الثاني من محرّم الحرام..

وصول الإمام الحسين (ع) إلى كربلاء المقدسة

يصادف اليوم الإثنين نزول الإمام الحسين(ع) في كربلاء المقدسة مع أهل بيته وأصحابه في الثاني من شهر محرّم سنة إحدى وستّين للهجرة.

حلّ علينا شهر محرم الحرام.. شهر الحزن والألم، الشهر الذي أستشهد فيه الإمام الحسين(ع)، الإمام الذي تهوي إليه قلوب جميع أهل العالم من الديانات المختلفة، وما أجمل المرثية التي أنشدها الشاعر الإيراني “المحتشم الكاشاني”، حيث قال: “ما هذا الهياج في العالم؟/ وما هذا النواح والبكاء والمأتم؟/ إن ملكوت القدس، وهو ليس مكان جزع/ سمدت فيه الملائكة من الهلع (وضعت رؤوسها بين الرُكَب)/ تصرخ لحظة بعد لحظة: واحسيناه! واحسيناه!…”.

 

يصادف اليوم الإثنين نزول الإمام الحسين(ع) في كربلاء المقدسة مع أهل بيته وأصحابه في الثاني من شهر محرّم سنة إحدى وستّين للهجرة، وقد عبّر الإمام الحسين(ع) عن معرفته العميقة بالأرض والتاريخ، حيث قال: “إنزلوا.. هنا مناخ ركابنا، ها هنا تُسفك دماؤنا، ها هنا والله تُهتك حريمنا، ها هنا والله تُقتل رجالنا، ها هنا والله تُذبح أطفالنا، ها هنا والله تُزار قبورنا، وبهذه التربة وعدني جدّي رسول الله(ص) ولا خُلف لقوله”.

 

ثمّ نزل عن فرسه، وضُربت خيمةٌ لأهله وبنيه، وضرب عشيرته خيامهم من حول خيمته، ثمّ بقيّة الأنصار، فجمع عليه السلام ولده وإخوته وأهل بيته ونظر إليهم وقال: “اللهمّ إنّا عترة نبيّك محمّد قد أُخرِجنا وطُرِدنا وأُزعِجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو أُميّة علينا، اللهمّ فخذ لنا بحقّنا وانصرنا على القوم الظالمين”.

 

ثمّ جمع أصحابه وأنصاره خاطباً فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّدٍ وآله وقال: “أمّا بعد، فقد نزل من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفها، ولَم يبقَ منها إلّا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمَل به وإلى الباطل لا يُتَناهى عنه؟! ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادةً والحياة مع الظالمين إلاّ برماً”. وقال أيضاً: “…النّاس عبيد الدنيا، والدين لَعِقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلّ الديّانون”.

 

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 

ومن جهة أخرى لقد تم تسمية اليوم أيضاً بيوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصحيح أنّ هناك عوامل عديدة وراء نهضة الإمام الحسين(ع) ونهضة عاشوراء، لكنّ العامل الأهم هو إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يعني أنّ الإمام علیه السلام كان مصمِّماً على تلك النهضة، وكان الهدف تحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت ماهية نهضة عاشوراء إحياء الإسلام، وكان الوجود المقدس لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع) في هذه النهضة متمثلاً بأنّه الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالات