في ذكرى أربعين شهداء الخدمة:

من لبنان الى البحرين فسوريا واليمن: الشهيدان رئيسي وعبد اللهيان جبال إيران الشامخة وسند المقاومة ومحورها

خاص الوفاق: الشهيدان كانا أسود الدبلوماسية ويكفي الجميع شرفاً أنه في عهدهم قد قُصف الكيان الصهيوني وبشكل واضح أمام الكاميرات وأمام مرآى العالم أجمع

2024-07-03

أمل محمد شبيب

 

كان شامخاً فوق السد، نظره يجري عكس النهر، ويده تحفر المجرى تقود الحياة من آراس الى تبريز حيث تولد البساتين بين أصابعه، وتتحول قرى الطين والحجر عند سفوح زاغروس الكبير الى أضواء من ماء مقدس يلمع عشقاً في أعلى جليد جبل دماوند.

 

هو أحد جبال إيران الشامخة وأكثر انهارها تدفقاً ومفاعلها النووي وسلاحها المجنح القادم من بلاد الشمس وصحراء طوس المنتدب من سلطان مشهد الى رئاسة الجمهورية.

 

خادم صغير في دولة كبيرة، لم يعرف التعب ولا الكلل أو الملل، طاف في مختلف البلاد من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها، صلى صلاته أينما حلّ ضيفاً مرحباً به، ورفع القرآن الكريم في المحافل الدولية دفاعاً عن حرمة كتاب الله، ودافع عن الشهيد قاسم سليماني في عقر دار الأميركي في نيويورك عندما حمل صورته قائلاً: “الحاج قاسم استشهد وهو على درب تأمين الحرية للمنطقة”.

 

إختار وزير خارجية حكومته بدقة، فكان له رفيق الدرب والمسير وكانا قائدي الجبهة والمحور. ومنذ اللحظات الأولى للقيادة، وضعا إيران فوق كل اعتبار، حكومة وشعباً وخدمات وواجبات حتى الرمق الأخير، فهم الأشداء على الكفار والرحماء فيما بينهم.

 

بينما كانوا يجودون بأنفاسهم الأخيرة بين ضباب الغابة أدرك الناس أنهم فقدوا واحد من أغلى الرجال في ايران، وفقدوا من كان حاملاً فلسطين وقضيتها ، رحل “الشامخ” وهو واقف في ساحة العمل يكافح من أجل ازدهار البلاد وتطورها، هو خادم الشعب الشهيد السيد ابراهيم رئيسي، ورئيس خارجية ايران المحب الدكتور حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما الذين شهدوا معهم اللحظات الأخيرة قبل الشهادة.

 

كانت ليلة باردة ودامعة عندما توارت الأجساد في عتمة الغياب، وظلّ صدى صوت القسم يتردد في مدن ايران الحزينة التي عبّرت عن حبها للرئيس الخادم وتقديرها الكبير له عندما تدفقت خلف نعشه تهدر شكراً له. إنها لحظة الحقيقة حيث تجلت أعمال الرئيس الشهيد.

 

رحل الشهداء وعيونهم على الوطن والمحور والجبهة والقضية وأطفال غزة، هكذا يعبر الشهداء بهدوء العطاء وعظمة التشييع وكثرة الحاضرين والباكين والمعزّين، وقلوب الملايين التي حملت الأجساد الطاهرة تودعها الى مثواها الأخير. هكذا هم، شهداء الخدمة الشاهدون على مطالب الشعب ومظلومية غزة وفلسطين ودعم المقاومة ومحورها وبحورها.

 

لم يكن خبر استشهاد شهداء الخدمة في تحطم المروحية التي كانت تقلّ الرئيس الإيراني الشهيد آية الله السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما من آذربايجان خبراً عادياً، بل كان خبراً عالمياً تابعه الصديق والعدو، وآلم قلوب المحبين في جميع دول العالم دون استثناء، فهم شهداء الخدمة قولاً وفعلاً، ضجّ خبر استشهادهم في كل مكان، قريباً كان أم بعيداً، فهم ذاكرة الشعب الإيراني والشهداء الذين لم يهابوا الموت.

 

منذ اللحظة الأولى للإعلان عن شهداء الخدمة، نُكّست الأعلام في الكثير من الدول حداداً وتضامناً مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأقامت دول صديقة ودول المحور مجالس تأبين للشهداء، جريدة الوفاق، في ذكرى مرور أربعين يوماً على الإستشهاد، استصرحت عدداً من الشخصيات حول مواقف مهمة في حياة كل من الشهيدين الرئيس السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان.

 

 

 

 

حضور الشهيدين واضح في جبهات المقاومة في لبنان

 

من لبنان كانت البداية، البلد الذي أحب الشهداء وفتحت لهم المقاومة أذرعها ترحيباً وتقديراً عند كل زيارة لهم، حين صالوا وجالوا على مواقع المقاومة والتقوا المقاومين وزاروا أضرحة الشهداء، فكانوا المحبين للبنان ولشعبه، وكذا هو الحال من لبنان وشعبه لشهداء الخدمة.

 

الدكتور علي بيضون، الأستاذ في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية، بدأ حديثه بكلمة حق عن الشهداء الأبرار، معزيّاً الجمهورية الإسلامية حكومة وشعباً وعوائل الشهداء بالمصاب الجلل والفقد الكبير لأركان أساسية في الدولة وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي كان تأثيره كبيراً جداً وله وقع محزن بشكل أكبر على لبنان والشعب اللبناني وقوى المقاومة في لبنان، لاسيما المقاومة الإسلامية وقادتها الذين كانوا يجتمعون بهم كل الرؤساء الذين حضروا الى لبنان من ايران وكل وزراء الخارجية واستئناسهم بالمقاومة في لبنان وقواها وأحزابها، هذه المقاومة التي كان يحبها الشهيدين الرئيس رئيسي ووزير الخارجية، حبهما للبنان وللمقاومة كان واضحاً من خلال الإطلاع على تفاصيل المقاومة ومكانتها وقوتها وإنجازاتها الإستراتيجية والعسكرية وجاهزيتها، والجولات الميدانية التي قاما بها على مختلف المناطق اللبنانية لا سيما الجنوب، والجبهة مع الكيان الصهيوني شاهدة على ذلك، فهذان الشهيدان زارا جنوب لبنان وتجولا في القرى الأمامية ومواقع المقاومة، وشاهدا عن قرب عظمة المقاومة وقوتها ومحاورها ضد العدو الإسرائيلي واستمعوا لكل الشروحات في الخطط العسكرية وقوة وبأس المقاومة والمراحل التي مرّت بها، ولا بدّ من القول بأن هذه القوة لدى المقاومة مستمدة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت المقاومة في لبنان هي أولوية لكل رؤساء الجمهورية الإيرانية منذ ولادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 79 حتى اليوم، كل الرؤساء دعموها بشتى أنواع الدعم، سواء معنوياً أو من خلال الدعم للخبرات العسكرية والصواريخ وتصنيعها، كل ذلك كان في خدمة المقاومة في لبنان من أجل تحقيق الإنتصارات، وكان لهذا الدعم دوراً أساساً في الإنتصار عام 2000 ودحر العدو الصهيوني وإخراجه مذلولاً من لبنان وأيضاً الإنتصار على هذا العدو الصهيوني في حرب تموز 2006، ومنعته من تحقيق أهدافه وخططه في لبنان، لذلك الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي كان محباً للبنان ولشعب لبنان والمقاومة في لبنان وكان يراهن على هذه المقاومة بأن تبقى صامدة في وجه الكيان الإسرائيلي لكي تعطّل مشروعه الأمني والسياسي والإقتصادي، ولكي تحدث توازن ردع قوي جداً ضد هذا العدو الصهيوني وضد المصالح الأميركية في المنطقة، وايضاً من خلال دعم المقاومة تستقر كل حالات وحركات المقاومة لاسيما في غزة والضفة الغربية وفي بقية المناطق التي تعاني من الغطرسة الصهيونية والأميركية وايضاَ من خلال الدعم غير المحدود لهذه المقاومة من أجل محاربة داعش والإرهاب في لبنان وفي سوريا وفي العراق، لذلك نقول أن الرئيس الشهيد والوزير الشهيد  وضعا لبنان ومقاومته نصب أعينهما، ولا بدّ من القول أن لبنان كان من أوائل الدول التي نكست الأعلام وأعلنت الحداد العام، وهذا دليل على الإحترام والحب والتقدير الذي يحمله لبنان حكومة وشعباً الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإيران تمثّل العمق الإستراتيجي لكل حركات المقاومة وداعمة أساسية للبنان في مختلف المجالات ودائمة الوقوف الى جانبه.

