رياضة لتقوية شخصية الطفل

عندما يمارس الطفل التمارين الرياضية يتم إفراز السيروتونين في جسمه وهو الهرمون الذي يساهم مباشرة في تعزيز شعور الرضا والسعادة.

المشاركة في ممارسة رياضة أو لعبة يمكن أن يكون ذو فائدة عظيمة على الطفل، حيث تعكس ممارسة الرياضة فوائد عديدة لكل من الصحة الجسدية والمهارات العقلية ومهارات اتخاذ القرار، وكل هذا يساهم في ناء الشخصية ويفسح لها المجال للتطور يومًا بعد يوم، ومن الرياضات التي تقوي من شخصية الطفل ما يلي:

 

كرة السلة: هي رياضة شعبية جدًا وتعتبر بداية مثالية لرحلة طفلك في الرياضة، تعلم هذه الرياضة طفلك ديناميكيات العمل الجماعي والاستراتيجية، بالإضافة إلى تنمية مهارات المراوغة في اللعب والتسديد وتمرير الكرة لبقية الفريق، كما أنها تعزز العمل الجماعي والثقة بين أعضاء الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة خلال المدة الزمنية المحددة للمباراة، مع محاولة ارتكاب أقل عدد من الأخطاء.

 

كرة القدم: تعمق هذه الرياضة فضلًا عن شعبيتها أواصر الصداقة والعمل الجماعي، حيث أنها تستند أيضًا على تنمية المهارات الإبداعية وتقوية الحدس والقدرة على اتخاذ القرارات.

 

التايكوندو: هو رياضة تعلم الدفاع عن النفس، ويمكن أن يكون بداية جيدة لطفلك في سن مبكرة. تعتمد هذه الرياضة على الحركات القتالية الأساسية وتطويرها، كما تقوم على مبادئ الذوق والايثار وضبط النفس والنزاهة والمثابرة، والروح العالية والارادة، ومن خلال ممارستها يمكن للأطفال بناء ثقتهم وتحقيق أهدافهم وتطوير مهاراتهم من خلال تقدمهم في مستويات اللعبة والأحزمة.

 

التنس: رياضة تعلم طفلك قدرة تقدير الجهد البدني والانضباط، على الرغم من أنها ليست رياضة ملامسة، إلا أنها تتطلب جهدًا بدنيًا بسبب الركض والقفز والتحرك في الملعب مع الانتباه للوصول إلى الكرة وضربها والتصويب.

 

الشطرنج: يعد رياضة عقلية مناسبة للأطفال الذين يفضلون النشاطات الفكرية ويستمتعون بالتحديات الذهنية بدلاً من النشاطات البدنية، حيث يكسب الطفل الصبر ويعزز التفكير الاستراتيجي والمنطقي ويساعد على تحسين المهارات المعرفية، كما أنه رياضة تنافسية تتطلب قدر لا يستهان به من التركيز والتحليل والروح الرياضية.

 

 

أثر الرياضة على الصحة النفسية للطفل

 

بالإضافة إلى فوائدها الجسدية المعروفة، تتمتع ممارسة الرياضة والنشاط البدني بفوائد مذهلة تنعكس على الصحة العقلية والنفسية للطفل، وهي كما يلي:

 

  • عندما يمارس الطفل التمارين الرياضية يتم إفراز السيروتونين في جسمه وهو الهرمون الذي يساهم مباشرة في تعزيز شعور الرضا والسعادة.
  • ممارسة الرياضة تساهم في تخفيف التوتر والاكتئاب والقلق.
  • تُعتبر ممارسة الرياضة وسيلة رائعة للمساعدة في مواجهة المشاعر السلبية وتفريغها بشكل صحي.
  • تزيد ممارسة النشاط البدني من احتمالية بقاء الأطفال على درجة عالية من النشاط وبالتالي تساعدهم على الحصول على نوم أفضل.
  • تحافظ على لياقة عقل الأطفال ودرجة انتباههم وتركيزهم.
  • أظهرت الدراسات الحديثة العلاقة الطردية بين زيادة مستويات النشاط البدني بتحسن الأداء المدرسي، وخاصة في مواد الرياضيات والقراءة ومهارات الاحتفاظ بالمعلومات.

 

 

المهارات الاجتماعية التي تعلمها الرياضة للطفل

 

المهارات الاجتماعية هي إحدى الفوائد القيمة التي يمكن للرياضة أن توفرها للأطفال، فعندما يشارك الأطفال في الأنشطة الرياضية، لا يكتسبون فقط صحة جسدية ولياقة، بل يتعلمون أيضًا مجموعة من المهارات الاجتماعية والتفاعلية الهامة، ودروس الحياة التي يمكنهم الاستفادة منها في مراحلهم المستقبلية.

 

كما أنه في حالة الأطفال أو المراهقين الذين يعانون من صعوبات في النمو أو تأخر في المهارات، فقد يعانون بسبب أوضاعهم من التقدير المنخفض لذواتهم ونقص الثقة، ولكن الرياضة والانجاز فيها يساعدان في زيادة احترام الذات والثقة بالنفس لديهم، تعتبر الرياضة مفيدة للأطفال ليس من الناحية الشخصية فحسب، ولكن أيضًا من الناحية الاجتماعية، فهي تساعد على تعزيز التواصل والتعاون بين الأطفال.

 

 

ومن خلال المشاركة في الأنشطة الرياضية، يتعلم الأطفال مهارات اجتماعية مثل:

 

  • القدرة على العمل الجماعي: حيث يتعلم الأطفال كيفية العمل معًا في فريق بقلب واحد وتحقيق الأهداف المشتركة.
  • النزاهة في اللعب: يتعلم الأطفال في الرياضة قواعد اللعب برقي والاحترام للمنافسين.
  • مهارات التواصل: نتطور لدى الطفل بفضل الرياضة مهارات التواصل والاستماع للآخرين.
  • الاحترام والتقدير: يتعلم الطفل غي الرياضة أهمية تقدير واحترام الآخرين بشكل عام بغض النظر عن الاختلافات بينهم.
  • التزام القواعد: يكتسب الأطفال فهمًا لأهمية الالتزام بالقواعد الموضوعة في اللعبة والامتثال لقوانينها.
  • الاستقلال: يتعلم الطفل من خلال الرياضة الاعتماد على أنفسهم وتولي زمام المسؤولية في تنظيم وإدارة أنشطتهم الرياضية.
  • القيادة: يتاح للطفل فرصة تطوير مهارات القيادة لديه من خلال قيادة الفريق أو المجموعة الرياضية.

 

مثل أي نشاط معروف فان الرياضة قد تحمل في طياتها بعض السلبيات على الأطفال، من بينها ما يلي:

 

  • حدوث الإصابات الجسدية: يتعرض الأطفال لإصابات نتيجة ممارسة الرياضة، سواء كانت في إطار التدريب أو الأحداث التنافسية، كما يتزايد خطر إصابات متكررة مثل كسور العظام أو الإصابات في العضلات بسبب الصرامة في التدريب والمسابقات.
  • التعرض لسلوكيات سلبية: يتعرض الأطفال أحيانًا لسلوكيات غير مرغوب فيها من قبل أطفال آخرين أثناء ممارسة الرياضة، مثل الصراخ أو البذاءة أو العنف، وذلك نتيجة الغضب الذاتي أو الغضب من التحكيم أو اللاعبين.
  • قيود الوقت: تعتمد مشاركة الأطفال في الألعاب الرياضية على الالتزام الوقتي الزائد، حيث يقضون وقت طويل في التمارين والسفر إلى المسابقات والأحداث الرياضية، وهذا يعني الابتعاد عن نشاطاتهم اليومية والتأثير على النوم أو الوجبات أو الحضور المدرسي.
  • الضغط الزائد: في بعض الأحيان قد يواجه الطفل ضغطًا غير مبرر من الآباء أو المدربين أو زملاء الفريق بشأن المشاركة في الرياضة أو قد يضع نفسه تحت ضغط زائد لتحقيق مستوى أداء لا يستطيع تحمله مما يزيد خطر التعرض الى الإجهاد اليومي على الصعيد الصحي والنفسي.

 

 

كيف أختار رياضة لطفلي

 

  • وفيما يلي بعض نصائح للمساعدة في اختيار الرياضة المناسبة للطفل:
  • حدد الاختيار بين الرياضة الفردية والجماعية بحسب اهتمامات طفلك في اللعب واستعداده للعب الفردي أو في فريق.
  • اختر اللعبة المناسبة لمستوى نشاط الطفل فهناك رياضات تطلب مستوى عالي مثل كرة القدم وهناك رياضات تتطلب مستوى أقل مثل الجولف.
  • انتبه لصفات طفلك الجسدية فهناك رياضات تتطلب سمات جسدية معينة مثل كرة السلة التي تتطلب طول معين.
  • استكشف اهتمامات طفلك وميوله واهتمامه لتحديد رياضة يمكن أن تثير اهتمامه وشغفه.
  • يمكن أن تشارك طفلك في التمارين من أجل تشجيعه وتحفيزه خاصةً في البداية.
  • أعط الطفل فرصة لتجربة أنواع مختلفة من الرياضة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن الرياضة الذي يمارسها.

 

 

آية الحسيني