موناسادات خواسته
كانت كارثة تحطم طائرة الرئيس الشهيد آية الله رئيسي ورفاقه واستشهادهم أليمة جداً على محور المقاومة بل على كل الانسانية ، الخبر انتشر بسرعة في جميع انحاء العالم، وشهدنا ردّات فعل سريعة وإرسال التعازي لقائد الثورة الإسلامية والشعب الإيراني، كما حضرت وفود رفيعة المستوى من مختلف الدول للمشاركة في مراسم التشييع والتأبين، ففي هذه الأجواء أجرينا حواراً مع الدكتور “عمرو معديكرب حسين الهمداني” عضو مجلس الشورى اليمني، ورئيس المجلس العلمي للدار المحمدية الهمدانية للدراسات والأبحاث في اليمن، وسألناه عن الرئيس الشهيد رئيسي ووزير الخارجية الشهيد الدكتور أميرعبداللهيان، وفيما يلي نص الحوار:
المواقف العظيمة والشجاعة
بداية سألنا من الدكتور معديكرب عن مدى معرفته بالشهيد آية الله رئيسي، وما هي الصورة التي رسمها الشهيد عن ايران في المجتمع الدولي، فقال: بعد التحية والسلام والصلاة على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين نُعزي الأمة العربية والإسلامية والشعب الإيراني وأُسر الشهداء بهذا المصاب الجلل وإنها محنة عظيمة وأيَما محنة .
في حديثنا عن الراحل الرئيس الشهيد آية الله إبراهيم رئيسي تجدر بنا الإشارة إلى المكانة العالمية المرموقة التي حازها الرئيس الشهيد وتتلخص معرفتنا بآية الله إبراهيم رئيسي من خلال مواقفة العظيمة والشجاعة تجاه قضايا الأمة والمستضعفين، لقد كان الرئيس الشهيد مثالاً يحتذى به في كافة المواقف الإنسانية والسياسية وقد كانت لسياساته الأثر الكبير في الدفاع عن المظلومين ويكفيه في ميزان حسناته ما قدّمه من دعم واضح وصريح لأبناء فلسطين المحتلة من اجل استمرارية قضيتهم العادلة في إستعادة أراضيهم من العدو الإسرائيلي المغتصب، ومواقفه عديدة ومشهود لها على كافة الأصعدة .
كان الشهيد الرئيس رئيسي يحمل رؤية واضحة على مستوى العلاقات الخارجية والتنمية الإقتصادية في إیران؛ لقد أدت تلك الأدوار العظيمة التي قادها الرئيس الشهيد إلى الإرتقاء بالمكانة الدولية للجمهورية الإسلامية ايران وحازت المكان الصحيح لها على مستوى الدول المتقدمة العظمى في العالم ويشهد بذلك شهادات قادة العالم على سياسة الجمهورية الاسلامية في عهد الرئيس الشهيد وما مدى التقدم الملموس في تلك المكانة ودورها على المستويات العالمية والإقليمية.
تتضح لنا معالم سياسته من خلال خطابه المشهور عن فلسطين حيث صرح الشهيد الرئيس السيد إبراهيم رئيسي، بأن الوحدة ليست وجهة نظر عابرة بل هي نظام فكري يتمحور حول الحقيقة، موضحا بأن الوحدة اليوم لا تعني وحدة الأديان أو الجغرافيا، بل تعني التآزر والتضامن لحماية مصالح الأمة الإسلامية.
دعم كافة فصائل محور المقاومة
وهكذا أبدى عن رأيه حول الخدمة التي قام بها الرئيس الشهيد في المنطقة ومحور المقاومة في مختلف المجالات الثقافية والسياسية وغيرها، وقال: السید الرئيس إبراهیم رئیسي من الشخصيات الوازنة والمؤثرة في إيران وله مواقف مائزة على كافة الأصعدة وخصوصاً تلك المتعلقة بمحور المقاومة والمنطقة بشكل عام ومواقفه الصريحة والواضحة والشجاعة إزاء كل من الکیان الصهیوني والغرب حيث كان من الداعمين بشدة لمحور المقاومة، لطالما كان الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي في مطلع الداعمين للقضية الفلسطينية على المستويات كافة، وقد كثف خطابات الدعم لحق الشعب الفلسطيني وكشف المظلومية التي وقعت عليه من قبل الكيان الصهيوني والدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وهو ما ينسجم مع السياسة الإيرانية الداعمة لفلسطين منذ الثورة الإسلامية في إيران.
يمكن القول بأن الدعم الذي قدّمه السيد الرئيس لكافة فصائل محور المقاومة كان متنوعاً وهذا ما أدرى إلى النجاح الباهر في عمليات المحور على كافة الأصعدة فمن الناحية الثقافية سعى الرئيس الشهيد ان يرفع مستوى الوعي الثقافي لمحور المقاومة والتعريف به ودحض كافة الادعاءات الكاذبة التي روجت لها أمريكا والكيان الصهيوني والجهات الإعلامية والثقافية التابعة لهم، والعمل على توضيح الدور العظيم لمحور المقاومة وما يقوم به من مواجهة امام دول الإستعمار والهيمنة العالمية المتمثلة في أمريكا والكيان الغاصب.
كما أنه وجّه الدعم السياسي الكامل دون خوف او تردد نحو دعم فصائل المقاومة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين بكل السبل والطرق حتى وصلنا اليوم الى هذا النجاح الباهر والعظيم الذي يرجع فضلة الى السياسيات التي رعاها الرئيس الشهيد رحمه الله.
تعدت تلك الإجراءات نحو الدعم الاقتصادي ووجهت الجمهورية الإسلامية في عهد الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي كافة مواردها نحو العمل النضالي لمحور المقاومة في سبيل تحقيق الإنتصارات على العدو الأمريكي الصهيوني متحملة في ذلك أعباء كبيرة ومرّت بأزمات اقتصادية مروعة على المستوى الداخلي لكنها لم تتوقف ولم تتوان عن ذلك الدعم المعروف والسخي والذي كان لسياسية الرئيس رئيسي الأثر البالغ في تحقيقه.
لقد احدث الشهيد الرئيس رئيسي تغييرات مفاجئة وهامة على طريق محور المقاومة وعلى عدة أصعدة نتج عنها هذا الإنتصار الواقعي والحقيقي أمام الآلة الإستعمارية الغربية والتي سفكت دماء الأطفال والنساء والشيوخ بدون رحمة في كل أرجاء دول الإسلام والعالم ونحن اليوم نلمس تلك الإنجازات العظيمة التي كان السيد الرئيس سبباً في تحقيقها وتكتب تلك الإنجازات في رصيده العظيم.
الوجه الناعم لقوة إيران الصلبة
أما حول الدكتور امير عبداللهيان ونشاطاته في مجال السياسة الخارجية في المنطقة، قال عضو مجلس الشورى اليمني:
نتقدم بالتعازي لأسرة الشهيد الدكتور أمير عبداللهيان وكافة الشعب الإيراني والأمة العربية؛ يوصف الشهيد حسين أمير عبد اللهيان، بأنه وديعة “الحرس الثوري” في الطاقم الدبلوماسي الإيراني، أتقن الشهيد حسين أمير عبد اللهيان فن المناورة والحركة في الهوامش بما يسمح له بامتلاك أوراق قوة في التفاوض سواء حول برنامج إيران النووي أو بعض ملفات المنطقة الإقليمية وقد ركّز في سياسته الخارجية الإيرانية على الجانب العقلاني .
الشهيد عبد اللهيان الذي ترأس الدبلوماسية الإيرانية في لحظة إقليمية ودولية حساسة، والذي يتقن أصول اللعبة الدبلوماسية جيداً، لم تتعارض مرونته ودبلوماسيته مع مبادئه وثباته، فكان انتماؤه إلى التيار المحافظ في الدولة جلياً، وكانت مواقفه من القضايا الرئيسة في منتهى الوضوح، وكانت أيضاً متوائمة مع رؤية كل من قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي والرئيس الإيراني الشهيد السيد إبراهيم رئيسي.
يستحق أن يحوز لقب “الوجه الناعم لقوة إيران الصلبة” قدم اسهامات عظيمة نحو التقارب الإقليمي وتوطيد العلاقات بين الدول المختلفة وكانت له جهود كبيرة في إخراج كثير من الدول العربية من أزمات سياسية كادت أن تطيح بها وعمل على رفع مستوى العلاقات الإيرانية مع الدول العربية والغربية .
حركة دبلوماسية إيرانية فاعلة
وعندما سألنا من الدكتور معديكرب، ما الذي شهدتم من تأثير ايجابي للسياسة الخارجية الإيرانية في المنطقة خلال فترة وزارة الدكتور اميرعبداللهيان؟، هكذا رد علينا بالجواب: كان لجهود الشهيد الدكتور امير عبد اللهيان أثراً كبيراً في رسم معالم السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية تجاه عدد كبير من القضايا وقد تميّزت ادارته للملف الخارجي بعديد من المميزات التي أتاحت الفرصة امام الجمهورية الإسلامية أن ترتقي في مكانتها الدولية والحد من تأثيرات التوجهات الدولية نحو فرض عقوبات على ايران ويمكن القول بأن السياسات التي ادارها واتبعها الدكتور عبداللهيان كانت فعالة للغاية في تحييد اثار العقوبات الغربية على ايران واستطاع أن يجعل ايران رقماً صعباً في المجال الدبلوماسي وقد شهد له العدو قبل الصديق بتلك الإنجازات .
ويكفي الإشارة الى دوره المحوري والهام في عملية طوفان الأقصى حيث شهدت مرحلة الحرب على غزة حركة دبلوماسية إيرانية فاعلة بقيادة الشهيد عبد اللهيان، حيث قام بجولة من الزيارات واللقاءات والتشاورات، شملت العديد من دول المنطقة، كقطر وتركيا ومصر والسعودية، كما ساهمت جهوده باستخدام حق النقض الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن في إفشال قرار أمريكي لا يدعو لوقف إطلاق النار، وتمرير قرار وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة، في 25 تشرين الأول 2023.
أولى الشهيد عبداللهيان أهمية لموضوع التشاور مع مختلف الفصائل الفلسطينية، حيث التقى بقادة الفصائل الفلسطينية وأمين عام حزب الله، السيد نصر الله. كما دعم الشهيد عبد اللهيان الموقف اليمني والعراقي خلال الحرب.
هذا وقد شجّع الشهيد عبد اللهيان جنوب أفريقيا ومساندتها في مسار الدعوى في المحكمة الدولية في لاهاي، كما حثّ الدول على الانضمام إليها وتفعيل قرارات المحكمة.
وعقب عملية طوفان الأقصى، يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قام الشهيد عبد اللهيان بجولة إقليمية شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة، وتحدث لأول مرة عن احتمالات لما وصفه بالتحرك الوقائي من قبل “محور المقاومة لوضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة”.
الصدى الكبير لمحور المقاومة
وفيما يتعلق بموضوع؛ أن الرئيس الشهيد ووزير الخارجية لم يختصا بإيران فقط، بل كانا رئيس جمهورية المقاومة ووزير خارجية المقاومة، قال عضو مجلس الشورى اليمني: نعم هذه حقيقة تتضح لنا من الإنجازات التي قدمها كلا الشهيدين العظيمين خلال مسيرتهما العملية والسياسية واهتمامهما الكبير تجاه قضايا الأمة المصيرية والدعم القوي لمحور المقاومة وخلال فترة عملهما كان لمحور المقاومة الصدى الكبير على المستوى العالمي وكل النجاحات التي تحققت لهذا المحور المقاوم هو نتاج لتك الجهود التي بذلها كلا الشهيدين على كافة الأصعدة والتي وضحنا معالمها في السطور السابقة .
لا يمكن اليوم الحديث عن محور المقاومة دون التطرق إلى الدعم الذي اولاه الشهيدين لهذا المحور وهذا بشهادة الجميع وكافة الإنتصارات المتحققة تكتب بماء الذهب في رصيدهما السياسي والإنساني .