 

هذه الفاجعة الأليمة لا تقل أهمية عندنا كلبنانيين عن ألم الشعب الإيراني، الفاجعة والألم موحّد، ونحن حزينون لهذا الفقد، ورغم كل من راهن على المرحلة القادمة في ايران، نقول أن ايران تحكمها المؤسسات الدستورية التي تحترم إلتزاماتها وعلاقاتها وثوابتها وهذا ما شهدناه مع زيارة وزير الخارجية باقري كني ودعمه للمقاومة، لتبقى هذه العلاقة بين البلدين كعلاقة محبة وأكبر من أن توصف والإحترام المتبادل سيمتدّ ويتطور أكثر فأكثر حتى تحرير فلسطين، ونحن والشعب اللبناني ومقاومته الى جانب ايران حكومة وشعباً، وكل ما نقوله عن الشهيدين القائدين العزيزين وشهداء الخدمة سماحة الشهيد الرئيس السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور عبد اللهيان لا يمكن أن نوفهم حقهم في هذا الإطار، ونشارك ونشاطر الشعب الإيراني هذا المصاب، والمقاومة تأثرت بهذا الفقد الكبير ولكن يبقى الرهان على القيادة الإيرانية الحكيمة ان تتجاوز هذا المصاب وتجدد إنطلاقتها كما كانت وكما عهدناها.

 

 

 

 

الشيخ حسين الديهي: مواقف الشهيد حسين أمير عبداللهيان مع البحرين مشرفة وعزيزة

 

الى البحرين، البلد الذي عايش الشهيد الدكتور حسين أمير عبداللهيان سنوات عندما كان سفيراً لبلدة لمدة 3 سنوات، فمنذ لحظة اختفاء المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان وآخرين، عاش البحرينيون – كما غيرهم من شعوب المنطقة – في قلق تحوّل لاحقاً إلى حزن عميق ترجمته حسابات العشرات من النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي بكلمات تأبينية، فالحادث الذي حصل حرّك المشاعر الإنسانية عند كل من يحمل ضميراً حيّاً ولا يمتلك ضغائن وأحقاد في قلبه، لكن قد يكون ثمة شعور مختلف لدى شعب البحرين تحديداً تجاه الجارة إيران. فهم رأوها الدولة التي ساندتهم حين تركهم العالم، ودافعت عن مظلوميتهم في كل مكان ومن على كل منصّة.

 

الشيخ حسين الديهي نائب الامين العام للوفاق البحرينية، في تصريح خاص لجريدة الوفاق قال أن حادث الطائرة واستشهاد سماحة آية الله السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما شكل حدثاً مؤلما جداً ليس على مستوى إيران بل على مستوى المنطقة والعالم.

