وقد عدّ نائب رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا، خلال اجتماع مجلس معاوني المعاونية العلمية، الإخلاص والجهد المتواصل صفتين من صفات الرئيس الشهيد آية الله رئيسي، وقال: إن هذا الإخلاص والجهد المتواصل لم يكن له جزاء إلا الشهادة، وشهادة هذا العبد الصادق للإمام الرضا(ع) كان في ليلة ولادته بالتأكيد جعله يسكن في القلوب.
وأثناء تعزيته باستشهاد آية الله السيد إبراهيم رئيسي والدكتور حسين أمير عبداللهيان وآية الله محمدعلي آل هاشم ومحافظ محافظة آذربايجان الشرقية مالك رحمتي ورفاقهم الآخرين في الحادث المرير نتيجة تحطم المروحية، قال دهقاني فيروزآبادي: أتمنى من العلي القدير أن يلهم أسر ومحبي هؤلاء الشهداء الأعزاء الصبر والتوفيق وأن يستمروا في مواصلة الطريق الذي رسمه الرئيس الشهيد.
وأشار إلى أن روح الإخلاص والجهد الذي تحلى به الرئيس الشهيد كانت مثالية حقاً، وأضاف: قبل الانتخابات الرئاسية لم أكن أعرف السيد الرئيس عن قرب ولم تكن لي علاقة سابقة به. كان اجتماعنا الأول يتعلق بمسؤوليتي في الجهاد الأكاديمي، وكان اجتماعًا بسيطًا وحميميًا للغاية، وقد قدمت خطتي في حوالي 48 ساعة. وبعد الانتخابات وذلك اللقاء التقيت بالسيد الرئيس أكثر ورافقته في لقاءات ورحلات كثيرة.
وقال دهقاني فيروزآبادي: بهذه الحقيقة وبخبرة عقدين من الزمن في مختلف المجالات في البلاد، أشهد أنه كان يتمتع بصفتين في نفس الوقت، ولم أر قط مثله في هاتين الخصلتين؛ السمة الأولى كانت “صدقه” الذي كان في أعلى مستوى، ومن ثم رضا قائد الثورة الإسلامية، بالمعنى الحرفي للكلمة، يتردد في كل تحركاته وسلوكياته ومواقفه، وهذه السمة البارزة تتجلى بوضوح في أخلاقه وسلوكه وشخصيته. وأضاف: صدق الدعاء والمزاج الطيب الذي كان يتمتع به أثناء الصلاة كان جميلاً جداً بالنسبة لي، وأكثر ذكرى أحتفظ بها عنه هو الدعاء الذي كلما كنت في خدمتهم كانوا يقرؤونه في القنوت.
وتابع نائب رئيس الجمهورية: في الرحلات أتيحت لي الفرصة لمرافقته، بما في ذلك الرحلات التي كانت ليلاً، دون استثناء، يؤدون صلاة الليل بنفس المزاج الجيد والجميل على متن الطائرة. ولذلك فقد كانت له حقاً خصائص خاصة في أخلاقه الشخصية والفردية وعلاقته بالله عزوجل، وكان حبه ومحبته لعلي بن موسى الرضا(ع) مثالية.
وأشار دهقاني فيروزآبادي إلى جهود الشهيد رئيسي لتحقيق قانون قفزة الإنتاج القائم على المعرفة، وقال: لقد تم العمل بهذا القانون في الحكومة السابقة؛ لكن كانت هناك اعتراضات على تطبيق القانون، وحتى في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) وفي اللجان وما شابه كانت هناك اعتراضات؛ لكن عندما دعا قائد الثورة الإسلامية إلى شعار عام الإنتاج، فقد سعى الشهيد رئيسي إلى مزيد من المعرفة وخلق فرص العمل.
ورأى كثيرون أن إقرار قانون القفزة إلى الأمام وتنفيذه يخالف بعض القواعد التي كانت تعتبر خطاً أحمر في بعض المجالات مثل الضرائب والاستثمار وغيرها، فكان هنا رفض لكنه شخصيا أيد هذا القانون ووقف خلفه. وأشار إلى قيادة آية الله رئيسي وإرادته في تحقيق أقوال قائد الثورة وتوجيهاته، وقال: موقفه وأفعاله كانت من أسلوب القيادة، لقد آمن وصدق في قلبه أن كل ما أكد عليه قائد الثورة يجب أن يتم وسيسعد قلبه.
وأوضح دهقاني أن رئيس الحكومة الثالثة عشرة المنتخب كان إنساناً شعبياً بالمعنى الحقيقي، وقال: جزاهم الله تعالى خير الجزاء واندفعوا إلى أرض الحق بكرامة، ورأيت الناس من جميع مناطق البلاد يدعون من أجل صحته، وما حدث ليلة استشهاده في البلاد يدل على التكريم والمكافأة التي أنعم بها الله تعالى عليه.
وفي إشارة إلى جهود آية الله رئيسي المتواصلة، أشار نائب رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على المعرفة إلى أن جهوده المتواصلة وعدم كلله كانت بارزة في شخصيته، وقد أوضح قائد الثورة هذه الصفة بجملة قصيرة جداً وعميقة جداً، وقال: “رئيسي العزيز لا يعرف التعب”.
أمير عبداللهيان؛ الرجل الذي لا يكل في ساحة عز وافتخار إيران
وأشار دهقاني إلى أن الشهيد أمير عبداللهيان، وزير الخارجية، كان أيضاً من أكثر الوزراء الداعمين والمجتهدين في طريق تقدم إيران، وبالمعنى الحقيقي للكلمة، كان رجلاً مجتهداً ولا يكل في هذا المجال، وأضاف: الشهيد أمير عبداللهيان كان يعمل باتجاه تحقيق شعار العام، تطوير الدبلوماسية التكنولوجية لإيران التي لم تتخل عن أي جهد.
وأشار المعاون العلمي لرئيس الجمهورية إلى دعم وزير الخارجية الشهيد ودعمه الثابت لتطوير وتقدم النظام البيئي للعلوم والتكنولوجيا في البلاد، وقال: إن دعم الشهيد الدكتور أمير عبداللهيان في تطوير التعاون التكنولوجي كان مثالياً، وهذا العام فان شعار المنتدى الآسيوي هو “التقدم القائم على التكنولوجيا والابتكار”، كان من اقتراحه. واستمر بجدية في هذا المسار وأكد مراراً وتكراراً على أهمية مسألة التقدم التكنولوجي وأن لدينا قوة في مجال العلوم والتكنولوجيا يجب أن نضعها في مقدمة مناقشاتنا.
واعتبر دهقاني فيروزآبادي الركيزة الأساسية لشخصية الشهيد أمير عبداللهيان هي الهدوء والأخلاق، وقال: “عرف بالهدوء والأخلاق وحسن السيرة والإنصاف”. وأضاف: في قضية غزة تألقت الإدارة الميدانية والإدارة الدبلوماسية في عملية “الوعد الصادق” بشكل مشرق للغاية. وذكر بأن الشهيد الدكتور مالك رحمتي محافظ آذربايجان الشرقية كان أيضاً خادماً للرضا(ع) وشخصاً نبيلاً. وتابع: كان منهمكاً وجدياً في حل مشاكل محافظة تبريز، وبالنظر إلى خبرته وسجله الجيد، ترك أداءً رائعًا.
وأشار دهقاني فيروزآبادي إلى أن الشهيد آية الله آل هاشم كان أيضاً إمام جمعة وكان يعتبر نقطة أمل للناس في هذه السنوات، وقال: الناس أحبوه وقالوا ذلك في المقابلات التي نشرت عنه قبل سنوات قليلة “إن شاء الله سأكون إمام الجمعة الشهيد القادم في تبريز”. وقال: اللواء موسوي، رئيس حماية رئيس الجمهورية، كان أيضاً من الأشخاص الذين يثق بهم الرئيس الشهيد، وآمل أن يكون هؤلاء الشهداء الأعزاء اليوم ضيوفاً في حضرة الإمام علي بن موسى الرضا(ع).