ندين بقوة العدوان الصهيوني الغاشم على اليمن الشقيق، ونستنكر بشدة الاستهداف الصهيوني الاجرامي على اهداف مدنية في ميناء الحديدة طالت محطة توليد الكهرباء ومخازن للنفط وسقوط ضحايا إبرياء.. “إسرائيل” الجبانة كعادتها لا تلجأ الى ضرب اهداف عسكرية وأمنية.. بل تركّز باعتداءاتها على المدنيين والعمال والموظفين في ميناء الحديدة.. مما يثبت الطبيعة العدوانية الاجرامية الهمجية الإسرائيلية.. كما تفعل في غزة عندما تفشل في مواجهة المقاومين وتهزم في الميدان.. تلجأ الى ارتكاب أبشع المجازر والجرائم بحق الاطفال والنساء والشيوخ.. وهذه الممارسات الوحشية هي دأب وديدن المجرمين السّفاحين الغزاة الصهاينة عبر تاريخهم الاسود المليء بانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان ولكافة القوانين الدولية والمواثيق الأممية.
ومن ناحية اخرى تهدف “إسرائيل” بخبث ولؤم وتوحش من ضرب خزانات النفط لتسبب باندلاع حريق ضخم مهول يصعب إطفائه بسهولة من قبل طواقع الاطفاء، لاظهار صورة اشتعال النيران الملتهبة لوقت اطول وعلى مساحة واسعة.. لإرعاب وتخويف الشعب اليمني وشعوب المنطقة، وليكون حدثا إعلاميا كبيرا يحظى بتغطية عالمية ضخمة لتحسين صورة “إسرائيل” القوية التي تهشمت وتحطمت في محاولة يائسة منها لإظهار قدراتها التدميرية الردعية، وعسى ان ترمم جزء من معادلة قوة الردع المفقودة أو ان تسترد نوعا من معادلة “توازن الرعب” المختلة لغير صالحها والتي فقدتهما في قطاع غزة وعلى طول جبهات الدعم والإسناد لغزة من لبنان الى إيران.. وهذا ما صرّح به وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف غالانت” إن النار التي تشتعل في اليمن “يرونها في الشرق الأوسط”، في إشارة منه إلى أنها ستكون “رادعة” لبقية الجبهات المساندة لغزة.
إن شنّ الغارات الصهيونية على اليمن تعتبر مغامرة إسرائيلية خطيرة جدا حيث تدفع الى زيادة حدة التصعيد ورفع حالة التوتر في المنطقة بشكل تصاعدي مما قد تؤدي الى توسيع نطاق الحرب وتوسيع الرقعة الجغرافية في غرب آسيا.. لا شك فيه ان قادة “إسرائيل” محبطون مذعورون بسبب نجاح المسيرة اليمنية “يافا” في ضرب عمق منطقة يافا المحتلة والتي تسمى إسرائيليا “تل أبيب”.. وهذا ما أفقدهم لبّ عقلهم وأصبحوا كالهشيم ليسوا بكامل وعيهم وإرادتهم وهم يغامرون بالهروب الى الامام والذهاب الى حافة الهوية التي تنذر بتدحرج الامور الى إحتمالية بالغة الخطورة باندلاع حرب اقليمية شاملة مدمرة.. ونرى “إسرائيل” تتصرف بغباء وهستيريا وفوضى ورعب وذعر وبعقلية المهزوم المأزوم المردوع.. وهي ترمي بآخر أوراقها وتقامر بمصيرها وبوجودها وبتسريع وتيرة زوالها من الوجود ومحوها من الخارطة.. لانها تتحدى كافة دول محور المقاومة وشعوبهم وحلفائهم المقاتلين المقاومين الموالين الممتدين من بلاد أفغاستان الى باكستان والهند نزولا الى إيران واليمن والبحرين والكويت والعراق وسوريا ولبنان.. وهؤلاء القوات المتعددة الجنسيات والقوميات تشكل “القوة الضاربة” للمحور المقتدرة القادرة والموحدة عقائديا بعقيدة الجهاد والمحصنة إيمانيا بعقيدة القتال العلوي الحسيني والمترقبة بشوق لمنازلة العدو الامريكي-الصهيوني والمدربة ميدانيا بافضل الوسائل الحديثة والمجهزة لوجستيا باحدث الاسلحة الدقيقة المتطورة والتي تديرها تلك العقول المتعلمة النابغة واليقظة والمتفوقة والمشتاقة والتواقة الى تحقيق احدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة..
وطبعا، اليمن قيادة وجيشاً وشعباً لن يتراجعوا ولن يتخاذلوا ولن يتقاعسوا عن مواصلة الدعم لاهل غزة وإستمرار رفد جبهة الإسناد وخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.. مهما بلغت التحديات الخارجية والتهديدات والضربات الصهيونية والتضحيات وإراقة الدماء.. وسيبقى اليمن يدفع ثمن دعمه الإنساني وفاتورة موقفه الإيماني المبدأئي والاخلاقي المشرف لغزة مهما بلغت الاثمان.. وهذا دأب وديدن الاحرار والابرار الأوفياء.. وقد عودتنا اليمن وشعبها يمن الايمان والحكمة بانهم لا ينامون على ضيم ويرفضون الظلم والعدوان والطغيان، ومعروف أن أرضها “مقبرة الغزاة” عبر التاريخ، وهم سيستمرون بنصرة المظلومين والمستضعفين، وسيقابلون التصعيد بمزيد من التصعيد، وهم يتوعدون الصهاينة بالرد الحتمي الحاسم على القصف الهمجي الصهيوني، حيث أكدوا في بياناتهم وتصريحاتهم بأن “الرد أمر لا مفر منه” وأن “إسرائيل ستدفع الثمن” باهظاً، ضمن معادلة “النفط بالنفط” و”محطة الكهرباء بمحطة كهرباء” و”المدني بالمدني”.. و”العين بالعين” و”السن بالسن”.. هذه بتلك والبادي أظلم..
د. أحمد الزين