أعلن وزير الثقافة العراقي أحمد البدراني في كلمة ألقاها أمام الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في العالم العربي في الرياض، إنّ “العراق واجه أعتى هجمة شرسة للإرهاب على مساحة ممتدة من أراضيه تمثلت بأربع من محافظاته في شمال ووسط البلد”.
وأضاف أن “المدن التي عاث فيها الإرهاب تُعد من زاهرات المدن تراثًا وعمرانًا وذخيرة علمية وثقافية، لكن الإرهاب لم يترك لها أماكن للتراث أو للعلم أو للعبادة أو للثقافة إلا وتم إمعان التدمير فيها”، مشيرًا إلى أن “الإرهاب الداعشي دمر أكثر من (5000) مبنى تم إزالتها أو فقدان صلاحيتها للاستخدام من بينها (108) مساجد و(15) ضريحًا و(19) كنيسة و(37) مدرسة ومعبدًا واحدًا و(13) سوقًا و(13) حمامًا و(431) بيتًا تراثيًا، فضلاً عن المتاحف والمواقع الأثرية، مثمنًا دور دولة الإمارات العربية في إعادة إعمار الجامع النوري في الموصل الحدباء، وكذلك جهود (اليونسكو) ومبادرتها في (إحياء روح الموصل)”.
ودعا البدراني “الدول والمنظمات المشاركة في أعمال المؤتمر إلى ضرورة إحتضان ورعاية أي توجه يعيد إعمار وترميم وصيانة تلك المدن وتأهيلها لاستعادة دورها الحيوي، لتعيش مرة أخرى حياتها الآمنة والمطمئنة بعيدًا عن شر الإرهاب وويلاته”، فيما حث المؤتمرون إلى “البدء سريعًا بإجراءات الممانعة والتحصين للمجتمعات العربية في مواجهة المظاهر التي أصبحت تداهم منظومتنا القيمية وتروج لها الماكنات السياسية والاتصالية والإعلامية من الخارج”، لافتًا إلى “ضرورة العمل على منظوم منهجي تربوي وثقافي وحقوقي موحد، وليس المراهنة فقط على التماسك الطبيعي لمجتمعاتنا في التصدي والصمود لمظاهر التهتك القيمي الوافدة”.
وأكد البدراني على”أهمية التركيز على دبلوماسية الثقافة، كقوة ناعمة في التأثير على الآخر، لما لها من دور ريادي في تحقيق التفاعل القيمي الإيجابي بين أبناء الثقافات الإنسانية المختلفة”، داعيًا إلى أن “تكون رأس الرمح في علاقاتنا مع جميع الدول والشعوب، وأن تكون بالمقدمة من علاقاتنا السياسية والاقتصادية والتجارية”.