الكاتبة اللبنانية ومديرة جمعية إحياء التراث المقاوم "نجوى رعد" للوفاق:

الشهيد رئيسي.. النموذج المثالي لمناصرة الشعوب المظلومة

رعد: لقد وجدنا في الشهيد السيّد رئيسي في الفترة التي شغل فيها منصب الرئاسة، الأب العطوف والسّند الحقيقي للمقاومة الإسلامية.

موناسادات خواسته

 

 

المقاومة لها معان ومفاهيم كثيرة تترك آثارها في نفس كل إنسان، والمقاوم في ساحة النضال يضحي بنفسه، وتأليفات المقاومة تخلّد بطولات المقاوم، وعندما يستشهد المقاوم وداعم المقاومة، تبدأ الأقلام بكتابة سيرة الشهيد، ومن هؤلاء المؤلفين، الكاتبة اللبنانية الأستاذة “نجوى رعد” مديرة جمعية إحياء التراث المقاوم في لبنان، ولها مؤلفات وأشعار عديدة، فبعد إستشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه، وعلى أعتاب أربعينيتهم، أجرينا حواراً معها، وفيما يلي نص الحوار:

 

 

الشعر والأدب المقاوم

 

 

 

 

بداية تتحدث الأستاذة نجوى رعد عن دور الشعر والأدب المقاوم، وتقول: لطالما كان الأدب هو أحد أهم الفنون التي تواجه قوى الاستكبار والاستعمار، وكان عنواناً من عناوين المواجهة والاستنهاض ونصرة المظلومين. كما كان يُشكل في العصور القديمة سردية للأحداث من جهة وعامل استنهاض من جهة أخرى. فكيف إذا تحوّل هذا الأدب إلى أدب مقاوم.

 

وهنا نجد أنفسنا أمام توصيات سماحة الامام القائد السيد عليّ الخامنئي “حفظه الله” والتي نستنتج من خلالها أنّ الأدب هو دشمة أمامية في مواجهة الحرب الناعمة وحرب الرواية.

 

وهناك قصص كثيرة تُبيّن لنا أهمية الأدب والشعر في تبيان الحقائق واستنهاض المجتمعات. وهذا عهدناه في الأدب الفارسي، العربي، الروسي وغيره.

 

كما أذكر أنني وعيت على أنشودة “يا علاء”، “الشعب استيقظ يا عباس”، ثم تطوّرت هذه الأناشيد مع تطوّر حركة المقاومة حتى أضحت جزءاً لا يتجزّء منها.

 

 

حفظ تراث المقاومة

 

وحول حفظ تراث المقاومة تقول رعد:  طبعا يُعتبر التراث المقاوم أو تراث المقاومة او ذاكرة المقاومة، هي الجزء الرئيسي من الهوية الإسلامية وهوية المقاومة، لذلك يجب أن نحفظ هذا الإرث من خلال إستحصال روايات شفاهية حول الشخصية أو الحدث وأيضاً من خلال الأرشيف والوثائق، والتي تعتبر جزءا لا يتجزء من التاريخ والتراث المقاوم وبالتالي الهوية المقاومة الإسلامية والشيعية.

 

 

النموذج المثالي لمناصرة الشعوب

 

أما حول مدى معرفتها بالشهيد رئيسي تقول مديرة جمعية إحياء التراث المقاوم: عندما نتكلّم عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية فنحن نتكلّم عن الدولة الأم لكل شعوب المقاومة منذ انتصار الثورة وحتى يومنا هذا.

 

أنّ مجتمع المقاومة يحب الجمهورية الإسلامية. لقد كان الشهيد رئيسي بالنسبة لنا النموذج المثالي لرئيس أخذ على عاتقه رقي شعبه ومناصرة الشعوب المظلومة والمستضعفة في كل بقاع الأرض.

 

 

السّند الحقيقي للمقاومة

 

وفيما يتعلق بالخدمة التي قام بها الشهيد رئيسي على مستوى المنطقة وفي مختلف المجالات، تقول رعد: لقد وجدنا في السيّد رئيسي في الفترة التي شغل فيها منصب الرئاسة، الأب العطوف والسّند الحقيقي للمقاومة الإسلامية،  وهذا لم يكن أمراً يُستهان به، وإنما بالإطار العملي هو تمهيد حقيقي لدولة العدل، دولة صاحب الأمر “عجّل الله فرجه الشريف”.

 

 

الشهيد أميرعبداللهيان وجهاً برّاقاً في إظهار الحقيقة

 

وحول الشهيد اميرعبداللهيان ونشاطاته في مجال السياسة الخارجية في المنطقة، تقول الكاتبة اللبنانية:لم يكن الدكتور أمير عبداللهيان سياسياً عادياً حاصلاً على لقب الذكاء الحادّ، والحركة السياسية وحسب، بل كان عوناً للجمهورية الإسلامية ووجهاً برّاقاً في إظهار حقيقة الحالة الإسلامية وحقيقية إيران بكل ما تقدمه للشعوب المظلومة في مختلف أنحاء العالم وهذا ما لم نجده في أيّة دولة أخرى على الإطلاق.

 

وتتابع كلامها رعد: سبق وتحدثت عن أنّ الشهيد رئيسي ووزير الخارجية لم يكونا فقط سياسيان بارزان يشغلان مناصب عُليا بل كانا رجلين ذوا قلب وروح تعودان في أصالتها إلى الإنسانية الحقّة والدين المحمدي الأصيل. ولذا كُنّا نجدها في الساحات الجهادية نُصرة للمقاومة الإسلامية والشعوب المظلومة وهذا ما رأينا في الحرب الأخيرة على “غزّة” وما يتعرّض له الشعب الفلسطيني.

 

 

المجتمع المقاوم يعيش حُزن الجمهورية الإسلامية

 

وعندما سألناها عن الأجواء في لبنان بعد انتشار خبر استشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه، قالت رعد: لدى المقاومة الإسلامية ومجتمعها صفة الوفاء وهذا ما عُرفت به منذ نشأتها،  أذكر أن رحيل الإمام الخميني (قدس سره) كان من أقسى ما عشناه في لبنان ثم استشهاد الحاج قاسم سليماني، وبعد ذلك استشهاد السيد الرئيس ووزير خارجيته، المجتمع المقاوم يعيش حُزن الجمهورية الإسلامية وأساها ونعتبر أننا فقدنا رئيساً غالياً وعالم دين كان خير داعٍ للدين المحمديّ من خلال سلوكه.

 

إنّ ما يُصيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية يصيبنا، سواءً من فرحٍ أو حزن، لكن بإذن  الله وكما وعدنا الله، الفرج قريب والنصر آتٍ، والجمهورية الإسلامية ستبقى في القمّة، وستُحقّق ما تبغاه دولة العدل الإلهي إلى ظهور صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).

 

وأخيراً نعزّي سماحة السيد القائد الإمام علي الخامنئي، وكل الشعب الإيراني وشعوب المقاومة في لبنان، وفلسطين، والعراق، واليمن، وسوريا، والبحرين بهذا المُصاب الجلل.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص