[هل الأنسب في تربية الأطفال إشاعة جوّ الفرح والمرح أم اتّخاذ الطّابع الجديّ؟]
إنّ إشاعة جوّ الفرح والمرح داخل الأسرة، يشيع في العلاقة الأسريّة جوّاً يوحي إلى الطّفل بالراحة لتناسب جوّ الفرح مع طبيعة طفولته. كما أنّ هذا الجوّ يوحي إليه بالأمان، عندما يتيح له أن يضحك مع الضّاحكين، ويلعب ويلهو مع اللاعبين، لأنّ مشاركته بالفرح تُشْعِره بالانتماء أكثر إلى الوسط الذي يحيط به، وقد تمنحه إحساساً بالإشباع النّفسيّ من جرّاء إشباع حاجته الطفوليّة إلى الفرح واللّهو واللّعب مع الآخرين.
إنّنا قد نفرض على الطّفل الكثير من القيود، عندما نجعله يتحرّك بين هذه الجدران ضمن نظام صارم متزمّت يكبت ضحكته، ويكبت فرحه ومرحه ولعبه، ما قد يؤثّر تأثيراً سلبيّاً كبيراً في شخصيّته، الأمر الذي قد يحمله على الشّعور بالحاجة إلى الهرب من البيت، كما يرغب السّجين بالهرب من جدران سجنه. لذا، فإنّ إشاعة جوّ الفرح قد يمنح الطّفل الراحة والطّمأنينة في البيت، عندما يجد جوّه الطّبيعيّ فيه.
ولعلّنا نستوحي شيئاً من الحديث المأثور المشهور: “مَن كان له صبيّ فليتصابَ له”. أي على الأهل أنْ يلعبوا مع الصبيّ ويلهوا معه، ويصفّقوا ويفرحوا بالمستوى الذي يشعر معه الطفل أنّ لديه رفاق طفولة في أهله وأبيه وأُمّه وإخوانه، وهذا ما لاحظناه في سيرة النبيّ الشّريفة في تربية الإمامين الحسن والحسين (ع)، حيث كان ينحني لهما ليركبا على ظهره، ويطيل سجوده عندما يركب أحدهما عليه، فيُقال له عند ذلك: هل نزل عليك الوحي؟ فيقول: لا، ولكنّني لا أريد أن أُزعِج ولدي هذا.
ولكنّ إضفاء جوّ المرح يحتاج إلى جرعة توازن، كي لا يُفقِدَ الأبوين هيبتهما أمام الولد، ولا يفرط في صورتهما الحازمة، في حدود ما يحتاجه الطّفل من إحساس بوجود قوّة وسلطة يحترمهما فوقه.
إنّنا نقول إنّ إشاعة جوّ المرح والفرح داخل الأسرة مبدأ سليم في التربية، ولكن لا بدّ من مراعاة التّوازن في ذلك.