يأتي ذلك فيما تسود حالة من الترقب بشأن الحراك الدبلوماسي الهادف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنه لا اتفاق من دون موقف واضح يؤدي إلى الوقف الدائم للحرب والانسحاب الصهيوني الكامل من القطاع.
في حين أعلن جيش الاحتلال الصهيوني إصابة 9 جنود بجروح مختلفة جراء انفجار أسلحة وذخيرة في قاعدة تسئليم العسكرية في صحراء النقب.
من جهتها قالت حركة حماس، إن مسيرة الأعلام في القدس المحتلة؛ عدوانٌ على شعبنا ومقدساته، محذرة العدو الصهيوني من مواصلة سياساته الإجرامية تجاه المسجد الأقصى المبارك.
*اعتداءات مكثفة جوًا وبرًا على قطاع غزة
في التفاصيل دخلت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يومها الثالث والأربعين بعد المئتين بمزيد من المجازر في أنحاء متفرقة من القطاع حاصدة أرواح العشرات من المدنيين نساءً وأطفالًا وشيوخًا وشبانًا.
وكثّفت قوات الاحتلال الأربعاء 05/06/2024، اعتداءاتها جوًا وبرًا على مختلف مدن وبلدات القطاع بالتزامن مع إطلاق عملية عسكرية جديد للعدو في مخيم البريج.
وشنت طائرات الاحتلال صباح الأربعاء سلسلة غارات جوية، متزامنة مع قصف منسق لمدفعية العدو على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وأحياءً سكنية وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.
في ظل ذلك واصلت قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة، في حين تواصل لليوم الثاني عملية توغل شرق المحافظة الوسطى، حيث نفذ جيش الاحتلال توغلًا بريًا في مخيم البريج، فيما شنت الطائرات الحربية أحزمة نارية على مخيم، وسط تعمد استهداف المدنيين وإطلاق النار عليهم ما دفع نحو حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق الغربية من وسط القطاع ومدينة دير البلح المكتظة بالنازحين.
وتابعت مدفعية الاحتلال قصفها للمناطق المأهولة ومراكز الإيواء ونسف المنازل والمربعات السكنية، حيث طال القصف المدفعي مخيم النصيرات، ومخيم المغازي، ومنطقة القرارة قضاء خان يونس.
*مجزرة جديدة في مخيم المغازي للاجئين
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم المغازي للاجئين، أدت لارتقاء 8 شهداء من عائلة درويش، وأصيب آخرون جراء قصف جوي فجر الأربعاء، استهدف شقة سكنية في عمارة أصلان بالمخيم.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلًا مأهولًا بجوار مدرسة البنات الإعدادية في مخيم المغازي وسط القطاع.
ووصلت إصابتان لمستشفى غزة الأوروبي جراء قصف مدفعي صهيوني على منطقة واد صابر جنوب بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
ويواصل الطيران الحربي للاحتلال تحليقه بشكل مُكثف فوق مختلف مدن وبلدات ومخيمات قطاع غزة وعلى ارتفاعات منخفضة جدًا لا سيما في أجواء المحافظة الوسطى. بينما تواصل طائرات الـ “كواد كابتر” إطلاق النار على كل ما يتحرك في الشوارع.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 71 شهيدًا و182 إصابة.
وأفاد التقرير بارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني حتى الثلاثاء إلى 36550 شهيدًا و82959 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
*الاحتلال يواصل توغله في رفح
بالتزامن وسع الجيش الصهيوني توغله في مدينة رفح الأربعاء، في حين تقدمت آلياته العسكرية نحو بلدة القرارة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تحت غطاء ناري كثيف.
وقال شهود عيان بأن الآليات الصهيونية تقدمت نحو منطقة الكراج الشرقي ومحيط مسجد العودة ومخيم الشابورة وسط مدينة رفح، بالتزامن مع إطلاق نار وقصف مدفعي عنيف.
وقالت إن الآليات ما زالت موجودة في مناطق شمال مستشفى النجار ومحيط معبر رفح وفي حي السلام وحي التنور شرق المدينة.
وتتمركز الآليات أيضا في تل زعرب ومحيط مركز شرطة تل السلطان، وتتقدم في شارع الزر وشارع القدس ومحيط دوار زعرب غرب رفح.
كما اندلعت اشتباكات ضارية تخللتها انفجارات متواصلة في محيط مخيم الشابورة وحي قشطة ودوار العودة وشارع القدس ومحيط مركز شرطة تل السلطان.
من جهته، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى إن المستشفى يقدم خدماته لنحو مليون شخص حاليا، ويعاني من نقص شديد في المستلزمات الطبية والكوادر.
وناشد المتحدث باسم المستشفى المجتمع الدولي من أجل إدخال مستشفيات ميدانية للسيطرة على الوضع الصحي في قطاع غزة.
*سرايا القدس تخوض اشتباكات مع الاحتلال
من جانبها أعلنت سرايا القدس أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الجيش الصهيوني في محاور التقدم بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وذلك بعد أن وسع جيش الاحتلال توغله في رفح صباح الأربعاء، في حين تقدمت آلياته العسكرية نحو بلدة القرارة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تحت غطاء ناري كثيف.
