تمّ توقيعه بين الشركة الوطنية للغاز وشركة "غازبروم" الروسية

ما هي آثار الإتفاق الغازي بين إيران وروسيا؟

* يمكن اعتبار هذا العقد ذروة الدبلوماسية الإقليمية لحكومة الشهيد رئيسي، والذي بالإضافة إلى حل الخلافات الداخلية، يحول إيران إلى قطب إقليمي لإمدادات الغاز، ويؤدي إلى زيادة كبيرة في الأمن التجاري والاقتصادي والسياسي للبلاد

2024-07-23

توصلت دبلوماسية الطاقة في الحكومة الثالثة عشرة إلى نتائج مهمة بتوقيع إتفاقية نقل الغاز الروسي إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

تم مؤخراً توقيع هذا العقد -مدته 30 عاماً- بين الشركة الوطنية الإيرانية للغاز وشركة “غازبروم” الروسية بهدف نقل الغاز الروسي إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبموجب الاتفاق سيدخل إلى إيران من روسيا يومياً 300 مليون مترمكعب من الغاز. وستتحمل روسيا تكلفة إنشاء خط الأنابيب هذا، فهي تمتلك التكنولوجيا في مجال إنشاء خطوط الأنابيب في قاع البحر. وسيتم نقل جزء كبير من الغاز الروسي إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستغلاله للاستهلاك الداخلي والتصدير وإمدادات الطاقة للدول المجاورة.

 

ويمكن اعتبار هذا العقد ذروة الدبلوماسية الإقليمية لحكومة الشهيد رئيسي، والذي بالإضافة إلى حل الخلافات الداخلية، يحول إيران إلى قطب إقليمي لإمدادات الغاز، ويؤدي إلى زيادة كبيرة في الأمن التجاري والاقتصادي والسياسي لإيران.

 

إن الاتفاق بين أكبر دولتين تملكان احتياطيات من الغاز في العالم، بامتلاكهما نحو 60% من احتياطي هذا الوقود النظيف، مبني على المصالح المتبادلة والأطر الدولية، وسيدخل قريباً مرحلة التعاقد.

 

وقد أعلن وزير النفط، جواد أوجي، أن بناء خط نقل الغاز من الشمال إلى الجنوب عبر إيران يعد حدثاً كبيراً جداً وغير مسبوق في تاريخ إيران وسيحقق ما بين 10 – 12 مليار دولار من المعاملات المالية سنوياً. وأضاف: إنه من الآمن القول إن دبلوماسية الطاقة للحكومة الثالثة عشرة حققت أبرز نتائجها، وهي توقيع اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى الجمهورية الإسلامية، الأمر الذي سيؤدي إلى تحقيق ثورة اقتصادية وصناعية.

 

وسيجعل أمن الطاقة في المنطقة والدول المجاورة يعتمد على مسار الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويبلغ إجمالي إنتاج الغاز الحلو في 23 مصفاة في البلاد حالياً حوالي 850 مليون مترمكعب يومياً. وعلى الرغم من إنتاج وضخ أكثر من 850 مليون مترمكعب من الغاز يومياً إلى الخطوط الوطنية، إلا أن إيران لا تزال تواجه خللاً قدره 250 مليون مترمكعب من الغاز. وبلغت كمية الاستهلاك اليومي من الغاز في القطاعات المنزلية والتجارية والعامة 160 مليون مترمكعب، لتصل إلى 680 مليون مترمكعب يومياً في شهر ديسمبر.

 

* تأثير الإتفاق على تحوّل إيران إلى مركز إقليمي للغاز

 

في هذا الصدد، ذكر خبير في مجال الطاقة: إن إجراءات الحكومة الثالثة عشرة في مجال الطاقة تهدف إلى تحويل إيران إلى مركز إقليمي للغاز.

 

وفي ظل هذه الحكومة، وفي ظل دبلوماسية الطاقة النشطة، تم وضع إعادة تصميم تجارة الطاقة في البلاد على جدول الأعمال، وتم تنفيذ التعاون في مجال الغاز مع روسيا وتركمانستان لتبادل الغاز.

 

وعن إنجازات الحكومة الثالثة عشرة في مجال الطاقة، قال مرتضى صبوري فرد: من أهم الإنجازات التي تم تحقيقها في الحكومة الثالثة عشرة في مجال الطاقة زيادة التبادلات مع دول الجوار، خلال السنوات الثلاث الماضية، السعي لتصبح إيران مركزاً للغاز في غرب آسيا ومنطقة الشرق الأوسط؛ وفي هذا الصدد، تم وضع التعاون في مجال الغاز مع تركمانستان وتبادل الغاز مع هذا البلد على جدول الأعمال.

 

وأضاف صبوري فرد: من الإجراءات الأساسية للحكومة الثالثة عشرة حل المشاكل مع تركمانستان واستئناف واردات الغاز من هذا البلد. بينما في الحكومة السابقة، كانت لدينا مشاكل مع عشق آباد في مجال الطاقة، وأثيرت قضايا تتعلق بإنهاء عقد الغاز من جانب واحد من قبل إيران وبديوننا الغازية لهذا البلد؛ لكن في الحكومة الثالثة عشرة تم اتخاذ خطوات أساسية لحل هذه المشكلة.

 

وتابع: تحسين العلاقات مع تركمانستان وتحويل الصراع إلى تفاوض وتفاعل كان موضوعاً مهماً تابعته الحكومة الثالثة عشرة، لأن استيراد الغاز من هذا البلد له مميزات بالنسبة لنا من حيث حل الخلل في الغاز في البلاد، وتوفير الغاز من شمال شرق البلاد من مصادر قريبة، وخفض تكاليف النقل. ومن ناحية أخرى، فإن مبادلة الغاز مع تركمانستان مؤثرة للغاية في تعزيز مكانة البلاد في مبادلة الطاقة الإقليمية.

 

وأشار صبوري فرد إلى أن الحكومة الثالثة عشرة اتخذت إجراءات مهمة في مجال الطاقة، وقال: في هذا الصدد يمكن أن نذكر جهود وزارة النفط في مجال إعادة خط “أنابيب السلام” الذي يعد خط أنابيب تصدير الغاز إلى شبه القارة الهندية وطريق تصدير الغاز إلى باكستان والهند.

 

وبموجب عقد “أنابيب السلام”، سيتم تصدير الغاز الإيراني إلى هذه المناطق لمدة 25 عاماً.

 

وتابع: لقد تم تعليق نشاط خط “أنابيب السلام” هذا لفترة طويلة وفي الحكومة الثالثة عشرة تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإحياء هذا الخط الذي له أهمية كبيرة، حيث يمكن أن يكون الخط مهماً من حيث خلق الأمن والاستقرار السياسي في المنطقة، كما أنه مهم بالنسبة لنا من ناحية توفير النقد الأجنبي.

 

وأشار خبير الطاقة إلى أنه من الضروري التصرف بحذر وذكاء فيما يتعلق بعملائنا في مجال الطاقة في المنطقة، وقد استخدمت الحكومة الثالثة عشرة أساليب مثل المقايضة للتحايل على العقوبات من أجل تحصيل عائدات النفط والغاز.

 

وقد أدركت وزارة النفط في الحكومة الثالثة عشرة جيداً أن عليها تمكين نفسها في مجال التصدير. وفي هذا السياق قال صبوري فرد: الحقيقة هي أنه لو لم نتمكن من الحفاظ على قدرتنا في مجال تصدير الطاقة، لكان قد حدث الكثير من الضرر للبلاد في السنوات الماضية، وكنا سنواجه مشكلة في إدارة البلاد؛ وفي هذا الصدد، تم وضع إعادة تصميم أعمال الطاقة في البلاد على جدول الأعمال.

 

وقال: في بداية الحكومة الثالثة عشرة، كان هناك خوف من عدم تجديد عقد الغاز مع العراق؛ لكن هذه الحكومة جددت هذا العقد بدبلوماسية الطاقة النشطة التي نفذتها، وأبقينا هذا البلد أحد عملاء الغاز الدائمين لدينا.

 

وأكد خبير الطاقة أن نقل الغاز من روسيا وتركمانستان عبر إيران كان أحد التوجهات المهمة الأخرى للحكومة الثالثة عشرة في قطاع الغاز.

 

يذكر أنه في الأيام الأخيرة من الحكومة الثالثة عشرة، أي حكومة الشهيد رئيسي، وقعت وزارة النفط الإيرانية مذكرة تفاهم مع روسيا لتحويل إيران إلى مركز للغاز بالمنطقة، وهو إجراء جاء لتحقيق وعد أطلقه رئيس الجمهورية الشهيد.

 

المصدر: وكالات