“إسرائيل” أمام تحدٍ صعب وغير مسبوق في حال اندلاع الحرب الشاملة مع حزب الله

كتب آموس هاريل مقالة، نُشرت في مجلة "فورين أفيرز"، قال فيها :"إنّ الحرب الشاملة بين "إسرائيل" وحزب الله سيكون لها تداعيات تفوق بكثير تداعيات الحرب في غزّة".

2024-07-23

ورجّح الكاتب أن يؤدي أي عدوان جوي وبري كبير على حزب الله إلى اضطراب في المنطقة عمومًا، منبهًا من أنّ مثل هذا التطور قد يكون له آثار خطيرة على استقرار المنطقة؛ بينما تدخل الولايات المتحدة مرحلة مفصلية في الموسم الانتخابي الرئاسي. كما قال :”إنّه ليس واضحًا أبدًا ما إذا كانت هذه الحرب ستنتهي بسرعة، أو ما إذا كان هناك مسار سهل نحو النصر الحاسم”.

 

كذلك تحدث الكاتب عن تداعيات خطيرة على “إسرائيل” نفسها، محذّرًا من أنّ الحرب الشاملة مع حزب الله أمر مختلف تمامًا مع أنه يغتر بما وصفه نجاح أنظمة الدفاع الجوي “الإسرائيلي” في مواجهة الهجمات الصاروخية من غزّة ولبنان وإيران واليمن. وأضاف: “استنادًا إلى التقديرات الاستخباراتية “الإسرائيلية”، مخزون سلاح حزب الله يساوي مخزون حماس بسبعة أضعاف، ويحتوي على أسلحة فتاكة أكثر”.

 

كما تابع الكاتب: “الحروب السابقة تشهد على أن لبنان يشكّل ميدانًا غادرًا”، مشيرًا إلى أنّ “”إسرائيل” لم تحقق نتائج حاسمة في حرب العام 2006، وأن قوة الحزب العسكرية لم تُقوّض بشكل ملموس حينها”. وأردف أنّه: “سيكون على “إسرائيل” التركيز على الدفاع عن البنية التحتية والقواعد العسكرية، وأن تبلّغ السكان المدنيين (المستوطنين) بالبقاء في الملاجىء”؛ وخلص إلى أنّ:” ذلك كله سيشكّل تحديًا يفوق بكثير أي شيء سبق لم يواجهه القادة “الإسرائيليون”.

 

في الوقت نفسه، قال الكاتب :”إنّ هناك أسبابًا تدعو الطرفين إلى ممارسة ضبط النفس”؛ لكنّه أردف أنّ القادة “الإسرائيليين” قد يجدون صعوبةً في عدم الاستجابة لمطالب الداخل التي تدعو إلى “التعامل” مع حزب الله، وذلك حتّى لو تمكّنت إدارة بايدن من التوصل إلى اتفاق بين “إسرائيل” وحزب الله يشمل انسحاب قوات الحزب من المناطق القريبة من الحدود. كذلك نبّه من أنّ النتائج قد تكون مدمّرة لو قامت “إسرائيل” بذلك، من دون وضع هدف أو استراتيجية واضحة لإبقاء الحرب محدودة النطاق”.

 

كما تابع الكاتب: “نتنياهو كان يدرك بأن التحذير الذي وجهه جو بايدن إلى أطراف، مثل إيران وحزب الله، بعدم التصعيد في بداية الحرب كان موجهًا أيضًا إليه ضمنيًا”. وأضاف أنّ: “رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو أدرك أن هجومًا كبيرًا على حزب الله سينتهي على الأرجح باجتياح بري لجنوب لبنان، وكانت تنتابه الشكوك عما إذا كان الجيش “الإسرائيلي” قادرًا على خوض الحرب على عدة جبهات، وذلك بعد أيام من عملية طوفان الأقصى”.

 

وأضاف الكاتب أنّه: “وبحسب مصادر مطلعة، فعل نتنياهو أمرًا غريبًا، حين أبلغ طاقمه الأمني بعدم السماح لوزير الحرب يوآف غالانت من دخول مكتبه في “تل أبيب”، وبأنّه وعندما استطاع غالانت الدخول بعد ساعات، كانت فرصة توجيه الضربة إلى حزب الله قد ذهبت”.

 

كذلك قال الكاتب :”إنّ نتنياهو قرر في تلك الليلة دعوة بني غانتس وغادي إيزنكوت إلى مجلس الحرب، والخطوة هذه جاءت في سياق تمكين الحكومة من كبح بعض الاقتراحات التي تقدم بها غالانت أو قادة آخرون من المعسكر اليميني”. وتابع أن: “الوضع عند الحدود الشِّمالية وضعَ “إسرائيل” في معضلة، وفي حين يهدّد نتنياهو وغالانت حزب الله ودولة لبنان بالتدمير الشامل في حال شنّ حزب الله حرب شاملة، لكن أي منهما لا يبدو متحمسًا لهكذا سيناريو في الوقت الحاضر. كذلك نبّه الكاتب إلى أنّ أي قرار بتنفيذ هجوم ما يجب أن يأخذ بالحسبان القوّة القتالية لـــ”إسرائيل” المحدودة عدديًا، وذلك بعد تسعة أشهر من القتال في غزّة.

 

هذا وقال الكاتب :”إنّ بعض السياسيين والجنرالات “الإسرائيليين” يصرون على أن هناك حلًا وسط، حيث تُكثّف الضغوط العسكرية على حزب الله لبضعة أيام، ما سيدفع الحزب إلى الانسحاب من الحدود خوفًا من الحرب الشاملة والدمار الذي سينتج عنها”. ولكن نبّه الكاتب من أن ذلك يعكس آمالًا لا تستند إلى الواقع، إذ إنه سيكون من الصعب جدًا على “إسرائيل” أن تُملي على الحزب متى يجب أن تتوقف الحرب في حال ذهبت الأمور بهذا الاتّجاه، مشيرًا إلى أنّ الطرفين يواصلان الآن السعي لإعادة الردع بالرغم من تصعيد الهجمات.

 

وأردف أنّ: “الضربات “الإسرائيلية” قد تحدث دمارًا هائلًا في غضون بضعة أيام”، لكنّه قال في الوقت نفسه :”إنّ حزب الله بدوره يمكن أن يرسل “الإسرائيليين” إلى الملاجىء لأسابيع متتالية بسبب الترسانة التي يمتلكها”.

 

وأضاف الكاتب أنّ: “أي مواجهة شاملة قد لا تكون سريعةً، وأنّ حزب الله قد يحاول خوض حرب استنزاف على أمل أنّ تؤدي تدريجيًا إلى انهيار “إسرائيل””، والتي من المستبعد أن تحقق نتائج مرضية بناء على الحروب التي جرت في الماضي بينها وبين ولبنان.

 

 

الاخبار ذات الصلة