرائق متوقعة، كما حدث في حرب لبنان الثانية في عام 2006، لكن المشكلة تكمن في أنّ قوات الإطفاء نشاطها محدود، وتواجه صعوبة في تشغيل طائرات الإطفاء تحت تهديد نيران حزب الله.

 

احتجاج رؤساء السلطات المحلية في الشمال، والتغطية الإعلامية الواسعة في الأيام الأخيرة، هزّا المستوى السياسي من سباته، أمس، فعُقدت سلسلة من المشاورات في المستويين السياسي والأمني بشأن الوضع على الحدود اللبنانية.

وقال رئيس أركان “الجيش” الإسرائيلي هرتسي هليفي أمس خلال جولة في المنطقة الشمالية: “نحن نقترب من النقطة التي يجب فيها اتخاذ قرار، الجيش الإسرائيلي مستعد للهجوم”.

 

على الرغم من أنّ الضربة في الجنوب كانت شديدة بما لا يقاس، فإن في الجليل تحديداً مخاوف أكبر بشأن فرص عودة الإسرائيليين إلى الخط الحدودي في المستقبل. لا يقتصر الأمر على عدم وجود حل عسكري في الأفق، بل إنّ مرور الوقت يدفع الكثيرين إلى التفكير في مغادرة المنطقة إلى الأبد، خاصة مع بدء العام الدراسي المقبل في أيلول/سبتمبر.

 

كل من يقوم بجولة في “كريات شمونة” هذه الأيام سيجد مدينة شبه فارغة، في حالة تأهب دائم. يمارس حزب الله سياسة إطلاق نار قاتلة ودقيقة إلى حد ما، وذلك بشكل أساسي عن طريق طائرات مسيرة مهاجِمة.

 

وقال الدكتور شمعون شابيرا، المتخصص في دراسة حزب الله، لصحيفة “هآرتس” إنّه على الرغم من خسائره، فإنّ حزب الله لا يشعر بأنّ له اليد الدنيا بل تشجعه شكاوى رؤساء المجالس في شمال “إسرائيل” من تدهور الوضع الأمني”. ووفقاً له، يشير حزب الله إلى أنه مستعد أيضاً لزيادة نيرانه من أجل مساعدة حماس على انتزاع تنازلات من “إسرائيل” في المفاوضات حول صفقة في الجنوب.