ما هي اهم القضايا التي يعاني منها الشباب

الشباب العربي هو الأكثر تأثراً بالفراغ التربوي المتمثل بـ (الأمية الحضارية – الاغتراب الثقافي – الوصولية الاستهلاكية واختلال القيم – البطالة المقنعة واللامسؤولية)، مما له آثار سلبية على النواحي النفسية والتوجهات هم الثقافية.

اهم القضايا التي يعاني منها الشباب بالمجتمع العربي الفئة التي تشكل 20 % من إجمالي تعداد العرب “50 مليون شاب وشابة”، وبالتالي يصعب جمع معلومات في قضية من قضايا الشباب مع هذا العدد الهائل، لكن الدراسات أكدت تقاطع بعض الأزمات المسجلة لدى معظم الشباب العربي في الوقت الراهن، وهي كما يلي:

 

الفراغ التربوي: الشباب العربي هو الأكثر تأثراً بالفراغ التربوي المتمثل بـ (الأمية الحضارية – الاغتراب الثقافي – الوصولية الاستهلاكية واختلال القيم – البطالة المقنعة واللامسؤولية)، مما له آثار سلبية على النواحي النفسية والتوجهات هم الثقافية.

 

التعليم: عدد الطلبة العرب الكبير سلاح ذو حدين لأن متطلبات التعليم الفعال كبيرة كما أنها يجب أن تنسجم مع ما يحتاج المجتمع، وواقع الطلبة العرب يعاني من تراجعاً مستمراً للنقص الحاد في الدخل القومي.

 

صراع الأجيال: المتمثل بعمق فجوة التفكير بين الكبار والصغار، ومحاولة الجيل السابق تطبيق أفكاره الكلاسيكية عن النجاح في الأجيال التالية بغض النظر عن المتغيرات، مما يفوت فرصة الاستفادة من طاقات الشباب في خدمة التقدم.

 

الأزمة الثقافية والإعلامية: فالواقع الإعلامي والمستوى الثقافي العربي يتسم بغياب الخطط، كما أن الاعتماد على البرامج الغربية وبالأخص بقطاع التلفزيون له انعكاسات سلبية وخطيرة بالثقافة العربية؛ في ظل غياب التحصين والدفاعات بمواجهة الغزو الثقافي.

 

البطالة: بكافة أنواعها بما في ذلك البطالة المقنعة واللامسؤلة، لماً أن معدلات البطالة قياساً بمستويات العاملة كبيرة جداً، فالقوى العاملة بالوطن العربي لا تتجاوز الـ 5 – 26 % من التركيب السكاني، بينما النسبة العالمية تجاوزت الـ 44 – 45 % عالمياً.

 

الأسرة والتربية: تعتبر الأسرة النواة التي ينطلق منها بناء الإنسان وتتبلور بها اتجاهاته وميوله الفكرية، أما السمات العامة للشخصيات والتي تنتج جراء التأثر بالأسرة في الشباب العربي فهي كما يلي (ضعف الثقة بالنفس – غياب أدوار الأسرة والمدرسة – الالتفاف العاطفي والاعتماد على الأبوين – التعاطف مع الأجداد – الأنانية والتحيز للذكور – ضعف الواقعية).

 

الوصولية: التي تؤدي لانعدام البعد الأخلاقي القيمي ويصبح تعثر الآباء بإقناع الأبناء بالقيم والمبادئ والمثل.

 

الإدمان: يستهدف الإدمان الشباب كونهم المحرك للعملية الإنتاجية، ويرافقه الكثير من السلبية والانحراف والميل إلى الجريمة وانهيارات اجتماعية كبرى.

 

وما ينجم عنها من نقص حاد في الكفاءات خاصة بعد نزيف الأدمغة وهجرة العمالة.

 

 

حلول مشاكل الشباب

 

فيما يلي قائمة بالمقترحات للحلول الإيجابية لكافة مشكلات الشباب بالعالم العربي، ما يضمن تحقيق طموحات وأماني هذا الشباب والتي تتمثل عموماً بما يلي:

 

الوعي: سواءً من قبل الحكومات أو من قبل الشعوب لإدراك الواقع الشبابي وما يتربص به في المستقبل.

 

الطاقات والموارد: فالعالم العربي سيعمل جاهداً لامتلاك ما أمكن من الطاقات والموارد لإخراج الشباب من دائرة الإحباط ودفعه للمشاركة في بناء الوطن.

 

السعي للادخار: لأن المفتاح الحقيقي للاستثمار البناء هو الادخار، والاستثمار بدوره سيخلق مشاريع جديدة تولد فرص العمل التي تنفي بطالة الشباب.

 

إعادة النظر بالسياسات المستقبلية: انطلاقاً من الهدف السامي بتصحيح البنية الهيكلية للمجتمع وترتيب الأولويات وتسخير الموارد لخدمة المخططات بخطى واثقة.

 

منع استنزاف العقول والأيادي العاملة: فأبناء الوطن هم من يتحسسون تقدمه بشاعر وعواطف انتاء صادقة.

 

التخطيط السليم والتنفيذ الجيد: ثم ممارسة الرقابة على ما ينجز للتقييم ومحاسبة المقصرين بحسب الخطط وبرنامج التنفيذ على نحو يضمن تعاون كافة القطاعات بالمجتمع.

 

 

تأمين الضرورات التي تضمن النهوض بواقع الشباب:

 

من خلال تشخيص الواقع نرى أن إعداد أي بحث عن قضايا الشباب بالعالم الإسلامي يبين وجود عدد كبير من التحديات التي تعترض طريقهم نحو النجاح، مما يغدو حائلاً بين طاقاتهم وأداء الدور الإيجابي المنشود بخدمة الأمة وبناءها، والتي تتمثل بما يلي:

 

ضياع الهوية الإسلامية: جراء السيطرة الواضحة للإعلام الغربي بالساحة العالمية، ما أدى لغزو ثقافي بالعالم المسلم ساهم بتشويه العقيدة والتشكيك بها، عبر ما يلي:

 

غياب الوعي لدى الشباب: من النواحي العقائدية والثقافية والسياسية بنشر الأفكار الرخيصة الهدامة، جراء الاختلاط بمذاهب فكرية مختلفة عن الإسلام ومناهضة له.

 

انتشار البطالة لدى الشباب: جراء الشح بفرص العمل ما أدى لتراجع الدخل الفردي وتدني مستوى المعيشة، وظهور ما يرتبط به من فساد أخلاقي وأساليب تحايل لجني المال، فضلاً عن الهجرة وهذا كله أدى لضياع الدين.

 

الثورة المعلوماتية والطفرة التحررية: ربما يكون السبب الأساسي ظاهرة الإنترنت التي أدى انتشارها الخارج عن المألوف إلى مفاسد عديدة صبغت بها أفواج الشباب جراء عدم الاستخدام المثالي حيث أن 80 % ممن من مستخدمي الانترنت بالوطن العربي هم من الشباب وغالبيتهم يستخدمونه استخداما ضار.

خلال دراسة مشكلات الشباب في المجتمع العربي المسلم وتحديداً المجتمع السعودي يمكن أن نستخلص الأسباب الأساسية لها في إطار البحث عن حلولها، والتي تتمثل عموماً بالاحتياجات وهي كما يلي:

 

الحاجات الاقتصادية: التي تتقدم الحاجات الأساسية لمجتمع متميز بالثراء وبالأخص للمثقفين من الطبقة الدنيا جراء القناعة المشروعة في حصولهم عمل جيد بعد الاستغناء عن العاملين الأجانب، لكن هذا الأمر صعب المنال لضعف إمكانية التخلي الفوري عن الفكرة مما يُحَجّم فرص العمل.

 

الحاجات الاجتماعية: كالزواج وتكوين عائلة بالمجتمع الكلاسيكي السعودي، وهو السبيل المشروع لإشـباع الغرائز لفئة الشباب، ومتى أشبعت سيتم التخلص من معوقات التقدم التي يعاني منها الشباب.

 

الحاجات الثقافية: فثقافة المجتمع عرضة للتغيرات بمقدار انفتاحه على العالم، مما يتطلب تغيير قيم الشباب واتجاهـاتهم إلى أعمال محددة كالاعتماد على الأسرة لتلبية الحاجات الأساسـية، كما سوف ينمو وعيهم بأهمية المشاركة بشئون المجتمع وأنشطته العامة، علماً أن الحوار مع الغير أحد أبرز أساليب غرس القيم الثقافية بالشباب لتمكينهم من التعبير عن مشكلاتهم واقتراح الحلول لها.

 

الحاجات النفسية: والتي يتقدمها الاستقلال فغالبية الشباب العربي يتطلع للنموذج الغربي في معرض محاولاته للتحرر من السلطة الأبوية وما يفرض المجتمع من قيود، لكن يجب استثمار هذا الاستقلال ضمن إطار لا يتصادم مع التقاليد والقيم الإسلامية.

 

نور منصور