صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، بان فرنسا بماضيها التاريخي الأسود من الاستعمار وانتهاك حقوق الإنسان وحرية التعبير في الداخل والخارج، لا يحق لها تبرير الاساءة الوقحة لمقدسات الدول والشعوب الأخرى وأتباع الأديان السماوية بحجة حرية التعبير.
وكتب كنعاني في تغريدة له على تويتر أمس الأحد، ردًا على تبريرات المسؤولين الفرنسيين للتصرف السخيف والمهين الذي اقدمت عليه صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية في الاساءة للمرجعية الدينية: ان فرنسا بماضيها التاريخي الاسود في الاستعمار وانتهاك حقوق الإنسان وحرية التعبير في الداخل والخارج ، ليس لها الحق في تبرير الاساءة الوقحة لمقدسات الدول والشعوب الأخرى وأتباع الديانات السماوية بحجة حرية التعبير.
* إحترام مقدسات الآخرين واجب
وأضاف: ما يجب على رجال الدولة الفرنسيين الحاليين الالتزام به هو المبادئ الواضحة والأساسية في العلاقات الدولية، اي الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ، واحترام القيم القومية والدينية ومقدسات الآخرين.
يذكر انه اثر التصرف المهين الذي اقدمت عليه الصحيفة الفرنسية، تم استدعاء السفير الفرنسي في طهران إلى وزارة الخارجية الإيرانية ، كما أعلنت وزارة الخارجية في بيان ردا على تصرف الصحيفة الفرنسية أنه في خطوة أولى علّقت ايران أنشطة الرابطة الفرنسية للدراسات الايرانية في طهران.
وكان وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان صرح في وقت سابق أن التصرف المهين لن يمر دون رد حازم ومؤثر.
*همجية ثقافية
وصف مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الاسلامية، التصرف الوقح للصحيفة الفرنسية “شارلي ايبدو” في الاساءة للمرجعية الدينية بانه همجية ثقافية ، واعتبره الجانب الآخر من دعم الحكومة الفرنسية لزمرة المنافقين “خلق” الارهابية والدعم التسليحي لنظام صدام ضد الشعب الايراني. جاء ذلك في بيان اصدره مجلس خبراء القيادة أمس الاحد، جاء فيه: إن التصرف الوقح للصحيفة الفرنسية السخيفة ضد الدين الإسلامي والمرجعية الشيعية أظهر مرة أخرى كراهية وحقد أعداء الإسلام والشيعة.
واضاف: بطبيعة الحال فإن نشر الرسوم الكاريكاتورية المهينة من قبل هذه الصحيفة سيئة الصيت والماضي ودعم هذه الهمجية الثقافية من قبل الحكومة الفرنسية سيئة السمعة ليس بالأمر المستبعد عن اذهان شعب إيران الإسلامية، لأنه فضح الوجه الآخر للنزعة الاستكبارية لحكام قصر الإليزيه في دعم المنافقين (زمرة خلق الارهابية) والدعم التسليحي للمجرم صدام ضد شعبنا المظلوم.
* إدانات مستمرّة
الى ذلك، دان المرجع الديني آیة الله “عبد الله جوادي آملي” إساءة صحيفة شارلي إيبدو، وأبدى سماحته رد فعله على هذه الاساءة المشينة للمجلة الفرنسية ضد المقدسات الاسلامية، وقال: ان هذه الاهانة تعتبر اساءة لايران، وعلى الذين يتعرضون لمثل هذه الاهانة الاصغاء لكلام الامام علي (ع) حيث يقول «رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَیْثُ جَاءَ»، وقال ايضا « لَا یَمْنَعُ الضَّیْمَ الذَّلِیلُ». واعتبر التجمع الذي تم تنظيمه أمس في مدينة قم المقدسة احتجاجا على هذه الاساءة عملا جيدا للرد على من تعرض للمقدسات خاصة وان الموضوع يتعلق بماء وجه بلد وشعب ونظام اسلامي.
في غضون ذلك قال آية الله السيد “احمد خاتمي”، في كلمته، الاحد، في التجمع الكبير للمواطنين وطلبة وعلماء الدين في مرقد “السيدة فاطمة المعصومة (س)” في مدينة قم المقدسة احتجاجًا على اساءة الصحيفة الفرنسية “شارلي ايبدو” لسماحة قائد الثورة الاسلامية: ليعلم العالم أن عمائم النور التي على رؤوس علماء الدين هي أكفان شرفهم. إذا تم تهديد الإسلام في يوم من الأيام، فإن هذه الشريحة ستقاتل وتضحي بأرواحها من أجل الإسلام.
* تجمع احتجاجي امام السفارة الفرنسية
في السياق، أقيم عصر الاحد تجمع شعبي ضم حشدا من طلاب الجامعات أمام مبنى السفارة الفرنسية في طهران، احتجاجا على إساءة مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية للمرجعية الدينية وولاية الفقيه. وحمل المتظاهرون لافتات استنكروا فيها اساءة مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية للمقدسات الدينية، وطالبوا مسؤولي وزارة الخارجية الايرانية بإدانة هذه الأعمال بشدة واتخاذ الاجراءات اللازمة. وردد المحتجون هتافات مثل “عار على فرنسا ، تخلوا عن العداء” و “ماكرون يخون والغرب يساند” و “نحن أحياء مع الولاية ، مقاتلون ما دمنا احياء”، وأبدوا امتعاضهم من هذه التصرفات المشينة.