 

والحدث له دلالات كبيرة أبعد من الدلالات المحيطة بالجانب الإنساني والفني، حيث إن ما جرى مؤلم وحزين وصادم ومفاجئ وشكل زلزالاً على نفوس أبناء الشعب الإيراني الصديق وكل أبناء هذا المحور المرتبط بفلسطين والقدس. وكانت الخسارة كبيرة جداً بفقد قادة يمتلكون مشروعاً ورؤيةً متقدمة وآثارها كانت ولا زالت حاضرة بشكل عميق في قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وبالخصوص ما يجري الآن في غزة المنكوبة. وقد كشفت الحادثة ملامح مهمة على مستوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك على مستوى الجماهير من جهة وعلى مستوى المؤسسات من جهة أخرى، فالحضور والمشاركة المليونية في تشييع الرئيس ورفاقه عكست صورة غير مألوفة في كل هذا العالم، فعندما تبكي الملايين رئيسها الراحل هذا يدل على حالة الارتباط والاندماج والثقة بين الشعب والدولة، وعلى مستوى المؤسسات كشفت الحادثة أن هناك تماسك كبير وبنية قوية ترتكز عليها الجمهورية وقد تجاوزت الحادثة بسلاسة ويسر وانتقلت لمرحلة ترتيب الوضع القائم عبر الانتخابات وترتيب الأجهزة الرسمية المختلفة رغم فداحة الخسارة.

 

ولا بد هنا من الإشارة الى الوزير الشهيد حسين أمير عبد اللهيان الذي تربطنا به علاقة خاصة كونه كان سفيراً لبلادنا وله مواقف مشرفة وعزيزة مع شعب البحرين.

 

ولا يسعنا إلى أن نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى قائد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي وإلى كل القادة والمسؤولين والشعب في الجمهورية الاسلامية الإيرانية ونسأل الله الرحمة للشهداء والمواساة والتضامن مع أهاليهم الكرماء.

 

 

الدكتور إبراهيم العرادي: شهداء الخدمة هم قدوة العاملين في الميدان السياسي والدبلوماسي

 

مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الدكتور إبراهيم العرادي في حديثه عن شهداء الخدمة، قدّم التعازي والمواساة بداية بإسم ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير وبإسم عموم أحرار شعب البحرين الى ولي أمر المسلمين آية الله السيد علي الخامنئي والى الشعب الإيراني والحكومة الإيرانية وأسر الشهداء بهذا الحادث الأليم الذي ألمّ بالجميع وألمّ بكل الأحرار في دول العالم مع خبر سقوط مروحية الشهيدين السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما الذين كانوا معهم، والكل يعلم بأن البحرين لم تنم منذ لحظة الإعلان عن الإستشهاد، وهنا أقول بأن الشيهد الرئيس السيد ابراهيم رئيسي هو قدوة العاملين في الميدان السياسي والدبلوماسي، وقد أثبت هو وفريقه الحكومي نشاطهم خلال هذه السنوات الثلاث التي مضت وسياساتهم التي اضفت الإطمئنان على المحيط العام داخل الجمهورية الإسلامية وفي الخارج، خاصة أن شعب البحرين يربطه اجمل الروابط مع الشهيد عبداللهيان حيث عمل سفيراً في البحرين، ونحن نعلم أن الشهيدين يعرفان ماذا تعني مظلومية شعب البحرين وكانا مساندين لكل الشعوب المظلومة والمستضعفة، ورغم أن هذا المصاب جلل، لكنهم أسّسوا بإستشهادهم لعمل سياسي ودبلوماسي نوعي وبنّاء ومثمر في مسيرة العمل السياسي الإيراني، ولا شك أن كل محب للجمهورية حزين، وغزة اليوم هي حزينة، لأنها تعرف دور هذه الحكومة وتعرف دور هؤلاء الشهداء في دعم المحور الذي يحميهم ويساندهم، واليوم اليمن حزين والشعب اليمني حزين والشعب اللبناني حزين، والشعب البحريني المظلوم حزين، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية وبهذه القيادات وعلى رأسهم قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، قد ناصرت شعب البحرين وما زالت حتى هذه اللحظات، وفتحت كل المنابر الإعلامية لكي نوصل مظلوميتنا الى العالم، ونحن نقول كما قال قائد الثورة السيد الخامنئي بأن هذا الفقد أليم وصعب، لكنه لن يؤثر في مسيرة العطاء وفي القرارات السياسية والإستراتيجية، ولا بدّ من التنويه بأن مراسم العزاء أقيمت في المنازل البحرينية وفي كل الجمعيات والإئتلافات المناصرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وشهدت مدينة مشهد مجالس العزاء للجالية البحرينية هناك وذكر هؤلاء الشهداء مخلّد، فهم استشهدوا في عملهم النضالي لإزدهار بلدهم وازدهار هذه الأمة، ونحن نقول أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولّادة بالعلماء والمضحين والمجاهدين وكلما ذهبت زهرة أو انطفأت شمعة تنوّرت شموع أخرى وازدهرت ورود أخرى، هذه هي إيران الإسلامية، الأمل بالآتي ومن استشهدوا هم بعين الله والنصر حليفها وستبقى وحدة الشعب الإيراني التي ظهرت جلية في هذا الحدث المؤلم وتماسك الشعب مع قيادته ومسؤوليه هي صمام الأمان وهي الرهان لكل أحرار العالم وهي الصخرة الصلبة والجبل الثابت ضد كل المؤمرات الصهيوأميركية والمؤمرات الخبيثة ضد هذا الشعب وهذه الجمهورية، ايران في كل مرحلة تقدم النموذج الأبرز في الوحدة والتلاحم والخروج من هذه الأزمات وتغيير الحال الى نصر وإزدهار وتطور.

 

 

 

 

مهنّد الحاج علي: الشهيد الدكتور حسين أمير عبداللهيان أسد الدبلوماسية الإيرانية

 

في سوريا.. رحلة ومسيرة طويلة من العلاقات، عمرها تخطة عمر الثورة الإسلامية الإيرانية، وكان للوفاق وقفة حول الشهيدين مع المحلل السياسي مهند الحاج علي، حيث أكّد أن علاقة الجمهورية العربية السورية بالشهيدين السيد إبراهيم رئيسي والدكتور أمير عبداللهيان علاقة خاصة واستثنائية بشكل كبير، وكان الشهيد رئيسي قد شرّف الجمهورية العربية السورية وكان استقباله استقبالاً شعبياً مميزأ شهدت له كل المناطق في سوريا، حتى أنه خرج من سيارته بدون حراسة او مرافقين، والتفّت حوله الجماهير السورية أثناء زيارته ضريح السيدة زينب عليها السلام وذهب الى المرقد وهو محاط بالجماهير السورية وهذا كان له دلالة كبيرة جداً دلت على محبة الشعب السوري لهذه الشخصية العظيمة التي مرّت في تاريخ الجمهورية الإسلامية في ايران والتي تركت أثراً ايجابياً بالغاً.

 

طبعاً العلاقات السورية الإيرانية علاقات تاريخية تمتد لعقود وقرون طويلة، وتجذرت هذه العلاقات وتأصلت أكثر بعد إنتصار الثورة الإسلامية عام 1979 حيث كانت سورية من أولى الداعمين لهذه الثورة، ذلك أن سوريا تلقفت نهج الإمام الخميني (قده) كنهج للمقاومة، وفعلاً تأسست جمهورية المقاومة الكبرى التي تمتد من سوريا الى العراق وايران ولبنان واليوم اليمن وغيرها من الدول العربية التي تنخرط في صفوف المقاومة ولو  كانت بشكل سياسي مثل الجزائر، وبالتالي ما حدث اليوم هو مؤلم وآلم الشعب السوري كثيراً لأننا فقدنا أخاً وصديقاً عظيماً وكبيراً، ونحن نعزي أنفسنا ونعزي الشعب الإيراني ليس من منطق النظراء اي أننا نعزي سياسيين نظراء لنا، بل على العكس، نعزي أخاً لنا ذو مواقف متميزة مع الشعب السوري ومن هذه المواقف وقفة الجمهورية الإسلامية مع سوريا ابّان الزلزال الذي حدث في السادس من شباط حيث كانت الجمهورية الإسلامية في ايران بالتعاون مع الحشد الشعبي وجمهورية العراق من أولى الدول التي انخرطت بعد ساعات في عمليات الإنقاذ والبحث والتي خففت الكثير من الضحايا نتيجة هذا الزلزال، اضافة الى ذلك هناك علاقات متميزة من أجل تخفيف الحصار الإقتصادي على سوريا مرتبطة بالتبادل النفطي وتبادل الغاز والفوسفات وقد تأصلت هذه العلاقات وتميزت في عهد الرئيس رئيسي.

 

أما فيما يخص الشهيد الدكتور حسين أمير عبداللهيان فإننا ننظر إليه على أنه أسد الدبلوماسية الإيرانية، وكان يكفيهم شرفاً أنه في عهدهم قد قُصف الكيان الصهيوني وبشكل واضح أمام الكاميرات وأمام مرآى العالم أجمع وثُبتت معادلات استراتيجية جديدة في هذا الإطار، وأصبح العدو يخشى محور المقاومة ويرتعد ويخاف ويحسب الف حساب قبل أن يرتكب حماقة أخرى. ايضاً لا ننسى وقوف ايران مع الشعب السوري من خلال ارسال المستشارين الإيرانيين لمساعدة الجيش العربي السوري في عملية مكافحة الإرهاب، ونحن نعلم أن ايران قدمت القادة الشهداء وعلى رأسهم الشهيد قاسم سليماني خدمة لهذا المشروع وحماية لسوريا وللشعب السوري وكان آخرهم الشهيد الجنرال زاهدي الذي كانت له ايادي بيضاء في دعم المقاومة السورية والجيش العربي السوري في هذا الإطار، وأقول نحن في سوريا ننظر الى الشهيد عبداللهيان على أنه قاسم سليماني الدبلوماسية السورية، لذا عزائنا كبير بإستشهادهم ونعزي الشعب الإيراني الشقيق والعلاقات مستمر بين البلدين، ايران دولة اسلامية ولاّدة، قادرة على إنتاج قادة متميزين متمسكين بنهج الإمام الخميني (قدس سره) ولن يكون هناك اي تغيير، بل على العكس كما يقول الشاعر: “لمّت الآلام منّا شملنا” والعلاقات مستمرة ومترابطة وعواطف الشعب السوري تجاه الشعب الإيراني تعبّر عن محبته لإيران وشعبها.

 

 

العميد حميد عبدالقادر عنتر: شهداء الخدمة كانوا المدد والسند لمحور المقاومة

 

ومن اليمن كان الختام، وبكلمات قليلة معبّرة من مستشار رئاسة الوزراء العميد حميد عبدالقادر عنتر، قال معزياً بأن الحزن والأسى خيّم على كل دول المحور وشعوب واحرار دول العالم بإستشهاد رموز المقاومة الشهيدين الرئيس ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية  ورفاقهما، هؤلاء الشهداء شهداء الخدمة الذين كانوا المدد والسند وقادة دول المحور  ونشهد لدورهما المحوري والرئيس في دعم المقاومة سواء في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان، وبإستشهادهما  فقدت دول المحور والامة العربية والإسلامية رموز المقاومة الذين كانو يمثلون السند والمدد والشريان الرئيس لدعم كل الدول المستضعفة، ورغم الفقد المؤلم، إلاّ أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابتة راسخة ولن تشهد فراغاً سياسياً، ففي ايران الجمهورية الإسلامية من شيعة الليث الكرار والغيث المدرار والمردي لعمرا يوم زاغت الأبصار اسد الله الغالب وسهم الله الصائب امام المشارق والمغارب من ردت لقتاله الشمس بعد المغارب وحبه فرضاً واجب على الحاضر والغائب امام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين الامام علي ابن ابي طالب لحمل الراية واخذ زمام المبادرة لاستكمال المشروع المحمدي حتى يرث الله الارض ومن عليها لإقامة دولة العدل الالهي.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص