الاعلام الغربي يعمل على ضرب المنظومة الأنسانية للمجتمعات

سعى الاعلام الغربي للترويج بأنه الافضل والأرقى والاكثر حضارة كذبا وزورا، وعمل بطرق مختلفة على زرع هذه الفكرة في مجتمعاتنا،

2023-01-10

الوفاق/ خاص

نسرين نجم

من المعروف بأن الاعلام الحقيقي هو رسالة حضارية انسانية، تعمل على نقل الحقائق بشفافية وبموضوعية، وتسعى لتكوين اتجاهات للرأي العام تساعدهم على تحديد مسارهم ومصيرهم السياسي الفكري الثقافي الخ…

بالطبع سعى الاعلام الغربي للترويج بأنه هو من يطبق هذا الامر، وبأنه الافضل والأرقى والاكثر حضارة، وعمل بطرق مختلفة على زرع هذه الفكرة في مجتمعاتنا، لتصبح على مدى عقود الصحافة الأجنبية والاعلام الغربي لدى الكثير المرجع الاساس للحصول على المعلومات.. ومما لا شك فيه بأن الاعلام الغربي بعيد كل البعد عن كل ما ذكرناه في بداية المقال، فهو يضع السم في العسل بتقاريره واخباره، ويعمل على صناعة الخبر بمؤثرات تقنية نفسية عالية الجودة ليرسخ اكاذيبه، وبما ان اغلب مجتمعاتنا العربية والاسلامية لم تول أهمية كبيرة للاعلام من جانب المواجهة وتحدي هذه الاضاليل والاكاذيب، وبالتالي لم تكن مهيئة للخوض في ميدان الحرب الاعلامية سقط الكثير في هذا الفخ…

ولكن في المقابل وبالسنوات الأخيرة وبجهود الجمهورية الاسلامية في ايران على مختلف الصعد استطاعت ان تقوم بنهضة في الاعلام بكل انواعه، لمقاومة هذه الحرب الشعواء، وكشف زيف ما يقوله الفريق الآخر، وقد نجحت في ذلك… الامر الذي دفع المطابخ السرية للاعلام الغربي الى وضع ميزانيات مالية عالية، في محاولة منها لتوجيه ضربات قاسية لكي الوعي عند شعوب محور المقاومة وعند كل الاحرار بكل اصقاع العالم، وهذا ما لاحظه الجميع خلال الأحداث الأخيرة في ايران، وكيف عملوا على تلفيق اخبار واحداث وكيف كانت القنوات التي تعمل للغرب والكثير الكثير من مواقع التواصل الأجتماعي تنقل اخبار بتضخيم اعلامي رهيب بعناوين فتنوية تحريضية اجرامية بإمتياز، وصل بهم الأمر الى عرض برامج خاصة بكيفية صناعة المولوتوف ورميه على المارة وعلى اجهزة السلطة، ولكنها رغم كل هذا فشلت، وهذا ما اعلنته اغلب وسائلهم، وحتى المحرك الاساس لهم قصدنا به الكيان المحتل…

بعد هذا الفشل الذريع في تأجيج الفتن والخراب بالجمهورية من خلال الاعلام، توجهوا الى لعبة اعلامية قذرة أعادوا استخدامها واحيائها من جديد، الا وهي التعرض للقادة عبر نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة بحق هذه الشخصيات العظيمة، كما فعلت منذ ايام المجلة الفرنسية “شارلي ابيدو” والتي تدعي حرية التعبير والأخلاق، فقد نشرت رسما ساخرا بحق سماحة الامام السيد القائد(دام ظله الشريف) في محاولة منها للتغطية على فشل المشروع الفرنسي التخريبي الاجرامي في ايران، والذي احبطه وعي الشعب والاجهزة الأمنية وحكمة القيادة ..

بالطبع ما قامت به المجلة المذكورة لا علاقة له بالعمل الإعلامي، انما هو كيدية سياسية، ويعكس مدى الانحطاط الاخلاقي والأجتماعي الذي وصل اليه عدد كبير من الحكومات الغربية لتستخدم هذا السلاح القذر، والذي برأيها يمكن ان يؤلب الرأي العام ضد السيد القائد، ولكن ردة فعل الاغلبية ان كان بإيران او خارج ايران كان ادانات ورفض لهكذا عمل منحط اعلاميا، وقد تم وضعه بخانة “الهمجية الثقافية” وهذا بعيد كل البعد عن الرسالة الاعلامية الحقيقية… وهو ليس بجديد على هذه المجلة المتطرفة، فقد سبق لها وتعرضت برسوم مسيئة للرسول الاكرم (ص)…

هم يعتقدون ويتصورون انهم بهكذا اعمال يضخون الحياة بمشروعهم التحريضي الميت اصلا منذ ولادته، ولكنهم صدموا بالوعي الحاصل عند فئة الشباب بالدرجة الاولى نتيجة ما يبثه الاعلام المقاوم من حقائق وشفافية عن الوقائع كما هي، ومن خلال الخطابات الدينية والسياسية لقادة محور المقاومة والمليئة بالمصداقية والادلة والاثباتات، اضف الى ذلك الانتصارات التاريخية التي حققها ويحققها المحور، دفعت هؤلاء الشباب الى قراءة ما هو خلف هذه الرسوم من مضامين مزيفة اعلاميا وسياسيا، وتعبر بشكل واضح عن افلاس سياسي وفكري…

ويا حبذا لو كان الاعلام الغربي يسلط الضوء على الفاجعة التي ضربت منظومته الأنسانية والأجتماعية والمجتمعية بالصميم نتيجة ما سمي بالحرية وهي ابعد ما يكون عنها، ويا حبذا لو يسلطون الضوء على النسب العالية للتفكك الاسري، البطالة، تعاطي المخدرات، العنف المنزلي، ارتفاع نسب الجرائم والسرقات والانتحار، وغير ذلك… ولكن حقدهم الدفين اعماهم…

هنا نسأل هذه المجلة وغيرها اين انتم من تغنيكم الدائم بمبادىء الثورة الفرنسية والتي رفعت شعارات المساواة والاخاء والحرية؟! الا انكم تحت هذه العناوين سلبتم الشعوب المستضعفة في افريقيا وغيرها ثرواتها وحقوقها، يكفي ما فعلتموه بالشعب الجزائري من مجازر، وتأتوننا لتحدثونا عن معاني الحرية والمساواة؟ ونسألكم هل وجدتم صحيفة او موقع او مقالة تعمل بالجمهورية الاسلامية او بمحور المقاومة او باي موقع حر شريف تعرضت او نشرت لا سمح الله صورا ورسوما مسيئة لبابا الفاتيكان؟! بالطبع لا.. أتعلمون لماذا؟! لان مدرستنا الاعلامية نابعة من مبادىء دينية اصيلة قائمة على الاخلاق والشرف والصدق، وهو ابعد ما يكون عن اعلامكم الذي تحدث عنه سماحة السيد القائد: “إن وسائل الاعلام الخبرية، انما تعبر عن الميول والسياسات والنوايا العدائية لزعماء السياسة في العالم وهي تركز على ترويج ثقافة التحلل والاباحية العقائدية والعملية وسلب المعتقدات والاعراف، ومواطن الارتكاز التي تخلق العزيمة والاصرار لدى المرء في حركته بإتجاه هدفه المرسوم، وتتركه ضالا”.

وخير ما ننهي به هذه المقالة ما قالته الاعلامية الاولى عقيلة الطالبيين السيدة زينب سلام الله عليها بمحضر يزيد: “كِدْ كَيْدَكَ وَاجْهَدْ جُهْدَكَ! فَوَ الَّذِي شَرَّفَنَا بِالْوَحْيِ وَالْكِتَابِ وَالنُّبُوَّةِ وَالِانْتِجَابِ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَلَا تَبْلُغُ غَايَتَنَا. وَلَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَلَا تَرْحَضُ عَنْكَ عَارُنَا. وَهَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَأَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَجَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي أَلَا لُعِنَ الظَّالِمُ الْعَادِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَكَمَ لِأَوْلِيَائِهِ بِالسَّعَادَةِ وَخَتَمَ لِأَوْصِيَائِهِ بِبُلُوغِ الْإِرَادَةِ”.