في غضون ذلك أقر جيش الاحتلال بإصابة 10 عسكريين في معارك قطاع غزة في الساعات الـ24 الأخيرة، وبذلك ترتفع حصيلة مصابيه إلى 3730 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 1889 منهم خلال العملية البرية التي بدأت في 27 من الشهر ذاته.
وأفاد الجيش بأن 254 ضابطا وجنديا لا يزالون قيد العلاج بعد إصابتهم بمعارك غزة 31 منهم إصاباتهم خطيرة.
في حين بلغ عدد قتلى الجيش الصهيوني 644 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب.
*انفجار غامض بقاعدة تسئليم العسكرية
إلى ذلك أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 9 جنود بجروح مختلفة جراء انفجار أسلحة وذخيرة في قاعدة تسئليم العسكرية في صحراء النقب مساء الثلاثاء.
وقالت إذاعة الجيش الصهيوني إن الجنود أصيبوا أثناء وجودهم قرب مكان الانفجار الذي لم يعرف سببه بعد، مؤكدة أن الجيش يحقق في الحادثة.
*مستوطنون يقتحمون الأقصى
هذا وبدأ إسرائيليون متطرفون – الأربعاء- الاحتفال بالذكرى السنوية لاحتلال القدس عام 1967 عبر مسيرة سمحت شرطة الاحتلال بعبورها من باب العامود، وسط أجواء تصعيدية بسبب العدوان على قطاع غزة.
واقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أنه تم إغلاق باب المغاربة بعد اقتحام 1184 مستوطنا المسجد الأقصى وسط حراسة أمنية مشددة.
وقال شهود عيان إن مستوطنين حاولوا أداء طقوس تلمودية خلال اقتحاماتهم التي تخللها رقصات.
في السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام محلية بأن الشرطة الصهيونية حشدت 3 آلاف من عناصرها لحماية مسيرة سنوية للمتطرفين والمستوطنين عصر الأربعاء تعرف بـ”مسيرة الأعلام” وسمحت الشرطة بعبورها من باب العامود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وكان وزير الأمن الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير أعلن قراره المشاركة في المسيرة.
*حماس تحذر الاحتلال الصهيوني
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما تسمى مسيرة الأعلام بالقدس “عدوان على شعبنا ومقدساته” محذرة الاحتلال الصهيوني من “مواصلة سياسته الإجرامية تجاه الأقصى”.
وأضافت حماس -في بيان أصدرته- أنها ستجد طريقها “لإيلام هذا العدو المجرم، بما يضمن لجم قادته من المستوطنين المتطرفين”.
وتتزايد التوترات بشأن المسيرة هذا العام في ظل حرب صهيونية متواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما خلّف أكثر من 119 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 10 آلاف مفقود.
وأكدت حماس في بيان لها أن سماح حكومة العدو الفاشية لقطعان المستوطنين، بتنظيم ما يسمى بمسيرة الأعلام، في شوارع القدس المحتلة، وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات بحق شعبنا ومقدساتنا، وبحماية كاملة من شرطة العدو؛ هو تأكيدٌ لعنجهية هذه الحكومة الفاشية، ونهج العدو الساعي لتهويد المقدسات، وعدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم.
*قوات العدو تعتقل 44 فلسطينيا بالضفة
من جانب آخر اقتحمت قوات العدو الصهيوني، فجر الأربعاء، عدة مناطق ومدن فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وشنّت حملة اعتقالات تخللها مواجهات واشتباكات مسلحة.
وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات العدو اقتحمت بلدة كفر دان، غربي مدينة جنين، شمالي الضفة، واعتقلت أربعة مواطنين؛ بينهم محامية فلسطينية.
وأشارت إلى أن قوات العدو التي رافقتها جرافة عسكرية من نوع “D9” شرعت بتجريف الأراضي الزراعية في سهل كفر دان، وتخريب البنية التحتية في البلدة.
وأضافت أن اشتباكًا مسلح اندلع بين مقاومين فلسطينيين، وقوات العدو التي اقتحمت رفقة جرافة عسكرية بلدة برقين غربي مدينة جنين.
وشنت قوات العدو حملة اقتحامات وتفتيش واسعة، في بلدة كفر مالك، شرقي مدينة رام الله، طالت 30 شابًا ومواطنًا فلسطينيًا، تزامنًا مع الدفع بتعزيزات عسكرية تجاه البلدة.
وذكر سكان محليون أن قوات العدو احتجزت 50 مواطنًا من بلدة كفر مالك، عقب اقتحامها بشكل واسع، فجر الأربعاء؛ قبل الإفراج عن عدد منهم بعد إخضاعهم لتحقيق واستجواب ميداني.
ولفتت المصادر إلى أن قوات العدو اقتحمت عددًا من المنازل الفلسطينية في قرية المغير، شمالي مدينة رام الله، واعتقلت أربعة شبان من منازلهم.