نتنياهو المهزوم يبحث عن إقتدار وهمي

حصلت حكومة نتنياهو على تصويت بالثقة من الكنيست ، في حين اعتبرت العديد من التيارات السياسية هذه الحكومة مجموعة فاشلة ستزيد من حدة أزمات الكيان الصهيوني بمقاربة متطرفة.

2023-01-09

الأسبوع الماضي، شنّ الكيان الصهيوني عدوان آخر على أهداف في دمشق، والذي يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي بسبب عضوية سوريا الرسمية في الأمم المتحدة، ووقع العدوان في نفس الوقت الذي اشتدت فيه الهجمات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

هذه الإجراءات، التي حدثت بعد أيام قليلة فقط من تولي نتنياهو رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة، بهدف تقديم صورة قوية لنتنياهو في مواجهة التهديدات المزعومة، تتحدث عن طبقات الإرادة الخفية القائمة على الأفكار المتطرفة والعدوانية، والتي حذّر منها كل من الأردن والسلطة الفلسطينية.

نال نتنياهو ومجلس وزرائه تصويتا بالثقة من الكنيست، فيما اعتبرت العديد من التيارات السياسية حكومته مجموعة فاشلة ستزيد من حدة أزمات هذا الكيان بمقاربة متطرفة.

في الوقت نفسه في أجزاء كثيرة من الأراضي المحتلة، بما في ذلك أمام الكنيست، نظم المواطنون مظاهرات ضد نتنياهو وحكومته.

كما اعتبر العديد من الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين داخل الأراضي المحتلة أن تشكيل الحكومة المتطرفة دليل على عدم قدرته على تشكيل ائتلاف من التيارات العقلانية والتطلعية، وهو ما سيشكل أكبر ضربة له ولحكومته في قادم الأيام.

كما صاحب حكومة نتنياهو موجة من الانتقادات الخارجية، وحذر حتى حلفاء هذا الكيان، رغم تأكيدهم على استمرار التعاون مع تل أبيب، من السلوك غير العقلاني لحكومته.

طبقاً لما سلف، يتضح تماما أن نتنياهو يحاول استقطاب آراء المستوطنين والمتطرفين لمواصلة مسيرته السياسية بمقاربات متطرفة، بما في ذلك الاعتداءات على سوريا، وفي الوقت نفسه يحاول إخفاء الانتقادات. حالة عدم شرعيته الداخلية والخارجية لعله يؤخّر سقوط حكومته المحشودة بصعوبة.

على الرغم من أن نتنياهو أراد استغلال نقطة ضعف حكومته، أي وجود التيار المتطرف، كفرصة للضغط على الفصائل الفلسطينية، إلا أن تجربة الصواريخ في غزة أزعجت معادلاته، لذلك عبر اجتياح سوريا كرر الادعاءات القديمة والضعيفة ضد إيران، حيث يريد التقليل من دور وموقف المقاومة الفلسطينية في التحدي الأمني ​​للكيان الصهيوني والتظاهر بأنه متورط مع القوة الإقليمية الكبرى، المتمثلة بالجمهورية الاسلامية الايرانية.

تجدر الإشارة إلى أن إيران قد ردت بالفعل على هذا الكيان من خلال تمرين ذو الفقار المشترك، علما أن تمرين ذو الفقار 1401 المشترك الذي أجري في جاسك وشرق مضيق هرمز حتى مدار 10 درجات شمالا في شمال المحيط الهندي، وفي إطار استمرار المراحل الرئيسية لأنظمة الصواريخ والوحدات البحرية الجيش باستخدام صواريخ نصر لاستهداف أهداف سطحية تحاكي مواقع حقيقية، وهو ما لاحظه الكيان الصهيوني.

حيث تم إطلاق صاروخ كروز “نصر” من قاذفة صواريخ نجم ونجح في إصابة وتدمير الهدف السطحي البحري، وكذلك منظومات صواريخ نصر الشاطئية التي دمرت الأهداف المحددة في البحر، والصواريخ الإيرانية وطوربيد ميعاد الذي اطلق من غواصة طارق للمرة الاولى ودمر هدفه بشكل دقيق، وهو ما يمثّل ردا حاسما على عدوان الكيان الصهيوني.

في هذا الصدد؛ وفي ظلّ إبدائها قلقاً كبيرا بشأن ما تمتلكه ايران من قدرات وما تعلمه حول قدرات الكيان الصهيوني ، كتبت جورناليزم بوست: تم عرض طائرات إيرانية بدون طيار وهي تهاجم سفينة طبق الأصل لإحدى السفن الاسرائيلية، بدت السفينة شبيهة بالسفينة الحربية التابعة للبحرية الإسرائيلية صاعر ۶ مما يعني أن إيران لم تقم فقط بأخذ عينات من مظهر السفينة، ولكن أيضًا معداتها.

في حين كتبت تايمز أوف إسرائيل أيضا بهذا الصدد: في تحذير واضح لإسرائيل، خلال تدريبات قوات الجيش الايراني يوم السبت، تم إطلاق طائرة بدون طيار تحمل متفجرات من سطح السفينة باتجاه نسخة طبق الأصل من القاعدة البحرية الإسرائيلية.

بعيدا عما يحصل، فإن تناسق العملية ضد سوريا مع اقتراب الذكرى السنوية لاستشهاد القائد سليماني وأبو مهدي المهندس يمكن أيضا أن يتم في جانب آخر للتأثير على محورية المقاومة، لأن الانتقام لدمائهما بات مطلباً عالميا.

 

المصدر: نورنيوز

الاخبار ذات الصلة