الوفاق
المولد والنشأة
الشهيد علي منيف أشمر قمر الاستشهاديين من مواليد 1976، بلدته “العديسة” المحتلة، أبصر نور الحياة في الكويت، نشأ الشهيد وترعرع في بيتٍ له طابع التزامي حسيني، وكانت كربلاء وثورة الإمام الحسين (ع) هما المدرسة الأولى والغذاء الروحي له، وكان المسجد أنيسه ولا تحلو له الصلاة إلا في رحابه.
الشهيد والمقاومة
هو فارس في المقاومة منذ الصغر. البداية من كشاف الإمام المهدي (عج) فوج الإمام الرضا (ع)، وبعدها عمل في صفوف التعبئة العامة لحزب الله، إلى أن اشتعلت في أعماقه هذه المناجاة التي كان يتوجه بها إلى الله عزّ وجلّ “إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك”.. ويمضي بالعقيدة والعشق للجهاد في طريق السالكين إلى الله، في طريق الثورة والفداء، حيث يتفرغ بشكل مطلق في المقاومة الإسلامية في العام 1995.
برز لدى الشهيد في كل أموره الجهادية إرتباطه بشكلٍ فعلي وواقعي بالتوكل على الله عزّ وجلّ وبمعونة صاحب العصر والزمان (عج) في كل مهمة بطولية كان يقوم بها، إذ كان على علاقة مميزة جداً بصاحب الأمر الإمام المهدي (عج).
مزايا وخصال يشهد له بها إخوانه
اتصف الشهيد “علي أشمر” بعدة مزايا وخصال يشهد له بها كل إخوانه وهي قدراته البدنية القوية وكفاءته العسكرية العالية المستوى، يذكر إخوانه أنه كان في عمله الجهادي لا يكل ولا يمل ودائماً السبّاق إلى المهمات الجهادية.. ولا ينسون خصلة يُعرف بها وهي الإيثار..
العملية الاستشهادية
ينطلق “علي” حاملاً في وجدانه همّ الأمة، في الصدر خفق ثوري وبين الأكف دم للحسين(ع)، اخترق كل الأسلاك والأشواك.. ثلاثة أيام وهو يمشي.. الله ينظر إليه وهو يستلذّ بذكره.. صاحب العصر والزمان(عج) في كل خطوة معه، ثلاثة أيام وعيناه تمشطان تلك القرى الحزينة السجينة، ووصل إلى هناك إلى العديسة ورب ثلاثين..
وينطلق الفارس الحسيني “علي أشمر” لتنفيذ العملية البطولية، ألقى وصيته، وقبل الإنطلاق يسأله أحد الأخوة: “ندمان يا علي”.. ولكن عندما نظر في وجهه أيقن ما الذي يجول في أعماقه.. أي ندم وهو ماضٍ إلى الله.. وقد نقل أحد الإخوة الذين رافقوه عن حاله قبل ساعات من تنفيذ العملية، يقول هذا الأخ: “واقعاً كانت روحه تحلّق في الملكوت الأعلى”.
كتب في وصيته
السلام على شهداء الإنتفاضة في فلسطين المحتلة. السلام على أطفال الحجارة الأباة. السلام على مجاهدي الإنتفاضة المباركة. السلام على أمهات الشهداء وآبائهم. السلام على الأرض المباركة. السلام على القدس الشريف. إخوتي في الانتفاضة الإسلامية، إليكم أيضاً أهدي هذا العمل وإن شاء الله النصر قريب. هذا ما وعدنا الله به، فعليكم أن توقنوا أنّ العدو الصهيوني إلى زوال وأنّ الأرض المقدسة ستعود إليكم حتماً وأن هذا وعد إلهي.