تخليداً لذكرى الشهداء الأبرار والشهيد الحاج قاسم سليماني

دار الأوبرا السورية يُنشد للمقاومة

الموسيقى هي لغة عالمية تحمل في طياتها رسائل وأن رسالة الحرية الحمراء هي رسالة سلام.

2023-01-10

الوفاق/ خاص / المقاومة موضوع واسع بل بحر عظيم يمكننا الخوض فيه الى الأعماق في جميع المجالات ومنها الفنية، حيث أن الفن يقوم بتصوير المقاومة بمختلف أشكالها السينمائية والتشكيلية والأدبية، وكذلك الموسيقية التي هي من أهم أدوات فن المقاومة واليوم نتطرق إليها في مقالنا هذا عن أوبريت “الحرية الحمراء” الذي جرى تقديمه في مسرح دار الأسد للثقافة والفنون “الأوبرا” قبل بضعة أيام، وأقيمت هذه المراسم في ذكرى استشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي استشهد في هجوم أميركي، استهدفه في مطار بغداد، الذي وصله قادماً من دمشق، واستشهد برفقة القائد في الحشد الشعبي العراقي، الحاج أبو مهدي المهندس.

وأكدت وزيرة الثقافة السورية “لبانة مشوح”، في تصريح لها حول الفعالية : “شعبنا عانى من الإحتلال ومن حرب إرهابية طويلة الأمد حتى بات اليوم يقدّر أكثر من أي وقت مضى قيمة الشهادة والتضحية الجليلة التي يضحي بها المرء بحياته من أجل وطنه وأبنائه ومستقبله ولهذا نتشارك اليوم وكل الأشقاء والأصدقاء الذين امتزجت دماؤهم مع دمائنا على أرض سوريا ودفعوا ثمناً باهظاً كما دفعنا لتطهير هذه الأرض من رجس الإرهاب”.

قدّم مجموعة من الفنانين السوريين أوبريت “الحرية الحمراء” على إيقاع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو “عدنان فتح الله” على خشبة مسرح دار الأوبرا في دمشق، وتضمن الأوبريت مجموعة من الأناشيد الوطنية بأصوات كل من الفنانين معين شريف وليندا بيطار وشادي جميل.

وكما ذكرنا يأتي الأوبريت تخليداً لذكرى شهداء سورية الأبرار والشهيد الحاج قاسم سليماني الذين أضاءت دماؤهم الطاهرة طريق النصر والحفاظ على السيادة الوطنية ودحر الإرهاب عن أرضها، وتأكيداً على الجذور العميقة الممتدّة منذ فجر التاريخ وروابط العلاقة الوطيدة بين شعوب المقاومة بالرغم من كل الممارسات البغيضة لتغيير الوجه الحضاري والتاريخي للمنطقة العربية.

وقدّمت الفرقة خلال الأمسية مجموعة من الأغاني الوطنية ومنها “صف العسكر” و “أطلق نيرانك لا ترحم” و “راياتك بالعالي يا سورية” وحققت إرادة الموسيقيين الإبداعية بإنجاز عمل فني رفيع المستوى، حيث لاقى ترحيباً واسعاً وقابله الجمهور بحرارة التصفيق.

الحرية الحمراء

ختم الحفل بأوبريت غنائي حمل اسم “الحرية الحمراء” توقيع الشاعر اللبناني الكبير نزار فرنسيس وألحان الموسيقار السوري طاهر مامللي وإخراج عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد، حيث قدّم للمرة الأولى على خشبة أوبرا دمشق، يقول فيه: “تمشي القوافل للفداء بالدم ما تبخل.. قلب الشرق شام الغضب.. يوم الغضب بركان.. والنصر عالشمس انكتب.. وترابها منصان.. دم جروح الشهدا الغالي.. لون الحرية حمراء.. وراية سورية بالعالي.. وعيون الراية خضراء”.

وأوضح أحمد زين الدين المشرف العام على الأوبريت في دار الأوبرا في تصريح للإعلام أن “الحرية الحمراء” مستمدة من الحرية التي نعيشها ونتنفسها في الوقت الذي تواجه فيه بلادنا محاولات طمسها في الظلام، مشيراً إلى أن الحرية الحمراء كلفتنا شهداء كثيرين، وأن هذا العمل هو بمثابة تكريم لهؤلاء الشهداء، مؤكداً أن الموسيقى هي لغة عالمية تحمل في طياتها رسائل وأن رسالة الحرية الحمراء هي رسالة سلام وتعاون على بناء الإنسان.

