في ظلّ الدبلوماسية النشطة لايران..

الخلاف الجيوسياسي بين طهران وباكو سينجلي

من المقرر إنطلاق اجتماعات ثلاثية بين طهران وأنقرة وباكو لمناقشة قضايا النقل والترانزيت والتجارة.

2023-01-10

عقب أكثر من سنتين من “التوترات العابرة” و”الطفيفة” بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجارتها الشمالية جمهورية أذربيجان، والتي إحتدمت إثر التدخلات الأجنبية ومحاولات تعكير صفو العلاقات الطيبة والتاريخية بين البلدين الجارين، عادت المياه الى مجاريها بينهما، وذلك في ظلّ الدبلوماسية المحنّكة والواعية التي إنتهجتها ايران في هذا الصدد.

تصاعدت حدّة الخلافات وتزايدت مخاوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الآونة الأخيرة عقب الحرب بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان والتي حُسمت بإعادة إقليم كاراباخ الى الأراضي الأذربيجانية، حيث أبدت ايران قلقها من “مؤامرة دولية ترمي إلى محاصرة إيران جغرافيا”، عبر احتلال الشريط الحدودي بين إيران وأرمينيا، بغية إنشاء ممر زنغزور بين مقاطعة نخجوان وبقية الأراضي الأذربيجانية.

واتهمت بعض الأوساط الإيرانية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو” والعدو الصهيوني بالعمل على مد ممر للناتو على الحدود الإيرانية المشتركة مع أرمينيا، وأن الممر الرابط بين مقاطعة نخجوان وبقية الأراضي الأذربيجانية ليس سوى تطبيق عملي لهذه الخطة التي تعدها طهران خطا أحمر، وتستهدف أمنها القومي أولا وشريانها الاقتصادي بالدرجة الثانية.

*رفع سوء الفهم

ولكن جملة هذه التوترات تضاءلت بشكل متسارع في ضوء حكمة ووعي المسؤولين في ايران، ودعواتهم المتواصلة للحوار والتباحث مع المسؤولين الأذربيجانيين لحلّ أي خلاف قبل أن يتفاقم، حيث قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي “محمد باقر قاليباف” فور وصوله إلى مطار طهران، صباح أمس الثلاثاء، بعد مشاركته في الدورة الثالثة عشرة للجمعية العامة للبرلمانات الآسيوية في تركيا: إن ما حدث في الآونة الاخيرة، من سوء الفهم مع جمهورية أذربيجان تم معالجته، لافتا الى انه سوف يزور باكو قريبا.

وأشار قاليباف، إلى اللقاءات والمناقشات التي جرت في هذا الاجتماع مع كبار المسؤولين الحاضرين فيه، وقال: ان زيارة تركيا كانت حافلة بالنشاط المكثف بعد ان كانت الاجتماعات السابقة المماثلة تقام عبر الفيديو كونفرانس، بسبب جائحة كورونا لكن الاجتماع الاخير شارك فيه 44 وفدا برلمانيا من مختلف المستويات من الدول الآسيوية.

وأضاف: عقدنا اجتماعات ثنائية وثلاثية على وجه التحديد مع رئيسي البرلمان الاذربيجاني والتركي، وتم التأكيد خلالها على القضايا المتعلقة بالنقل وترانزيت السلع والطاقة بين البلدان الثلاثة.

*محادثات حول طرق الترانزيت

وصرح أنه تم إجراء محادثات حول طرق الترانزيت في ممر الشمال والجنوب وممر الشرق والغرب، وقررنا عقد اجتماعات ثلاثية على مستوى وزراء الخارجية ووزراء الدفاع والقادة لإجراء مناقشات تتعلق بالنقل والترانزيت والتجارة.

وتابع قائلا: حصل مؤخرا سوء فهم مع جمهورية اذربيجان وقد تم حله، وتقرر ان أقوم بزيارة الى باكو من اجل أستمرار هذه الاجتماعات.

یذکر أن رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني “محمد باقر قاليباف” التقى أمس الأول، رئيس مجلس النواب التركي “مصطفى شنتوب” ونظيرته الاذربيجانية السيدة “صاحبة غفارو”؛ وذلك على هامش الاجتماع الـ 13 لجمعية برلمانات آسيا المنعقد باستضافة تركيا.

* لا ينبغي السماح للدول الاجنبية بالتدخل

وقد جرى في هذا الاجتماع الثلاثي، استعراض السبل الكفيلة بتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية، وحل المعضلات الاقليمية.   هذا والتقى رئيس البرلمان الايراني في تركيا، نظيره التركمانستاني، ونائب رئيس مجلس النواب العراقي.

واعلن قاليباف، خلال لقائه الاثنين مع رئيسة المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان، صاحبه غفاروفا، عن معارضة تدخلات الدول الاجنبية في المنطقة، وقال: لا نقبل اي تغييرات جيوسياسية في الحدود. وقال: إن جمهورية أذربيجان، كدولة مجاورة، تحظى بظروف متميزة بالنسبة للجمهورية الإسلامية الايرانية، وإلى جانب العلاقات الثنائية يمكن أن تلعب العلاقات البرلمانية دورًا جادًا في العلاقات.

وأكمل قاليباف: يمكن أن تكون لدينا علاقات جيدة مع بعضنا البعض على الساحة الإقليمية والعالمية، وكلما اقتربت دول المنطقة مع بعضها، كان ذلك أفضل للمنطقة، ولا ينبغي السماح للدول الاجنبية بالتدخل في هذا المجال.

من جانبهم أكد المسؤولون الأذربيجانيون خلال لقائهم قاليباف على ضرورة تحسين العلاقات وإعادتها الى حالتها الطبيعية بين البلدين الجارين، مؤكدين بالقول: نحن ندعم السلام والأمن ونتطلع للسلام والاستقرار في المنطقة.

المصدر: الوفاق/ خاص