مدير موقع الخنادق للوفاق:

الجمهورية الاسلامية .. دولة المؤسسات وليس الأفراد

لا تتوقف ايران على رحيل مسؤول أو حتى رئيس جمهورية ، فالإستراتجيات ثابتة  فهي دولة مؤسسات

عبير شمص

 

كلّما واجهت الجمهورية الإسلامية في إيران، أي حادثة تتعلق بغياب مسؤوليها ورؤساء السلطات فيها، كان المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يراهن بقوة على أن تؤدي هذه الحوادث لسقوط واضطراب النظام الإسلامي، لكنها دائماً ما كانت تؤدي الى العكس: ضخّ دماء ثورية جديدة وشابّة فيه.

 

وقد حاول هذا المعسكر، الإيحاء بأن حادثة استشهاد رئيس الجمهورية الإسلامية السيد  آية الله إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومن معهما سيؤثّر سلباً على الحال السياسية، وقد يؤدي الى حصول فوضى واضطرابات كبيرة في البلاد. لذا وللتعرف على  تداعيات استشهاد الرئيس الشهيد والحضور الجماهيري والدولي في مراسم التشييع، التقت صحيفة الوفاق مدير موقع الخنادق والأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد شمص وكان الحوار التالي:

 

 

 

 

ايران دولة مؤسسات لا أفراد

 

يعتبر الدكتور شمص:”  أنه لا شك ان هذه الحادثة أليمة ويوم حزين بالنسبة للإيرانيين وشعوب المنطقة محبي إيران، أما سياسات البلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي لا يبدو أن هناك تحولاً في هذه السياسات لاسيما أن إيران هي دولة مؤسسات وغياب أشخاص رغم القيمة المضافة لهذه القيادة، فالشهيد المجاهد ابراهيم رئيسي والشهيد وزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان رغم أهميتهم والقيمة المضافة التي قدموها  للثورة الإسلامية لكن لا تتوقف ايران على رحيل مسؤول أو حتى رئيس جمهورية، فالاستراتيجيات ثابتة ودولة المؤسسات، هناك آليات دستورية تعمل، هناك قائد للثورة الإسلامية يقود هذه الجبهة والثورة وبالتالي لن يكون هناك تأثيرات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي باستثناء أنه على الصعيد الداخلي هناك استحقاق الانتخابات الرئاسية وعلى الصعيد الخارجي هي نظرة أخرى من المجتمع الدولي بين قوسين بأن ايران رغم هذه الحادثة الأليمة وهذه الخسارة الكبيرة هي دولة قوية متماسكة لا تضعف ولا تنهار ولا تتراجع بل تتقدم إلى الأمام “.

 

 

الاستحقاق الرئاسي

 

يؤكد مدير موقع الخنادق الدكتور شمص بأنه:” سيكون هناك بطبيعة الحال معركة انتخابية إذا ترشح أفراد من التيارات المختلفة، لا أظن أن التنافس سيكون كبيراً باعتبار الإرث الذي تركه الشهيد السيد رئيسي ترك أثاراً طيبة لدى الجمهور الذي اقترع له، بطبيعة الحال أعتقد أن غالبية الإيرانيين ستقترع للنهج نفسه، وفي نفس مدرسة الرئيس الشهيد لرجل ثوري ورجل مبدئي وأصولي ومن المحافظين يواصل سياسات ونهج الرئيس الشهيد، بطبيعة الحال هناك مرشحون وأسماء كبيرة ستطرح من التيارات من الاصلاحيين والمحافظين وربما بعض المستقلين لكن أعتقد أن حظوظ التيار المبدئي والأصولي ستكون الأكبر “.

 

 

رسائل داخلية وخارجية للحضور الجماهيري في مراسم التشييع

 

حملت مشاركة ملايين الايرانيين في هذا التشييع المهيب غير المسبوق للرئيس الشهيد ورفاقه وفق المختص في الشأن الايراني الدكتور شمص مجموعة رسائل  منها رسالة للداخل ولحلفاء إيران ومحبيها أن إيران قوية متماسكة لا يمكن أن تنهار أو تتأثر بغياب شخصية قيادية، وهي رسالة بمثابة استفتاء على قوة هذا النظام على شرعيته وعلى مشروعيته وعلى أنه يستمد مشروعيته من الشعب وأنه ما يزال متمسكاً بثورته ومبادئها وقيادتها، الأمر الآخر يكشف أيضاً أن الشعب الايراني يحب السيد الشهيد رئيسي وأنه بالفعل كما وصف خادم الشعب والشعب أظهر حبه لهذا الرئيس ،  كما أعتقد أن السيد الشهيد هو أكثر رؤساء الجمهوريات في إيران الذين تعرضوا للتنمر ومحاولات التشويه، لهذا  أنصفه التشييع المليوني ه وأعطاه حقه بأنه كان رئيساً لإيران ولكل الإيرانيين بامتياز، هذه المشاركة الواسعة من قبل الناس بالطبع تؤكد العلاقة القوية والمتينة بين الشعب وقيادته في الجمهورية الإسلامية  وأن مرحلة ما بعد الرئيس الشهيد ستتواصل وسيكملها الرئيس القادم والإخوة الثوريين في إيران باعتبار أن الذين شاركوا في التشييع لم يكونوا  فقط أولئك الذين اقترعوا للشهيد الرئيس في الانتخابات الماضية بل من مختلف شرائح المجتمع الايراني سواء  كانوا من التيار الاصلاحي أو المحافظ وأولئك الذين لم يقترعوا له، بطبيعة الحال هذه الحشود وهذا الحضور المليوني هو تأكيد مرةً أخرى على هذه الصلة الوطيدة وهذه العلاقة الوثيقة بين الشعب وبين النظام والثورة الإسلامية.”

 

ويتابع الدكتور شمص قائلاً:”ضخ التشييع الروح الثورية من جديد داخل  المجتمع الايراني، فالشهادة دائماً  تنتج وتثمر زرعا، نعم الوحدة والتلاحم  بين الشعب والقيادة إحدى ثمار هذه الشهادة للرئيس المجاهد وحضور الشرق وثلث العالم و الحضور اللافت خاصة الدول العربية من مصر والأردن والسعودية ومن الامارات وعلى مستوى رفيع ، هذا يدل على أن سياسة الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي في حكومته بتصفير المشاكل مع دول  الجوار وبناء أفضل العلاقات مع الدول العربية  قد نجحت.”

 

 

ايران مستمرة في دعم حركات المقاومة

 

يعتبر الدكتور شمص بأن:” حضور ممثلي المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية والعراقية في مراسم التشييع ولقاء السيد اسماعيل هنية مع الامام الخامنئي (حفظه الله) ومخاطبته بسماحة القائد، هذه الأمور تدل على أن إيران متمسكة بخيارها بدعم حركات المقاومة في المنطقة وعلى رأسها المقاومة والقضية الفلسطينية دحضاً لكل الاشاعات ومحاولات الترويج  والبروباغندا في المقلب الآخر وفي الإعلام الآخر بأن إيران قد تتخلى أو قد تتباطأ في دعمها للمقاومة لا سيما في هذه اللحظة  الحساسة في معركة “طوفان الأقصى”، الواقع أن المعلومات تشير الى أن حجم الانسجام والتماهي ما بين الجمهورية الإسلامية وقادة  الفصائل وبالتحديد حركة حماس  ارتقى إلى مستوى غير  مسبوق في النقاش وفي التعاون وفي الانسجام  بحيث يمكن القول: أن كل المناقشات  والمفاوضات والاجراءات والخطوات التي تريدها المقاومة الفلسطينية وتحديداً حماس تتشاور بها مع قيادة الجمهورية الاسلامية.”

 

 

إنجازات الرئيس الشهيد الداخلية والخارجية

 

أبرز إنجازات الرئيس الشهيد  الداخلية والخارجية في السنوات الثلاث،  يذكرها الدكتور شمص :” على مستوى الداخل أولاً  كان محارباً للفساد يعني أكمل  مسيرته في السلطة القضائية في محاربة الفساد والمفسدين، ودعم الاقتصاد عبر  دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإعادة فتح أكثر من عشرة آلاف مصنع كانت قد معطلة سابقاً، وبالتالي عاد عشرات الألاف من العمال إلى وظائفهم ومصانعهم إضافةً إلى التحديات التي واجهها الرئيس الشهيد في أحداث الشغب التي حدثت قبل سنة ونصف حيث استطاع احتواء الأزمة والحرب الكونية التي أدارتها القيادة الأمريكية الوسطى ودعمت فيها أطراف داخلية معارضة، ومن الإنجازات الخارجية مسألة الانفتاح على الدول العربية الاتفاق السعودي الإيراني والانفتاح على الدول العربية مثل مصر والأردن والسعودية وبطبيعة الحال سلطنة عمان وقطر والامارات، وتطوير هذه العلاقات معهم، وانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي (دول البريكس)، والانفتاح على أوراسيا والاتفاقيات الاستراتجية مع الصين وروسيا، والأهم من ذلك مؤخراً إدارته الدقيقة لعملية “طوفان الأقصى” والدعم  الذي كان يقدمه الشهيد الرئيس وحكومته للمقاومة الفلسطينية ووالتي خُتمت بالضربة الايرانية الاستراتجية والتاريخية الغير المسبوقة لكيان الاحتلال الصهيوني، هذه الإدارة الدقيقة والناجحة والحاسمة والثورية إحدى أهم نتاجات الشهيد الرئيس ابراهيم رئيسي”.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص