من هو وزير الخارجية الإيرانية الشهيد الدكتور حسين أمير عبداللهيان؟

الوفاق: يعد وزير الخارجية الإيراني رجل الدبلوماسية في البلاد الذي واجه الغرب، وقاد محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي.

أمل محمد شبيب

 

وزير الخارجية الايرانية الشهيد حسين امير عبد اللهيان شخصية ايرانية بارزة اقليمياَ وعالمياَ، مخضرمة دبلوماسياً، مناصرة للمظلومين ولأهل الحق، محبوبة ليست فقط وطنياَ انما ايضا من شعوب محور المقاومة، كان معروفا بهدوئه وحسن اخلاقه وتواضعه وحنكته السياسية وبمواقفه الصلبة ومبادئه النبيلة ، وهو الشهيد ذو السمعة الطيبة وجميل الاثر في ميادين الانسانية ومقارعة الاستكبار العالمي، ومن حمل راية الدفاع عن المقاومة في كل المحافل الدولية.

 

نشأته

ولد حسين أمير عبد اللهيان عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان (شرق العاصمة الإيرانية طهران). نشأ وترعرع في أسرة متدينة بمحافظة سمنان. توفي والده وهو ما زال قُرابة السابعة من عمره، فتحملت والدته وأخوه الأكبر أعباء إدارة العائلة. تزوج في عام 1994 وأنجب ولداً وبنتاً.

بعد دراسته الابتدائية في مسقط رأسه وانتقاله إلى العاصمة طهران، التحق امیر عبد اللهيان عام 1988 بكلية العلاقات الدولية التابعة للخارجية الإيرانية، وحصل بعد 4 أعوام على شهادة الإجازة (البكالوريوس) من قسم العلاقات الدبلوماسية الدولية. وفي عام 1993 قرر مواصلة دراسته الأكاديمية في جامعة طهران في الفرع ذاته حيث تخرج عام 1996 منها حاملا شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، ما مهد له الطريق لمواصلة دراساته العليا في جامعة طهران إلى أن ناقش عام 2000 رسالة الدكتوراه في العلاقات الدولية، ونالها بدرجة امتياز.

 

 

المناصب والمهام السياسية

بعد تخرجه تم تعيينه في السلك الدبلوماسي، قبل أن ينتقل إلى سفارة بلاده لدى بغداد متقلدا منصب نائب السفير، واستمرت مهمته هذه من عام 1997 حتى 2001. وبعد عودته إلى إيران، تولى منصب نائب الدائرة الأولى للشؤون الخليجية بوزارة الخارجية طوال 3 أعوام، وعقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تم تعيينه وكيلا للمساعد الخاص لوزير الخارجية في الشؤون العراقية حتى عام 2006.

وخلال العام الأخير من مهمته عُيّن عضوا في اللجنة الأمنية السياسية للمفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا). وفي عام 2006 شغل منصب مساعد المدير العام لدائرة الشؤون الخليجية والشرق الأوسط، قبل أن يترقى في العام ذاته إلى رئاسة اللجنة الخاصة بالشؤون العراقية حتى عام 2007.

في عام 2007، عین امیرعبد اللهيان سفيرا في البحرين واستمر في منصبه هذا حتى عام 2010 ، حيث عاد بعدها الى طهران ليتولى من جديد منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخليجية والشرق الأوسط، وتمت ترقيته في العام التالي نائباً لوزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية واستمر حتى عام 2016.

وبعدها تولى اميرعبد اللهيان منصب المساعد الخاص للعلاقات الدولية لرئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2021 حيث تم تعيينه وزيرا للخارجية من طرف الرئيس الايراني السيد إبراهيم رئيسي. كما شغل منصب الأمين العام للأمانة الدائمة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران وايضا شارك في المفاوضات المشتركة مع الجانبين العراقي والأميركي بخصوص الملف العراقي الساخن آنذاك.

 

المسؤوليات العلمية والبحثية

شغل مسؤوليات علمية وبحثية عديدة منها:

• مدير مسؤول فصلية الدراسات الفلسطينية.
• مستشار علمي وعضو هيئة التحرير في فصلية طهران لدراسات السياسة الخارجية.
• عضو مؤسس لمركز دراسات غرب آسيا.
• أستاذ محاضر في كلية “دراسات العالم” بجامعة طهران.
• أستاذ محاضر في كلية العلاقات الدولية التابعة للخارجية الإيرانية.
• أستاذ مشرف على عدد من الرسائل والأطروحات الجامعية بجامعة “طهران” وجامعة “العلامة الطباطبائي” وكلية “العلاقات الدولية” وجامعة “الدفاع الوطني”.

 

 

أدواره الإقليمية ومواقفه السياسية

يعد وزير الخارجية الإيراني رجل الدبلوماسية في البلاد الذي واجه الغرب، وقاد محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي.

واصل المفاوضات التي كانت قد بدأت في الحكومة السابقة مع مجموعة “4+1” (فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا) بغية إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أن مساعي المفاوضات باءت بالفشل رغم أنها أوشكت على أن تحسم أكثر من مرة.

ولم يمنعه ذلك من المضي قدما في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأمريكي، التي انتهت يوم العاشر من أغسطس/آب 2023 بالتوصل إلى صفقة أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أمريكيين لدى إيران، مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.

وإلى جانب اهتمامه الكبير بسياسة التوجه شرقا، التي توجت بتوقيع اتفاقيات إستراتيجية بعيدة المدى بين طهران وكل من الصين وروسيا، وتمكنت دبلوماسيته في مارس/آذار 2023 من ردم الهوة في علاقات بلاده مع الرياض بعد قطيعة استمرت 7 سنوات. وعقب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، قام امیرعبد اللهيان بجولة إقليمية شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة، وتحدث لأول مرة عن احتمالات لما وصفه بالتحرك الوقائي من قبل “محور المقاومة” لوضع حد لحرب الإبادة الصهیونية علی غزة.

هذا ويُعرف امیر عبد اللهيان أيضاً بإرتباطه القوي مع حركات المقاومة في العالم، وذلك بسبب المناصب الدبلوماسية التي أوكلت إليه في الشؤون العربية والشرق الأوسط، ما أدى إلى تكوين علاقات شخصية وطيدة مع قادة حركات المقاومة المناهضة للکیان الصهیوني.

 

استشهاده

في 19 ايار/ مايو 2024، تعرضت مروحية الرئيس الايراني التي كانت تقله والوفد المرافق له لحادث، بعد عودته من مراسم افتتاح سد “قيز قلعة سي” مع الرئيس الاذربيجاني على نهر ارس الحدودي المشترك، وذلك في منطقة غابات ديزمار بين قريتي أوزي وبير داود.

وأعلن صبيحة يوم 20 ايار/مایو عن استشهاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين امير عبداللهيان والوفد المرافق لهما اثر هذه الحادثة ، وذلك في نفس ليلة ولادة الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا (ع).

شاركت أكثر من 65 دولة في مراسم تشييع الشهيد الدكتور حسين أميرعبد اللهيان على مستوى الرؤساء والوزراء والملوك والنواب وغيرهم. وكان من الواضح بعد هذا، رؤية عظمة منصب الشهيد أمير عبد اللهيان كوزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأهمية جهود هذا الشهيد الكريم للحفاظ على وحدة المنطقة.

 

 

المصدر: الوفاق