توصلت الدراسات العلمية إلى أن المولود عندما يأتي إلى الحياة لا يرى الألوان، وغالباً ما يرى الحياة حوله باللونين الأبيض والأسود، وعندما يتعلم الطفل الألوان؛ يبدأ في تكوين مهارة خاصة بالتعامل مع أدوات الكتابة؛ وهي الرسم، ولذلك يجب أن يتعلم الألوان وطرق التمييز بينها أولاً، وهنا يكون دور الأم؛ لكي تدرب الطفل على تمييز الألوان الأساسية كبداية، ومن خلال البيئة المحيطة به.
بعد تعلم الطفل مهارة تمييز الألوان، تلاحظ أنه بمجرد أن تقوى عضلات يد الطفل؛ فهو يمسك بالقلم والألوان، ويبدأ في الخربشة، ويمكن أن نستغل هذه المشاغبة في تعليم الطفل الرسم؛ فالرسم من الفنون التي يستطيع أن يعبر بها الإنسان عن نفسه وواقعه، ويوصل رسائل سامية لمن حوله، إضافة لجماليات اللوحات المرسومة، ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» معلم التربية الأساسية وسيم يوسف، في حديث خاص بها؛ حيث أشار إلى رسومات بسيطة لتعليم الطفل الرسم، ثم بعض النصائح والطرق لتنمية موهبة الرسم لديه، والإشارة إلى أهمية مهارة الرسم بالنسبة للطفل في الآتي.
أهمية مهارة الرسم للطفل
يعبر الطفل عن ذاته من خلال الرسم
تعد مهارة الرسم هي المهارة الأولى التي يتعلمها الطفل قبل تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وذلك لأن الألوان تجذب الطفل، وكذلك فهو حين يقبض على القلم ويرى الورق الأبيض أمامه؛ فهو يرسم بشكل تلقائي وفطري، وهو بذلك يضع الخطوات الأولى للتعبير عن ذاته، وما يدور بعقله الصغير، وقد وجد أن الأطفال الذين يميلون إلى الرسم؛ يتشكل لديهم احترام الذات والثقة القوية بالنفس أكثر من غيرهم، فالرسم يكسبهم هذه القدرات المميزة، خاصة حين يبدأون بالتركيز في قواعد الرسم الأولية، ويصلون إلى مرحلة من الإتقان.
كما أن الرسم بالنسبة للطفل فرصة لمعالجة مشاعره، فهو حين يرسم فهو ينفتح على مشاعره بكل حرية، والتعبير عن المشاعر في عمر مبكر؛ يساعد الطفل على التعامل مع عواطفه بطريقة صحيحة ومتزنة، كما أن تعلم مهارة الرسم المبكرة يساعد على تطوير حركة الأصابع للطفل، وكل المفاصل المرتبطة بها، مما يقوي عضلاته بشكل فعال.
تابعي أيضاً: تعليم الرسم للأطفال بالخطوات
مبادئ تعليم الرسم الأولية
ابدئي بتعليمه رسم الخطوط الأساسية: من المعروف أن هناك خمسة من الخطوط الأساسية؛ هي: الخط الأفقي والعمودي والمنحني والمتعرج والقطري، ومن الضروري أن تبدأ الأم بتعليم طفلها كل نوع من هذه الخطوط، وطريقة التعرف إليها وتمييزها عن بعضها البعض؛ من أجل أن تكون لديه مبادئ أولية لكي يرسم؛ لأن هذه الخطوط هي قوام أي لوحة فنية، فمثلاً الخط الأفقي هو خط مستقيم يتجه باتجاه اليسار واليمين، وهو موازٍ لخط الأفق، والخط العمودي هو واحد من الخطوط المستقيمة التي تتجه إلى الأعلى والأسفل، وهو الخط الذي يتحرك في الفضاء دون أي ميل، والخط القطري هو خط مستقيم مائل في اي اتجاه باستثناء الاتجاهين العمودي أو الأفقي، أما الخطوط المنحنية فهي خطوط تنحني وتغيّر اتجاهها تدريجياً، فمن الممكن أن تكون حلزونية أو متموجة، وهكذا يتعرف الطفل عن طريق وصفك للخطوط إلى أنواعها مع التطبيق العملي واستخدام الألوان في وصفها، وأن تقرني الوصف بالرسم.
علّميه الرسم بالنقاط: تكثر في المكتبات الكراسات التي تحتوي على رسومات جاهزة، ولكنها مرسومة بطريقة التنقيط، وتخصص مثل هذه الكراسات لتعليم الأطفال الرسم، وكذلك فهي تستخدم لتعليمهم الكتابة، حيث هناك كراسات مخصصة لتوصيل الحروف والأرقام، ويمكن استخدامها في تعليم الطفل إلى جانب التعليم في الروضة، ولكن في حال إبداء الطفل اهتماماً بتعلم الرسم، فيمكن توفير مثل هذه الكراسات في البيت وبكثرة.
اطلبي من طفلك توصيل النقاط لإكمال الصورة؛ لأن الصورة المنقطة تكون غير جميلة على الإطلاق، ويمكن أن يقوم بتلوينها بعد أن يصل النقاط ببعضها، وبذلك يستطيع أن يكون فكرة كاملة عن رسم الشكل، ويحاول تقليده لاحقاً.
حاولي أن تجعلي طفلك يتدرب على العديد من الرسومات، أو أن يعيد نفس الرسمة على ورقة خارجية، ولكن يمكن أن يبدأ بصور صغيرة؛ لكي لا يصاب بالإرهاق، واختاري الصور التي لا تحتوي على خطوط طويلة، بحيث يضطر للإمساك بالقلم وتثبيته، وسوف يؤدي ذلك لشعوره بالملل، ولو أن هذه الطريقة سوف تساعده على التركيز في الرسم في مرحلة لاحقة، ويمكنك أن تختاري نقاطاً متقاربة تعطي شكلاً صغيراً؛ مثل النجمة وهكذا.
ميسون عبد الرحيم
