الاستشهادية ميساء أبو فنونة..

لقنت العدو الصهيوني درساً لن ينساه

تأثرت الاستشهادية أبو فنونة كثيراً باستشهاد القائد رائد أبو فنونة والذي هو من أبرز قادة سرايا القدس في قطاع غزة

2023-01-08

ميلاد استشهادية

أبصرت الاستشهادية ميساء نمر أبو فنونة النور بتاريخ 28/12/1985م، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لأسرة مجاهدة تنحدر من قرية “قطرة” التي دمرتها العصابات الصهيونية في العام 1948م، إبان احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وقد أنهت الاستشهادية أبو فنونة تعليمها الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” قبل أن تنهي دراستها الثانوية في مدرسة ممدوح صيدم للبنات، ومن ثمّ التحقت بكلية التربية في الجامعة الإسلامية – تخصص لغة انجليزية حيث تخرجت من الجامعة في العام 2007م.

أخلاق والتزام

تميزت الاستشهادية ميساء أبو فنونة بأنبل الصفات وأروعها، فقد كانت بحق فتاة تحمل الإسلام في قلبها وتجسده جوارحها، تشهد لها صلواتها وحلقات الذكر والقرآن الكريم في المساجد، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تحض على العلم والجهاد والالتزام، تؤثر على نفسها، مُحبة لأخواتها، ولذلك تركت أثراً طيباً في نفس كل من عرفها بدءاً من العائلة والمدرسة والمسجد والحي وليس انتهاءً بالجامعة.

وقد سعت الاستشهادية إلى المساهمة في كافة الميادين التي تخدم الإسلام، فلم تدخر جهداً في سبيل الارتقاء بالأخوات الطالبات في المرحلة الثانوية، حيث كانت تعطي لهم دروساً في اللغة الانجليزية، عبر منتدى المعلم الفلسطيني.

المشوار الجهادي

تأثرت الاستشهادية أبو فنونة كثيراً باستشهاد القائد رائد أبو فنونة والذي هو من أبرز قادة سرايا القدس في قطاع غزة، وقد اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في عام 2007، بواسطة سيارة مفخخة وضعت على جانب الطريق في حي الشجاعية بغزة.

وعقب جريمة الاغتيال ثارت نار الانتقام في نفس الاستشهادية “ميساء” وبدأت تسعى بكل ما أوتيت من قوة في سبيل تحقيق ذلك الحلم الذي راودها طويلاً، وبالفعل تمكنت من الحصول على موافقة بتنفيذ عملية إستشهادية مشتركة بتكليف من قيادة سرايا القدس الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حيث تم التنفيذ بتاريخ 7/1/2008م.

العملية الاستشهادية

قامت الاستشهادية ميساء وقبل تنفيذ العملية بتوديع أخواتها وأعلمتهم بالعملية، كما ودعت جيرانها جميعهم وطلبت من الجميع مسامحتها والدعاء لها في آخر يوم من حياتها، ومن صلت الفجر ثم أربع ركعات لوجه الله تعالى وخرجت إلى لقاء الله صائمة.

وفي تفاصيل العملية فقد توجهت الاستشهادية أبو فنونة وهي صائمة، إلى منطقة المحررات في شمال قطاع غزة بالقرب من معبر بيت حانون “إيرز”، وعند اقترابها من الهدف المحدد شرعت بإطلاق النار باتجاه جنود الاحتلال المتواجدين في المكان، حيث دار اشتباك بينها وبين جنود الاحتلال، ما أدى إلى استشهادها قبل أن تتمكن من تفجير العبوات الناسفة التي كانت تحملها على جسدها الطاهر.

المصدر: سرايا القدس