بسبب السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، والتي أصبحت أكثر وأكثر عدوانية وتخريبية ضد شعوب العالم، ها هي الحرب تعود إلى أوروبا بعد 50 عاماً عن طريق أوكرانيا، ناهيك عن الدور التخريبي والمزعزع للأمن الذي لعبته واشنطن في جارتها اللاتينية، حيث تزايدت مؤخراً شكاوى جيران الولايات المتحدة الجنوبيين من سياساتها وتدخلاتها المزعزعة للأمن.
ففي فنزويلا فشلت الولايات المتحدة الأميركية في إخضاع هذا البلد لها بعدما قامت خلال الأعوام الماضية بدعم رئيس الجمعية الوطنية لفنزويلا خوان غوايدو وبعد أن عجز الأخير عن الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، حيث أكدت كاراكاس أن تدخلات واشنطن في البلاد تسببت بزعزعة الأمن لاسيما برعايتها للمعارضة.
*المهزلة الأميركية حول المعارضة الفنزويلية
وفي السياق، صرّحت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء، أنّ الغرض من المهزلة الأميركية حول المعارضة الفنزويلية هو السيطرة على موارد الدولة الفنزويلية المالية التي تخضع لولاية قضائية أجنبية.
وأضافت “من الواضح أن مهام رعاة الثورة الملونة التي لم تحدث في فنزويلا لا تزال كما هي.. الهدف النهائي لهذه المهزلة ليس مخفيًا، وهو السيطرة على الموارد المالية للدولة الفنزويلية في الولاية القضائية الأجنبية”.
وصوّتت المعارضة الفنزويلية في 30 كانون الأول/ديسمبر 2022 في جلسة استماع ثانية أخيرًا لإقالة الحكومة المؤقتة لخوان غوايدو الذي أعلن نفسه بشكل غير قانوني رئيسًا للدولة في عام 2019.
*أميركا اللاتينية تطالب بإنهاء “ازدراء” واشنطن لها
في السياق، طالب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور نظيره الأميركي جو بايدن، في مستهل قمة ثنائية في مكسيكو الاثنين، بأن تنهي الولايات المتّحدة “ازدراءها” لأميركا اللاتينية.
وقال لوبيز أوبرادور مخاطبا بايدن أمام الصحفيين “حان الوقت لإنهاء هذا النسيان، هذا التخلي، هذا الازدراء لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، الذي يتعارض مع سياسة حسن الجوار التي أطلقها عملاق الحرية الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت”.
وأضاف “أيها الرئيس بايدن، بيدكم المفتاح لفتح العلاقات وتحسينها بشكل كبير بين كل دول القارة الأميركية”.
وكان الرئيس المكسيكي أعلن أنه يريد التطرق مع بايدن إلى “جذور مشكلة الهجرة”، والبحث كذلك في الاستثمارات التي قامت بها المكسيك في السلفادور وهندوراس لحمل الراغبين في الهجرة على تغيير رأيهم. ويقوم بايدن بزيارته إلى المكسيك لحضور قمة “الأصدقاء الثلاثة” التي سينضم إليها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو .
* تسليم بولسونارو
في البرازيل أيضاً، وعقب الإنقلاب الفاشل الذي أشرف عليه الرئيس السابق من حاضنته في أمريكا التي لاسيما كان لها دور في تأجيج هذا الوضع، ارتدت أعمال الشغب التي ارتكبها أنصار الرئيس البرازيلي السابق “جايير بولسونارو” عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عليه سلبًا في البرازيل كما في الولايات المتحدة التي لجأ إليها رفضًا للمشاركة في مراسم نقل السلطة إلى خلفه الرئيس الحالي “لولا دي سيلفا”.
وقد تقدم السيناتور البرازيلي “رينان كاليروس” بطلب إلى قاضي المحكمة الفدرالية العليا “ألكسندر دي مورايس” بغرض التسلم الفوري للرئيس السابق جايير بولسونارو من الولايات المتحدة واسترداده إلى البرازيل، في حين دعا عضوان في الكونغرس الأميركي السلطات الأميركية بعدم منحه اللجوء.
وشهدت البرازيل موجة كبيرة من أعمال الفوضى والشغب قام بها أنصار الرئيس السابق بولسونارو الأحد الماضي في أعقاب هزيمته بالانتخابات الرئاسية، واقتحموا مقر الكونغرس ومقرات حكومية أخرى وحاولوا السيطرة على مقر الرئاسة. وأكد السيناتور كاليروس أن الرئيس السابق بولسونارو “متورط ويتحمل مسؤولية” أعمال الشغب، مطالبًا بإدراج بولسونارو في التحقيق بالوضع حول الاحتجاجات، واستدعائه إلى المحكمة لشرح مشاركته في “أعمال مناهضة للديمقراطية”.