أطلق نيرانكَ لا ترحم

نشيد “أطلق نيرانكَ لا ترحم” لجوليا بطرس اللبنانية، وكلماته نشيد حزبي يشبه أناشيد “حزب الله” في مهرجاناته الحاشدة، فجاء فيه: “أطلق نيرانكَ لا ترحم.. فرصاصُكَ بالساحِ تكلم.. وعدوكَ جاءنا يتوهم.. سيموتُ بأرضنا أو يُهزم.. ذكر أعداءكَ إن غفلوا.. لن ننسى أبداً ما فعلوا.. والظلمُ وشيكاً يرتحلُ.. من داسَ دياركَ فَلْيندم.. العز رفيقُكَ والأملُ.. وبمثلكَ يفتخرُ الوطنُ.. لن نيأسَ لو طالَ الزمنُ.. فجدارُ الخوفِ بكَ يُهدم”.

صف العسكر

“صف العسكر” لـ “إيلي شويري” أيضاً كان من ضمن الأناشيد التي تم إنشاده في دعم أبطال المقاومة، فجاء فيه: “يامحارب علمني حارب.. بالمدفع بالبارودة.. وإن مرة ناداني الواجب.. لبيك يا أرض جدودي.. شهدي ياجبال اسمعي ياجبال.. لبيك لبيك لبيك.. لبيك يا أرض جدودي.. صف العسكر رايح يسهر مع العسكر فوق جبال.. زيد وعمر راح و بكر زرعو البيدر كلو رجال.. على حدودك أنا رايح جاي أحرس حبات ترابك تتبقى ياوطني حكاية بالعز معلي بأبوابك.. ياوطني ياغالي ياعز ونضال مزروعة جبالك برجال والنار لبيك يا أرض جدودي..”.

قادة النصر

إنّ الشهيد الحاجّ قاسم سليمانيّ والشهيد الحاجّ أبو مهدي المهندس، كانا من رموز المقاومة والجهاد في زماننا، وهما صنّاع الإنتصارات، الشهيد سليماني كان له قدرة فريدة على إنتاج قوة وطنية، والشهيد أبو مهدي المهندس قائد ميداني لا يشقّ له غبار، فبعد إستشهادهما أنشد المنشدون  كثير من الأناشيد باللغات المختلفة، وصدحت الحناجر باسمهما ودعم المقاومة، فنذكر بعضها.

دماء النصر

نشيد “دماء النصر” عن قادة النصر الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس، من كلمات الشاعر مرتضى حيدري آل كثير وأداء وألحان الفنان “جواد يادكاري”، وإنتاج إذاعة طهران العربية، جاء فيها: “هذه دماء النصر أضاءت بالخلود.. تحتاجها الأرض لتزهوا في الوجود.. ننعى السليماني من أرض الإباء.. ننعى أبامهدي وأبطال الصمود.. قاموا ليمحوا بالوغى أهل الفساد.. قد مثّلوا الكرار في سوح الجهاد..”.

دم لله

نشيد “دم لله” جاء فيه: “دم لله.. بسم الله فرّا.. تسامى في السماوات فاستقرّا.. تقدسه البنادق حين تتلو.. بيان رصاصها المنذور بشرى.. وتسأله الحياة عن اتجاه.. وحيد يجعل الدنيا ممرا.. إلى كنف الخلود وذاك صدق.. ليقضي بعد الفدي أمرا..”.

الرد القاسم

وكذلك أنشودة “الرد القاسم” لفرقة أنصار الله التي جاء فيها: “نُقسم يا قاسم لن نَهدأ.. صاروخ النّار علي المَرصد.. وسنُحرق جيشك امريكاء.. ونُزلزل أركان المشهد.. صبراً للثَّأر أبا مهدي.. سنرد الدَّين ولن يُجدي.. دِرعاً لجباناً من ردّي.. أن وقف الكون هنا ضِدّي.. يا أقدس قطرات الغالي.. يا روح الحقّ سليماني.. والأحمر سيّد الوان.. والدّم الثّائر لن يَبرُد..”.

وأخيراً نقول أن هناك أناشيد كثيرة، لا يمكن ذكر جميعها، وهكذا تتواصل مسيرة المقاومة بمختلف الفنون.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص