عبير شمص
حرص الرئيس الإيراني آية الله الشهيد السيد ابراهيم رئيسي في حياته على بذل كلّ ما أمكن في سبيل خطّ المقاومة، ودعم المجاهدين الذين يتصدّون للعدو الصهيوني في جنوب لبنان وفي فلسطين عمومًا، شكّل عقيدة إسلامية ثابتة لدى السيد الراحل من بدايات عمله السياسي حتى استشهاده، وفي هذا السياق إلتقت صحيفة الوفاق أحد قادة حركات المقاومة الفلسطينية عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونائب أمينها في لبنان الأستاذ أركان بدر، وكان الحوار التالي:
ايران عصية على الإستهداف
لا شك بأن رحيل الرئيس ابراهيم رئيسي يشكل خسارة جسيمة على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي، نظراً للدور الريادي الذي لعبه في قيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال فترة توليه السلطة وفق الأستاذ بدر الذي يعتقد بأن:”الشعب الايراني سيتجاوز هذا المصاب الجلل وهذه المحنة، وسيخرج منها اكثر توحداً وقوة وصلابة وعنفوان. كما أن الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل دورها في رسم السياسات الداخلية والخارجية لأها دولة مؤسسات، وهي عصية على الاستهداف، وستواصل المسيرة على خطى الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي، في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لقائد الثورة سماحة آية الله السيد على الخامنئي(حفظه الله)”.
استشهاد القادة يزيد ايران ثباتاً علىى نهجها
يعتبر الأستاذ بدر أنه من الصحيح أن استشهاد الرئيس آية الله ابراهيم رئيسي شكل خسارة كبيرة لمحور وجبهات المقاومة في المنطقة، نظراً للدور المحوري الهام للجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي تعاظم واتسع بشكل ٍكبير، في ظل قيادة الشهيد رئيسي وفريق عمله، لكننا واثقون بأن إيران ستواصل دورها القيادي والريادي في دعم الشعب الفلسطيني المقاوم وأجنحته العسكرية، في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني بقيادة حكومة الفاشيين والنازيين الجدد، ضد شعبنا في غزة والضفة، بالشراكة الكاملة مع الإدارة الأمريكية بقيادة قاتل الاأفال جو بايدن، الذي واصل سياسات الحصار الأمريكي لإيران ومارس كل أشكال التهديد والوعيد لفك الارتباط بين القيادة الإيرانية وقوى المقاومة في فلسطين وكافة جبهات المقاومة. وفي هذا السياق نذكر بأن ارتكاب إدارة بايدن لجريمة اغتيال اللواء الشهيد قاسم سليماني لم تثني الجمهورية الايرانية في دعمها للقضية الفلسطينية وفصائلها المقاومة، لأن ذلك يشكل خياراً استراتيجياً لإيران، وأن استشهاد القادة يشكل وقوداً للمضي في هذا الخيار وتطويره وتوسيعه في مواجهة العربدة الصهيونية والأمريكية”.
وزير الخارجية الشهيد ….وزير المقاومة الفلسطينية
يؤكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأستاذ بدر أن :” الوزير الشهيد مارس دور الدبلوماسي المقاوم في المحافل الإقليمية والدولية، دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومظلوميته التاريخية، في مواجهة الاحتلال وإرهابه المُنظم، لكن شعبنا على ثقة تامة بأن خلفه الذي سيتبوأ الحقيبة الدبلوماسية سيكون وفياً في حمل الأمانة ومواصلة المشوار. و لقد كان الوزير عبد اللهيان، بمثابة وزير المقاومة الفلسطينية، إذ استثمر موقعه الدبلوسي بمروحة اتصالات وجولات إقليمية ودولية مكوكية لشرح معاناة الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال الصهيوني ، المدعوم بلا حدود من الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تضاعف هذا الدور منذ العملية العسكرية الاستراتيجية في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، والعدوان الصهيوني البربري النازي والوحشي الذي شنته قوات الاحتلال على شعبنا الصامد الصابر المقاوم في غزة الأبية وصموده الأسطوري الغير مسبوق في تاريخ البشرية، رغم المجازر وحرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير والقضم والتهويد والاستيطان، في إطار المشروع الصهيوني الهادف إلى اقامة دولة “اسرائيل” الكبرى على كل أرض فلسطين التاريخية، على حساب الشعب الفلسطيني ووجوده وحقوقه الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.
حضور لافت لقادة حركات المقاومة في مراسم التشييع
إن مشاركة قوى المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن والعديد من دول وأحرار العالم، إنما يُعبر عن الوفاء لإيران شعباً وجيشاً وحكومة وقائداً، وفق الأستاذ بدر وذلك لما قدمته من دعم واسناد لكل قوى وجبهات المقاومة ضد الاحتلال والعربدة الامريكية. وتأكيداً على العلاقة الاستراتيجية بين القيادة الايرانية وقوى جبهات ومحور المقاومة، ورسالة قوية للعدو الاسرائيلي والأمريكي بأن استشهاد القائد الرئيس رئيسي والوفد المرافق له، لن يزيدنا إلا ثباتاً وصموداً وقوة وصلابة”..
دعم لا محدود للقضية الفلسطينية
يؤكد الأستاذ بدر بأنه:” لقد احتل الملف الفلسطيني أولوية مطلقة في سلّم أولويات واهتمامات الرئيس الشهيد، باعتباره تقدم صفوف الداعمين للقضية الفلسطينية ومظلومية شعبنا، وقد تميز بدعمه اللا محدود للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، إذ لم يفوت فرصة ولا خطاباً إلا وكانت فلسطين حاضرة بقوة، ولاسيّما في خطابه الأخير قبل استشهاده. فالتحية له ولروحه الطيبة والمتواضعة من الجبهة الديمقراطية والشعب الفلسطيني، ونقول له: كما كنتم أوفياء لفلسطين، سنكرمكم في قلوبنا، وسنقيم لكم ولشهداء إيران والمقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل أحرار العالم، أنصبة التكريم في القدس عاصمة دولة فلسطين المستقلة.”